بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
" في الدعاء المسنون بعد زيارة الامام الرضا " من دعاء الاستغفار.
الادعية المباركة وما تتضمنه من المعرفة العبادية والثقافية والسلوكية بعامة، فضلاً عن معطياتها الوجدانية حيث حدثناكم عبر لقاءات سابقة عن احدها وهو الدعاء الذي يتلى بعد زيارة الامام الرضا(ع) فيما جاء فيه (رب اني استغفرك استغفار حياء واستغفرك استغفار رجاء، واستغفرك استغفار انابة، واستغفرك استغفار رغبة، واستغفرك استغفار رهبة، ...).
ان هذه السلسلة من الاستغفارات تنطوي على معطيات نفسية تتواءم مع طبيعة التركيبة للعبد من حيث تعامله مع الموقف ونعني به احساسه بالذنب والتوبة والندم عليه وتطلعه الى غفرانه...
لقد بدأ الدعاء بالاستغفار من الذنب من خلال الاحساس بحراجة الموقف امام الله تعالى متمثلاً في ظاهرة الحياء او الخجل من الله تعالى ثم شفعه الدعاء برجاء غفرانه حيث ان الحياء تعبير عن الاحساس بالجريمة والرجاء تعبير عن التخلص من تبعاته واما الخطوة الثالثة فهي الانابة الى الله تعالى أي العودة اليه بعد الانفصال عنه ساعة ركوب المعصية من هنا فان الخطوات الثلاث المتقدمة أي الحياء والرجاء والانابة تجسيد مراحل نفسية تبدأ باحاسيس الانفصال عن الساحة القدسية وتنتهي بالعودة اليها...
اما الخطى المتتابعة الاخرى فتتمثل في هاتين المفردتين من السمات النفسية وهما: الرغبة والرهبة، حيث يتطلبان منا توضيحاص مفصلاً وهذا ما نبدأ به الآن ...
السؤال المطروح الآن هو ما هي الآلية او الفاعلية التي يمكن رصدها في ظاهرة الرغبة والرهبة في مطلق سلوك الانسان؟
وللاجابة عن السؤال المتقدم، ينبغي ان نتحدث عن اثر كل من الثواب والعقاب في تحديد سلوك الانسان فمثلاً في ميدان المبادئ او القوانين التي تشرع لضبط السلوك الفردي والاجتماعي وهو ما يسمى بعملية الضبط الاجتماعي في لغة علم الاجتماع نجد ان عملية الثواب والعقاب عليهما هما المتكفلان بضبط السلوك وليس احدهما بدءاً من طفولة الشخصية وانتهاءاً بشيخوختها ... فمثلاً في ميدان التعلم التفاني او العبادي او السلوكي العام نجد ان اثابة الطلف ومعاقبته تجريان في ان واحد فالاسلام عبر توصياته لتدريب الاطفال لا يكتفي باثابتهم وتشجيعهم بل يردفه بالعقاب البدني مثلاً كالامر بضرب الطفل البالغ ثماني او تسع سنين في حالة عدم الوضوع او عدم الصلاة. والامر كذلك بالنسبة الى الراشدين في مختلف مراحل حياتهم ومختلف انماط سلوكهم....
وحينما ننقل القضية الى ما نحن بصدده وهو احساس الزائر بذنبه والاستغفار منه نجد ان الدعاء يتحدث عن الاستغفار المصحوب بالرغبة والاستغفار المصحوب بالرهبة وهو امر يحتاج بدوره الى مزيد من القاء الاضاءة عليه.
من الحقائق او التوصيات العبادية التي نعتقد ان كلاً منا قد سمعها ودعاها هي التوصية الذاهبة الى ان العبد ينبغي ان يحيا صراعاً بين الخوف والرجاء او بين الرهبة والرغبة في تعامله مع الله تعالى عبر تطلعه الى معرفة الجزاءات المترتبة على سلوكه اخروياً على ملاحظة ان الصراع النفسي غير مرغوب فيه من الزاوية العامة لسلوك الانسان لان المفروض هو ان نمارس اطمأناً في سلوكاً وليس صراعاً ولكن في ميدان الاحساس بالذنب فان الامر يختلف تماماً حيث تطالبنا التوصيات الاسلامية بان نتأرجح بين الخوف من عقاب الله تعالى وبين الرجاء بغفران الذنب، أي بين الرغبة والتطلع والامل بالغفران وبين الرهبة والتخوف من العقاب ... ولهذه الآية معطياتها دون ادنى شك حيث عليكم ان تتساءل عنها فتقول: ان الرغبة وحدها تجعل الشخصية متراخية في سلوكها العبادي حتى انها تمارس ذنوبها عمداً املاً بالغفران وهذا يتنافى مع التوصيات الاسلامية الآمرة بعدم ممارسة الذنب، كما ان الشخصية في حالة خوفها وحده سوف يغمرها اليأس والقنوط فتتوقف عن ممارسة الطاعة نظراً ليأسها من غفران الذنب، ولذلك فان التأرجح بين الرغبة والرهبة هو الاسلوب الوحيد الذي يحمل الشخصية على مراقبة سلوكها حيث تقلع عن الذنوب وحينما تمارس مزيداً من الطاعة وهذا هو المطلوب بطبيعة الحال...
اذن: امكنا ان نتبين اهمية التأرجح بين الرغبة والرهبة وهو امر يدعونا الى ممارسته عملياً أي عدم ممارسة الذنب والتوبة منه ثم ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
" في الدعاء المسنون بعد زيارة الامام الرضا " من دعاء الاستغفار.
