محاكمة
خلف أسوار الذنب والاتهام قد وقفوا ينتظرون حكماً عادلاً.. وقفت بحزني أمامهم أريد التحدث معهم وقد خيم
عليهم الصمت... خاطبتهم: فاطمة بنت مَنْ؟ أمّ مَنْ؟ حليلة مَنْ؟ أجيبيني يا نار، أما كنتِ برداً وسلاماً على
إبراهيم؟ وأنتِ يا باب، أنسيتِ يد النبي التي طالما صافحتكِ ليلاً ونهاراً؟
وأنتَ أيها المسمار، أما لان حديدك يوماً لداود؟
لِمَ خذلتم الزهراء؟
لِمَ لَم تردوا كيد ظالميها في نحورهم؟
تعساً لكِ يا نار،وأنتَ يا باب، وأنتَ يا مسمار، لا أقول إلا: يا ربي كن أنتَ الحسيب بينهم وبين بنت نبيك.
آلام علي
زهراء ألمٌ أنت بعين علي..
تتلاطم أمواجه دموعاً، هي أشبه بطوفان نوح الذي غمر كل البلاد وحيّر كل العباد..
نعم فعلي الضرغام، علي القوي، علي الشجاع، في مثل هذا اليوم يضع رأسه بين ركبتيه ويبكي بحرقة وألم..
أميري علي هل الضلع المكسور ألَّمَ قلبك؟
هل نار الباب المشتعلة ظل لهيبها بين أحشائك؟
هل لطمة العين سيدي ارتسمت في عينك؟ هل تشتكي الوحشة والوحدة من بعد فاطمة؟
أجاب الأمير:
أرى علل الدنيا عليّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليل
لكل اجتماع من خليلين فرقة وإن بقائـي عنـدكم لقــليــل
وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمد دليل على أن لا يدوم خليل
بدرة حسين الشيخ/ البحرين
من كتابها براءة قلم
تم نشره في مجلة رياض الزهراء العدد (44)
تعليق