القصيدة الفائزة بالمركز الثاني في مسابقة الجود العالمية السادسة التي أقامتها العتبة العباسية في 13/ ج2/ 1436هـ
(ملائكة من عطش الجهات ) سيد حسين كاطع الجار الله
يا سيدي... هذه زُبدة وجعي تدحرجت ْ أمام ضريحك الرحيم، فأرجعها الي ّ قُبلة ً من فرح ،ٍ وبوصلة ً للوصول، وبُشارة ً للفوز الابدي.
(ملائكة من عطش الجهات ) سيد حسين كاطع الجار الله
يا سيدي... هذه زُبدة وجعي تدحرجت ْ أمام ضريحك الرحيم، فأرجعها الي ّ قُبلة ً من فرح ،ٍ وبوصلة ً للوصول، وبُشارة ً للفوز الابدي.
لخطاكَ تنتسبُ الحقولُ الممطرهْ |
|
وبمائكَ الإنسانُ يزرعُ بيدرهْ |
|
زدْني طفولةَ غيمةٍ وروايةً |
|
أمويّةَ الغرقى تنامُ مُبكّرهْ |
|
زدني تشظّيَ علقميٍّ موجعٍ |
|
ينسابُ في لغتي بهيئةِ معذرهْ |
|
دعني أُغمّسُ في هواكَ خرافتي |
|
كي أستفيقَ حقيقةً مُتأخّرهْ |
|
منذُ اختراقِ السهمِ ظلمةَ رحلتي |
|
وأنا أرى العباسَ عيناً مُبصره |
|
قلْ كيف أكتبُكَ اشتعالاً هائلاً |
|
وأنا المسافرُ بانطفاءِ المحبره |
|
في ثقبِ جودِكَ لا تزالُ تلوكني |
|
شفةٌ بأسئلةِ الخيامِ مُفطّره |
|
ضعني على غدِكَ الرسولِ حقيبةً |
|
لألمَّ نظرةَ ثائرين مُطهّره |
|
كلُ السواقيَ خلف جودِكَ سُجّداً |
|
مذ صار كفُّكَ للعطاشى حنجره |
|
وعبرتَ فخَّ الماءِ حين رميتَهُ |
|
فكأنّما العطشُ المُقدّسُ قنطره |
|
وأخذتَ جرحَكَ للفراتِ ملأْتُهُ |
|
بغدٍ حسينيٍّ وروحٍ مُثمره |
|
فتدفّقتْ أنهارُ غيرتكَ التي |
|
تجري كما تجري الصلاةُ بحيدره |
|
وخيامُ أيتامِ انتظارِكَ مزّقتْ |
|
مُدنَ العويلِ وكلّ آهٍ مقبره |
|
ظمأٌ يفحُّ وكلُّ شيءٍ أخضرٌ |
|
متوسّلاً يأتيكَ تُرجعُ أخضره |
|
فنزفتَ كلّ الأمنياتِ وكلّ ما |
|
في الروحِ من قمحِ الوفاءِ لتبذره |
|
وكأنّ هاماتِ الرماحِ زنابقٌ |
|
أضحتْ لديكَ وكلُّ جرحٍ جوهره |
|
فمضيتَ تقطفُها شهيّةَ فارسٍ |
|
يبني على الجرحِ المُؤزّرِ منْبره |
|
ولقد نثرتَ على الرؤوسِ قوافلاً |
|
للرعبِ سوداءَ الجحيمِ مُزمجرهْ |
|
يا أيَّ جيشٍ قد قطعتَ رجوعَه |
|
وكأنّما كفّاكَ تقطعُ تذكره |
|
لكنّهُ قدرُ الشهادةِ نورسٌ |
|
قد هزَّ غصنَكَ كي تُفجّرَ أنهُره |
|
فمنحتَ روحَكَ طعمَ نصرٍ آجلٍ |
|
لتظلَّ قِربتُكَ السفينةُ مُبحره |
|
وكسرْتَ جرّةَ حيرةٍ ريفيّةٍ |
|
بين الهديلِ وبين غُربةِ قُبّره |
|
وجرحتَ هُدنةَ سيرتين تلاقتا |
|
عينَ الربيعِ ونبلةً مُتصحّره |
|
تلكَ السيوفُ تجذّرتْ بظلامِها |
|
ويداكَ في شجرِ الضحى مُتجذّره |
|
ها أنتَ بوحُ اللهِ مَسْبحُةُ المدى |
|
نهرُ الشروقِ عوالمٌ مُستبشره |
|
كلُّ الخرائطِ تستميحُكَ خطوةً |
|
لتعودَ من معنى الجهاتِ مُحرّره |
|
وبماءِ قِربتِكَ اللغاتُ توحّدتْ |
|
لُغةً وعن عطش الغيابِ معبّره |
|
أقصى تجاعيد الطفوفِ تُريقُني |
|
وجعاً وطعنةَ قِربةٍ مُتكرّره |
|
سفرٌ يُرتّقُ وحشتي بحكايةٍ |
|
صوفيّةِ التعبِ العتيقِ مُحيَّره |
|
فانثرْ برعشةِ بردِ ذكركَ خاطري |
|
لتنامَ أخطائي بحضنِ المغفره |
|
لأراكَ في الصبحِ اللذيذِ ترشّني |
|
فوق انتمائكَ قُبْلةً مُتبعثره |
|
وافتحْ شبابيكَ انتصارِكَ في دمي |
|
لأطيرَ خارجَ خطوتي المُتعثّره |
|
منذُ اغتراب الضوءِ في لغةِ الرُحى |
|
وأنا أرى العبّاسَ عيناً مُبصره |
|
تعليق