الادعية المباركة وما تتضمنه من المعرفة العبادية والثقافية والسلوكية بعامة، فضلاً عن معطياتها الوجدانية حيث حدثناكم عبر لقاءات سابقة عن احدها وهو الدعاء الذي يتلى بعد زيارة الامام الرضا(ع) فيما جاء فيه (رب اني استغفرك استغفار حياء واستغفرك استغفار رجاء، واستغفرك استغفار انابة، واستغفرك استغفار رغبة، واستغفرك استغفار رهبة، ...).
ان هذه السلسلة من الاستغفارات تنطوي على معطيات نفسية تتواءم مع طبيعة التركيبة للعبد من حيث تعامله مع الموقف ونعني به احساسه بالذنب والتوبة والندم عليه وتطلعه الى غفرانه...
لقد بدأ الدعاء بالاستغفار من الذنب من خلال الاحساس بحراجة الموقف امام الله تعالى متمثلاً في ظاهرة الحياء او الخجل من الله تعالى ثم شفعه الدعاء برجاء غفرانه حيث ان الحياء تعبير عن الاحساس بالجريمة والرجاء تعبير عن التخلص من تبعاته واما الخطوة الثالثة فهي الانابة الى الله تعالى أي العودة اليه بعد الانفصال عنه ساعة ركوب المعصية من هنا فان الخطوات الثلاث المتقدمة أي الحياء والرجاء والانابة تجسيد مراحل نفسية تبدأ باحاسيس الانفصال عن الساحة القدسية وتنتهي بالعودة اليها...
اما الخطى المتتابعة الاخرى فتتمثل في هاتين المفردتين من السمات النفسية وهما: الرغبة والرهبة، حيث يتطلبان منا توضيحاص مفصلاً وهذا ما نبدأ به الآن ...
السؤال المطروح الآن هو ما هي الآلية او الفاعلية التي يمكن رصدها في ظاهرة الرغبة والرهبة في مطلق سلوك الانسان؟
وللاجابة عن السؤال المتقدم، ينبغي ان نتحدث عن اثر كل من الثواب والعقاب في تحديد سلوك الانسان فمثلاً في ميدان المبادئ او القوانين التي تشرع لضبط السلوك الفردي والاجتماعي وهو ما يسمى بعملية الضبط الاجتماعي في لغة علم الاجتماع نجد ان عملية الثواب والعقاب عليهما هما المتكفلان بضبط السلوك وليس احدهما بدءاً من طفولة الشخصية وانتهاءاً بشيخوختها ... فمثلاً في ميدان التعلم التفاني او العبادي او السلوكي العام نجد ان اثابة الطلف ومعاقبته تجريان في ان واحد فالاسلام عبر توصياته لتدريب الاطفال لا يكتفي باثابتهم وتشجيعهم بل يردفه بالعقاب البدني مثلاً كالامر بضرب الطفل البالغ ثماني او تسع سنين في حالة عدم الوضوع او عدم الصلاة. والامر كذلك بالنسبة الى الراشدين في مختلف مراحل حياتهم ومختلف انماط سلوكهم....
وحينما ننقل القضية الى ما نحن بصدده وهو احساس الزائر بذنبه والاستغفار منه نجد ان الدعاء يتحدث عن الاستغفار المصحوب بالرغبة والاستغفار المصحوب بالرهبة وهو امر يحتاج بدوره الى مزيد من القاء الاضاءة عليه.
من الحقائق او التوصيات العبادية التي نعتقد ان كلاً منا قد سمعها ودعاها هي التوصية الذاهبة الى ان العبد ينبغي ان يحيا صراعاً بين الخوف والرجاء او بين الرهبة والرغبة في تعامله مع الله تعالى عبر تطلعه الى معرفة الجزاءات المترتبة على سلوكه اخروياً على ملاحظة ان الصراع النفسي غير مرغوب فيه من الزاوية العامة لسلوك الانسان لان المفروض هو ان نمارس اطمأناً في سلوكاً وليس صراعاً ولكن في ميدان الاحساس بالذنب فان الامر يختلف تماماً حيث تطالبنا التوصيات الاسلامية بان نتأرجح بين الخوف من عقاب الله تعالى وبين الرجاء بغفران الذنب، أي بين الرغبة والتطلع والامل بالغفران وبين الرهبة والتخوف من العقاب ... ولهذه الآية معطياتها دون ادنى شك حيث عليكم ان تتساءل عنها فتقول: ان الرغبة وحدها تجعل الشخصية متراخية في سلوكها العبادي حتى انها تمارس ذنوبها عمداً املاً بالغفران وهذا يتنافى مع التوصيات الاسلامية الآمرة بعدم ممارسة الذنب، كما ان الشخصية في حالة خوفها وحده سوف يغمرها اليأس والقنوط فتتوقف عن ممارسة الطاعة نظراً ليأسها من غفران الذنب، ولذلك فان التأرجح بين الرغبة والرهبة هو الاسلوب الوحيد الذي يحمل الشخصية على مراقبة سلوكها حيث تقلع عن الذنوب وحينما تمارس مزيداً من الطاعة وهذا هو المطلوب بطبيعة الحال...
اذن: امكنا ان نتبين اهمية التأرجح بين الرغبة والرهبة وهو امر يدعونا الى ممارسته عملياً أي عدم ممارسة الذنب والتوبة منه ثم ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.
تعليق