اللهم صل على محمد وآل محمد
إن سورة الفاتحة أشبه بخطاب متبادل بين العبد وربه، فالسورة وإن كانت كلها من الله تعالى، إلا أنها مقسمة على قسمين: فمنه حديث العبد مع الرب إلى قوله تعالى: (مالك يوم الدين) ، ومنه حديث العبد مع ربه من قوله تعالى: ( إياك نعبد) .
وللحديث النبوي شاهد على هذا الامر حيث روي عن النبي محمد (صلى الله عليه واله) انه قال:
«قال الله عز وجل: قسمت الحمد بيني وبين عبدي: فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، #إذا قال العبد:
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال الله عز وجل: بدأ عبدي باسمي حق علي أن أتمم له أموره، وأبارك له في أحواله.
فإذا قال: (الحمد لله رب العالمين) قال الله عز وجل: حمدني عبدي،علم أن النعم التي له من عندي، والبلايا التي اندفعت عنه بتطولي، أشهدكم أني أضعف له نعم الدنيا إلى نعيم الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة، كما دفعت عنه بلايا الدنيا.
فإذا قال: (الرحمن الرحيم) قال الله عز وجل: شهد لي بأني الرحمن الرحيم أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه، ولأجزلن من عطائي نصيبه.
فإذا قال: (مالك يوم الدين) قال الله عز وجل: أشهدكم كما اعترف بأني أنا المالك ليوم الدين، لأسهلن يوم الحساب حسابه، ولأتقبلن حسناته، ولأتجاوزن عن سيئاته.
فإذا قال العبد: (إياك نعبد) قال الله عز وجل: صدق عبدي إياي يعبد، لأثيبنه عن عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي.
فإذا قال: (وإياك نستعين) قال الله عز وجل بي استعان وإلي التجأ، أشهدكم لأعيننه على أمره ولأغيثنه في شدايده، ولآخذن بيده يوم القيامة عند نوائبه.
وإذا قال: (اهدنا الصراط المستقيم) إلى آخرها، قال الله عز وجل: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل، قد استجبت لعبدي، وأعطيته ما أمل، وآمنته مما منه وجل.