إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثقافات قرآنية : الصبر في الشدائد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثقافات قرآنية : الصبر في الشدائد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    ثقافات قرآنية

    في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها بسبب جانحة كورونا علينا الرجوع إلى القرآن الكريم فإنه السلوى في ايام المحن

    صفة الصبر التي وصف بها المؤمنون تحمل بين طياتها جهة كشف عن العقيدة الراسخة التي يتمتع بها الصابرون وهي (أن مبدأنا ومعادنا إلى الله عز وجل )

    وان الكون برمته تحكمه يد غيبة حكيمة ومختارة لا تفعل إلا لمصلحة ولاتمنع الا لمصلحة

    ان هذا الاعتقاد يمثل السنام الاعلى من مراتب التوحيد فالمال والاولاد والزوجة وحتى النفس إنما هي ملك صوري ظاهري وهذا الاعتقاد يؤصل إلى حقيقة أن المالكية المطلقة لله عز وجل وماسوى ذلك إنما هو ملك صوري ظاهري .

    وهذا الاعتقاد معناه ان العبد قد ارتقى في اعتقاده إلى أعلى مراتب التوحيد ويمكن أن نطلق عليه التوحيد الخالص

    وهو باعث (اي هذه المرتبة من مراتب التوحيد) على الشكر والصبر والفكر والذكر .وهذه الأشياء هي سبب في النظر إلى جميع الحوادث المرة والحلوة على أنها مجرد وسيلة من وسائل الاختبار .ومحض عارية ،وليست هدفا ولا اصلا

    وقد تعرض القرآن الكريم إلى جملة من النماذج لمن كان منطقه معرفة المبدأ والمعاد

    فحضرة نبي الله سليمان كان نموذج بارز من تلك النماذج ،فإننا نراه حين أتى أحد تلامذته بعرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين من أقل من طرفة عين نراه خاضعا شاكرا لله تعالى بدون اي فخر وغرور ومدح قائلا (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )



    ذو القرنين نموذج آخر يمكن ذكره في المقام ،فبعد صنعه السد الحديدي العظيم غير قابل للخرق ولا التسلق كما جاء في قوله تعالى (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا)

    فبعد خلقه لهذا الأثر العظيم الذي لم يكن له مثيل ،نراه لا يتكلم عن نفسه وقد صنع مثل هذا السد العظيم ،بل نراه يعترف بأن ذلك ماهو إلا رحمة من رحمات ربه سبحانه وتعالى قال عز وجل عن لسانه (هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي)

    وكلام ذي القرنين هذا نفس كلام (انا لله )

    والمغزى. الرضا بالرضوان الالهي محمود حين امتلاك الفنون العلمية

    وكذلك حين الابتلاء بالمصائب والمحن

    لابد من الإشارة إلى نكتة لطيفة وهي ان وقوع المصيبة ومرورة الصبر إنما هو للمبتدئين في فن الاخلاق

    وأما السالكين الواصلين الذين يعتبرون كل ما في الوجود أمانة لابد من ارجاعها إلى مالكها،فلايرون زوال الأشياء مصيبة والصبر عليها مرارة بل يرون ذلك واجب على الإنسان لامصيبة




    المصادر

    تفسير الميزان

    تفسير التسنيم

    تفسير مواهب الرحمن


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X