قصيدة عنوان الحكم لأبي الفتح على ابن محمد ابن حسين البستي .
......................
زيادة المرء في دنياه نقصان & وربحه غير محض الخير خسران
وكل وجدان حظٍ لا ثبات له & فإن معناه في التحقيق فقدان
يا عامراً لخراب الدار مجتهداً & بالله هل لخراب العمر عمران؟
ويا حريصاً على الأموال تجمعها & أنسيت أن سرور المال أحزان
زع الفؤاد عن الدنيا وزخرفها & فصفوها كدر والوصل هجران
وأوع سمعك أمثالاً افصلها & كما يفصل ياقوت ومرجان
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم& فطالما استعبد الإنسان إحسان
يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته & أتطلب الربح فيما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها & فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
وإن أساء مسيء فليكن لك في & عروض زلته صفح وغفران
وكن على الدهر معواناً لذي أملٍ & يرجو نداك فإن الحر معوان
واشدد يديك بحبل الله معتصماً & فإنه الركن إن خانتك أركان
من يتقي الله يحمد في عواقبه & ويكفه شر من عزوا ومن هانوا
من استعان بغير الله في طلب & فإن ناصره عجز وخِذلان
من كان للخير مناعاً فليس له & على الحقيقة إخوان وأخدان
من جاد بالمال مال الناس قاطبة & إليه والمال للإنسان فتان
من سالم الناس يسلم من غوائلهم & وعاش وهو قرير العين جذلان
من كان للعقل سلطان عليه غداً & وما على نفسه للحرص سلطان
من مد طرفاً لفرط الجهل نحو هوى & أغضى على الحق يوماً وهو خزيان
من عاشر الناس لاقى منهم نصباً & لأن سوسهم بغي وعدوان
ومن يفتش على الإخوان يقلهم & فجل إخوان هذا العصر خوان
من استشار صروف الدهر قام له & على حقيقة طبع الدهر برهان
من يزرع الشر يحصد في عواقبه& ندامة ولحصد الزرع إبان
من استنام إلى الأشرار قام وفي& قميصه منهم صل وثعبان
كن ريق البشر ِإن المرء همته & صحيفة وعليها البشر عنوان
ورافق الرفق في كل الأمور فلم& يندم رفيق ولم يذممه إنسان
ولا يغرنك حظ جره خرق& فالخرق هدم ورفق المرء بنيان
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة & فلن يدوم على الإحسان إمكان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمة& والحر بالعدل والإحسان يزدان
صن حر وجهك لا تهتك غلالته & فكل حر لحر الوجه صوان
فإن لقيت عدواً فالقه أبداً& والوجه بالبشر والإشراق غضّان
دع التكاسل في الخيرات تطلبها & فليس يسعد بالخيرات كسلان
لا ظل للمرء أحرى من تقى ونهى & وإن أظلته أوراق وأفنان
والناس أعوان من والته دولته & وهم عليه اذا عادته أعوان
سحبان من غير مال باقل حصرٌ & وباقل في ثرآء المال سحبان
لا تودع السر وشاءا يبوح به & فما رعى غنمٌ في الدوء سرحان
لا تحسب الناس طبعاً واحداً فلهم & غرائز لست تحصيها ألوان
ما كان ماء كصدآء لوارده & نعم ولا كل نبت فهو سعدان
لا تخدشن بمطل وجه عارفة & فالبر يخدشه مطل وليان
لا تستشر غير ندب حازم يقظ & قد استوى فيه إسرار وإعلانُ
فالتدابير فرسان إذا ركَبوا & فيها ابروا كمال الحرب فرسان
وللأمور مواقيت مقدرة & وكل أمر له حد وميزان
فلا تكن عجلاً في الأمر تطلبه& فليس يحمد قبل النضج بحران
كفى من العيش ما قد سد من عوز & ففيه للحر إن حققت غنيان
وذو القناعة راض من معيشته & وصاحب الحرص إن أثرى فغضبان
حسب الفتى عقله خلا يعاشره& إذا تحاماه إخوان وخلان
هما رضيعا لبان حكمة وتقى& وساكناً وطن مال وطغيان
إذا نبا بكريم موطن فله & وراءه في بسيط الأرض أوطان
يا ظالماً فرحاً بالعز ساعده & إن كنت في سنة فالدهر يقظان
ما استمرأ الظلم لو انصفة آكله & وهل يلذ مذاق المرء خطبان
يا أيها العالم المرضي سيرته & أبشر فأنت بغير الماء ريان
ويا أخا الجهل لو أصبحت في لججٍ & فأنت ما بينها لاشك ظمآن
لا تحسبن سروراً دائماً أبداً & من سره زمن ساءته أزمان
إذا جفاك خليل كنت تألفه & فاطلب سواه فكل الناس إخوان
وإن نبت بك أوطان نشأت بها & فارحل فكل بلاد الله أوطان
يا رافلا في الشباب الرحب منتشيا & من كأسه هل أصاب الرشد نشوان
لا تغترر بشباب رائق نضر & فكم تقدم قبل الشيب شبان
ويا أخا الشيب لو ناصحت نفسك لم & يكن لمثلك في اللذات إمعان
هب الشبيبة تبدي عذر صاحبها & ما عذر أشيب يستهويه شيطان
كل الذنوب فإن الله يغفرها & إن شيع المرء إخلاص وإيمان
وكل كسر فإن الدين يجبره & وما لكسر قناة الدين جبران
خذها سوائر أمثال مهذبة & فيها لمن يبتغي التبيان تبيان
ما ضر حسانها والطبع صائغها & أن لم يصغها قريع الشعر حسان
......................
