إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناظرة الإمام الرضا ع مع المأمون والرشيد في أقرب الناس لرسول الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناظرة الإمام الرضا ع مع المأمون والرشيد في أقرب الناس لرسول الله


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
    قال السيد المرتضى (1) - عليه الرحمة - وحدثني الشيخ - المفيد - أدام الله عزه، قال: روي أنه لما سار المأمون إلى خراسان وكان معه الإمام الرضا علي بن موسى (عليهما السلام)، فبينا هما يسيران، إذ قال له المأمون: يا أبا الحسن إني فكرت في شيء، فسنح لي الفكر الصواب فيه، إني فكرت في أ مرنا وأمركم، ونسبنا ونسبكم، فوجدت الفضيلة فيه واحدة، ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولا على الهوى والعصبية.

    فقال له أبو الحسن الرضا (عليه السلام): إن لهذا الكلام جوابا، فإن شئت ذكرته لك وإن شئت أمسكت.

    فقال له المأمون: لم أقله إلا لأعلم ما عندك فيه.

    قال له الرضا (عليه السلام): أنشدك الله يا أمير المؤمنين، لو أن الله تعالى بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) فخرج علينا من وراء أكمة من هذه الآكام، فخطب إليك ابنتك أكنت تزوجه إياها؟

    فقال: يا سبحان الله، وهل أحد يرغب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال له الرضا (عليه السلام): أفتراه كان يحل له أن يخطب ابنتي (2)؟ قال : فسكت المأمون هنيئة، ثم قال: أنتم والله أمس برسول الله (صلى الله عليه وآله) رحما.

    قال الشيخ - أدام الله عزه -: وإنما المعنى لهذا الكلام أن ولد العباس يحلون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) كما يحل له البعداء في النسب منه، وأن ولد أمير المؤمنين (عليه السلام) من فاطمة (عليها السلام) ومن أمامة بنت زينب ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحرمن عليه، لأنهن من ولده في الحقيقة فالولد ألصق بالوالد وأقرب وأحرز للفضل من ولد العم بلا ارتياب بين أهل الدين، فكيف يصح مع ذلك أن يتساووا في الفضل بقرابة الرسول (صلى الله عليه وآله) فنبهه الرضا (عليه السلام) على هذا المعنى وأوضحه له (3).


    _______________________

    (1) هو: علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر (عليه السلام)، ويلقب بعلم الهدى والشريف المرتضى، ولد سنة 355 ه‍ في بغداد، أكثر أهل زمانه أدبا وفضلا وفقها، متوحد في علوم كثيرة مجمع على فضله، مقدم في العلوم مثل علم الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر واللغة وغير ذلك، وله من الكتب - كما قيل - ثمانون ألف مجلد، وله مصنفات كثيرة منها كتاب الشافي في الإمامة، تنزيه الأنبياء، الفصول المختارة من كلام الشيخ المفيد، ونكتا من كتابه المعروف ب‍ العيون والمحاسن ، والجدير بالذكر أن الشيخ المفيد - أعلى الله مقامه - من شيوخ وأساتذة الشريف المرتضى، فقد لازمه وحضر عنده منذ صغره ومما يروى في هذا الصدد عن الشيخ المفيد: أنه رأى في منامه فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخلت عليه وهو في مسجده بالكرخ ومعها ولداها الحسن والحسين (عليهما السلام) فسلمتهما له وقالت: علمهما الفقه فانتبه متعجبا من ذلك، فلما تعالى النهار في صبيحة الليلة التي رأى فيها الرؤيا دخلت عليه فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها وبين يديها ابناها محمد الرضي وعلي المرتضى - رحمهما الله - فقام إليها وسلم عليها فقالت: أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلمهما الفقه فبكى الشيخ المفيد وقص عليها المنام، وتولى تعليمهما وأنعم الله عليهما وفتح لهما أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا وهو باق ما بقي الدهر، وتوفي الشريف المرتضى - أعلى الله مقامه - في شهر ربيع الأول لخمس بقين منه سنة 436 ه‍ في بغداد وصلى عليه ابنه في داره ودفن فيها، وقيل إنه دفن مع أخيه الشريف الرضي عند الحسين (عليه السلام) في كربلاء كما ذكر ذلك الشهيد الثاني، واستظهر العلامة الطباطبائي (رحمه الله) كون قبره وقبر أبيه وأخيه إلى جنب قبر السيد إبراهيم المجاب ابن الإمام الكاظم (عليه السلام) وكان من أجدادهم فدفنوا عنده - أعلى الله درجاتهم -. راجع: تنقيح المقال للعلامة المامقاني: ج 2 ص 284 - 285 ترجمة رقم: 8247، سير أعلام النبلاء: ج 17 ص 588، تاريخ بغداد: ج 11 ص 402 - 403 ترجمة رقم: 6288.

    (2) وقد مر عليك عين هذا الاستدلال في مناظرة الإمام الكاظم (عليه السلام) مع الرشيد، وقد استخدمه الإمام الرضا مع المأمون لأنه أقوى في الحجة وغير قابل للإنكار.

    (3) الفصول المختارة للشيخ المفيد: ج 1 ص 16 - 17، كنز الفوائد للكراجكي: ج 1 ص 356، بحار الأنوار للمجلسي: ج 10 ص 349 - 350.


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X