تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س: ما هي أنحاء الإسعاف المعرفي في الدِّين للإنسان بشكلٍ عامٍّ؟
ج - إنَّ الإسعاف المعرفي في الدِّين للإنسان على أربعة أنحاء وفق ما نجده في الوسط العقلائي العامِّ في موارد الرعاية التعليميَّة، كالتي يمارسها الوالدان في شأن الأولاد ويمارسها المعلِّمون والمدرِّسون في مقام التعليم والتدريس والإشراف على إعداد الرسائل الجامعيَّة:
النحو الأوّل: الإسعاف التأكيدي، والمراد به تأكيد ما يجده الإنسان بعقله في مقابل الخرافات والأوهام، مثل ما ورد في كتاب الله من التأكيد على حكم العقل القاضي بعدم صلاحيَّة الأصنام والكواكب والأشخاص للأُلوهيَّة، فجاء في شأن الأصنام التنبيه على أنَّها صنيعة يد الإنسان، قال تعالى: {قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ * وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ}.
وجاء في شأن تأليه عيسى بن مريم (عليهما السلام) قوله تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}.
إشارةً إلى أنَّ مَنْ يكون بهذه الصفة لا يُحتَمل -بإدراك واضح من العقل- أنْ يكون إلهاً.
ومن هذا القبيل ما جاء في تأكيد ما يجده الإنسان من خلال الضمير الإنساني من قيم العدالة والإحسان.
النحو الثاني: الإسعاف التنبيهي، والمراد به تنبيه الإنسان وإيقاظه على ما يجده ويشهده من الأُمور، ولكن لا يعيه حقَّ وعيه ولا ينتقل لدلالته وغايته، فإذا نُبِّه عليه انتبه من غفلته وانتقل ذهنه لمدلولاته، ولربَّما تعجَّب من نفسه كيف رآه ولم يلتفت إلى دلالته؟!
ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم من التنبيه على دلالة الخلق ونظام الكون على الخالق، فهذا الشـيء إذا وعاه الإنسان بنفسه لم يحتج إلى إسعاف، ولكنَّه قد يغفل عنه ولا ينتقل إلى دلالته، فيحتاج إلى من يُنبِّهه عليه.
النحو الثالث: الإسعاف التأسيسـي، والمراد به إعلام الإنسان بما يجهله ممَّا يحتاج إليه من شؤون ما وراء الطبيعة، مثل الدار الآخرة؛ إذ من الصعوبة أنْ ينتقل الإنسان بوضوح وجزم إلى وجود المعاد والنشأة الأُخرى، لولا إخبار الوحي بذلك.
النحو الرابع: الإسعاف المنهجي، والمراد به إعلام الإنسان بعدم استطاعته التوغُّل بفكره في أُمور ما وراء الطبيعة؛ لعدم وجود أدوات واضحة لديه في شأنها، وعدم صحَّة مقايسة ذلك العالم بعالم المادَّة.
وإذا ما أمعن الإنسان في التفكير حول ما وراء الطبيعة والتنظير فيه والبناء عليه لم ينتهِ إلى نتيجة واضحة، بل ينتهي إلى الخرافات الباطلة، كإيمان اليونانيين بوجود (عقول عشـرة) متوسِّطة بين الخالق وعالم المادَّة، واعتقاد بعضهم بوجود كائن أعلى لكلِّ نوع من أنواع الكائنات يُدبِّر أحوالها سمُّوها بـ (أرباب الأنواع)، أو اعتقاد المشـركين في الجاهلية أنَّ الملائكة بنات، وما أشبه ذلك.
وهذه نقطة منهجيَّة ومنطقيَّة مهمَّة في المعرفة الإنسانيَّة بشكل عامٍّ وفي المعرفة الدِّينيَّة بشكل خاصٍّ.
كتاب منهج التثبت في الدين : السيد محمد باقر السيستاني.
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س: ما هي أنحاء الإسعاف المعرفي في الدِّين للإنسان بشكلٍ عامٍّ؟
ج - إنَّ الإسعاف المعرفي في الدِّين للإنسان على أربعة أنحاء وفق ما نجده في الوسط العقلائي العامِّ في موارد الرعاية التعليميَّة، كالتي يمارسها الوالدان في شأن الأولاد ويمارسها المعلِّمون والمدرِّسون في مقام التعليم والتدريس والإشراف على إعداد الرسائل الجامعيَّة:
النحو الأوّل: الإسعاف التأكيدي، والمراد به تأكيد ما يجده الإنسان بعقله في مقابل الخرافات والأوهام، مثل ما ورد في كتاب الله من التأكيد على حكم العقل القاضي بعدم صلاحيَّة الأصنام والكواكب والأشخاص للأُلوهيَّة، فجاء في شأن الأصنام التنبيه على أنَّها صنيعة يد الإنسان، قال تعالى: {قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ * وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ}.
وجاء في شأن تأليه عيسى بن مريم (عليهما السلام) قوله تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}.
إشارةً إلى أنَّ مَنْ يكون بهذه الصفة لا يُحتَمل -بإدراك واضح من العقل- أنْ يكون إلهاً.
ومن هذا القبيل ما جاء في تأكيد ما يجده الإنسان من خلال الضمير الإنساني من قيم العدالة والإحسان.
النحو الثاني: الإسعاف التنبيهي، والمراد به تنبيه الإنسان وإيقاظه على ما يجده ويشهده من الأُمور، ولكن لا يعيه حقَّ وعيه ولا ينتقل لدلالته وغايته، فإذا نُبِّه عليه انتبه من غفلته وانتقل ذهنه لمدلولاته، ولربَّما تعجَّب من نفسه كيف رآه ولم يلتفت إلى دلالته؟!
ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم من التنبيه على دلالة الخلق ونظام الكون على الخالق، فهذا الشـيء إذا وعاه الإنسان بنفسه لم يحتج إلى إسعاف، ولكنَّه قد يغفل عنه ولا ينتقل إلى دلالته، فيحتاج إلى من يُنبِّهه عليه.
النحو الثالث: الإسعاف التأسيسـي، والمراد به إعلام الإنسان بما يجهله ممَّا يحتاج إليه من شؤون ما وراء الطبيعة، مثل الدار الآخرة؛ إذ من الصعوبة أنْ ينتقل الإنسان بوضوح وجزم إلى وجود المعاد والنشأة الأُخرى، لولا إخبار الوحي بذلك.
النحو الرابع: الإسعاف المنهجي، والمراد به إعلام الإنسان بعدم استطاعته التوغُّل بفكره في أُمور ما وراء الطبيعة؛ لعدم وجود أدوات واضحة لديه في شأنها، وعدم صحَّة مقايسة ذلك العالم بعالم المادَّة.
وإذا ما أمعن الإنسان في التفكير حول ما وراء الطبيعة والتنظير فيه والبناء عليه لم ينتهِ إلى نتيجة واضحة، بل ينتهي إلى الخرافات الباطلة، كإيمان اليونانيين بوجود (عقول عشـرة) متوسِّطة بين الخالق وعالم المادَّة، واعتقاد بعضهم بوجود كائن أعلى لكلِّ نوع من أنواع الكائنات يُدبِّر أحوالها سمُّوها بـ (أرباب الأنواع)، أو اعتقاد المشـركين في الجاهلية أنَّ الملائكة بنات، وما أشبه ذلك.
وهذه نقطة منهجيَّة ومنطقيَّة مهمَّة في المعرفة الإنسانيَّة بشكل عامٍّ وفي المعرفة الدِّينيَّة بشكل خاصٍّ.
كتاب منهج التثبت في الدين : السيد محمد باقر السيستاني.