زيادة المرء في دنياه نقصان & وربحه غير محض الخير خسران
وكل وجدان حظٍ لا ثبات له & فإن معناه في التحقيق فقدان
يا عامراً لخراب الدار مجتهداً & بالله هل لخراب العمر عمران؟
ويا حريصاً على الأموال تجمعها & أنسيت أن سرور المال أحزان
زع الفؤاد عن الدنيا وزخرفها & فصفوها كدر والوصل هجران
وأوع سمعك أمثالاً افصلها & كما يفصل ياقوت ومرجان
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم& فطالما استعبد الإنسان إحسان
يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته & أتطلب الربح فيما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها & فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
وإن أساء مسيء فليكن لك في & عروض زلته صفح وغفران
وكن على الدهر معواناً لذي أملٍ & يرجو نداك فإن الحر معوان
واشدد يديك بحبل الله معتصماً & فإنه الركن إن خانتك أركان
من يتقي الله يحمد في عواقبه & ويكفه شر من عزوا ومن هانوا
من استعان بغير الله في طلب & فإن ناصره عجز وخِذلان
من كان للخير مناعاً فليس له & على الحقيقة إخوان وأخدان
من جاد بالمال مال الناس قاطبة & إليه والمال للإنسان فتان
من سالم الناس يسلم من غوائلهم & وعاش وهو قرير العين جذلان
من كان للعقل سلطان عليه غداً & وما على نفسه للحرص سلطان
من مد طرفاً لفرط الجهل نحو هوى & أغضى على الحق يوماً وهو خزيان
من عاشر الناس لاقى منهم نصباً & لأن سوسهم بغي وعدوان
ومن يفتش على الإخوان يقلهم & فجل إخوان هذا العصر خوان
من استشار صروف الدهر قام له & على حقيقة طبع الدهر برهان
من يزرع الشر يحصد في عواقبه& ندامة ولحصد الزرع إبان
من استنام إلى الأشرار قام وفي& قميصه منهم صل وثعبان
كن ريق البشر ِإن المرء همته & صحيفة وعليها البشر عنوان
ورافق الرفق في كل الأمور فلم& يندم رفيق ولم يذممه إنسان
ولا يغرنك حظ جره خرق& فالخرق هدم ورفق المرء بنيان
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة & فلن يدوم على الإحسان إمكان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمة& والحر بالعدل والإحسان يزدان
صن حر وجهك لا تهتك غلالته & فكل حر لحر الوجه صوان
فإن لقيت عدواً فالقه أبداً& والوجه بالبشر والإشراق غضّان
دع التكاسل في الخيرات تطلبها & فليس يسعد بالخيرات كسلان
لا ظل للمرء أحرى من تقى ونهى & وإن أظلته أوراق وأفنان
والناس أعوان من والته دولته & وهم عليه اذا عادته أعوان
سحبان من غير مال باقل حصرٌ & وباقل في ثرآء المال سحبان
لا تودع السر وشاءا يبوح به & فما رعى غنمٌ في الدوء سرحان
لا تحسب الناس طبعاً واحداً فلهم & غرائز لست تحصيها ألوان
ما كان ماء كصدآء لوارده & نعم ولا كل نبت فهو سعدان
لا تخدشن بمطل وجه عارفة & فالبر يخدشه مطل وليان
لا تستشر غير ندب حازم يقظ & قد استوى فيه إسرار وإعلانُ
فالتدابير فرسان إذا ركَبوا & فيها ابروا كمال الحرب فرسان
وللأمور مواقيت مقدرة & وكل أمر له حد وميزان
فلا تكن عجلاً في الأمر تطلبه& فليس يحمد قبل النضج بحران
كفى من العيش ما قد سد من عوز & ففيه للحر إن حققت غنيان
وذو القناعة راض من معيشته & وصاحب الحرص إن أثرى فغضبان
حسب الفتى عقله خلا يعاشره& إذا تحاماه إخوان وخلان
هما رضيعا لبان حكمة وتقى& وساكناً وطن مال وطغيان
إذا نبا بكريم موطن فله & وراءه في بسيط الأرض أوطان
يا ظالماً فرحاً بالعز ساعده & إن كنت في سنة فالدهر يقظان
ما استمرأ الظلم لو انصفة آكله & وهل يلذ مذاق المرء خطبان
يا أيها العالم المرضي سيرته & أبشر فأنت بغير الماء ريان
ويا أخا الجهل لو أصبحت في لججٍ & فأنت ما بينها لاشك ظمآن
لا تحسبن سروراً دائماً أبداً & من سره زمن ساءته أزمان
إذا جفاك خليل كنت تألفه & فاطلب سواه فكل الناس إخوان
وإن نبت بك أوطان نشأت بها & فارحل فكل بلاد الله أوطان
يا رافلا في الشباب الرحب منتشيا & من كأسه هل أصاب الرشد نشوان
لا تغترر بشباب رائق نضر & فكم تقدم قبل الشيب شبان
ويا أخا الشيب لو ناصحت نفسك لم & يكن لمثلك في اللذات إمعان
هب الشبيبة تبدي عذر صاحبها & ما عذر أشيب يستهويه شيطان
كل الذنوب فإن الله يغفرها & إن شيع المرء إخلاص وإيمان
وكل كسر فإن الدين يجبره & وما لكسر قناة الدين جبران
خذها سوائر أمثال مهذبة & فيها لمن يبتغي التبيان تبيان
ما ضر حسانها والطبع صائغها & أن لم يصغها قريع الشعر حسان