دورالقيم المعنوية في
التربية من خلال ارش ادات أهل البيت(عليهم السلام) الحلقة6
6 ـ الاستغفار
الاستغفار مفهوم اسلامي ينتقل بالانسان من مرحلة الوقوع في الانحراف إلى مرحلة تجاوزه والعودة إلى الهداية والاستقامة ، وهو نقلة نوعية في مسيرته وحركته الفردية والاجتماعية ، فالنفس الانسانية حين ترتكب الخطيئة يختل توازنها وتماكسها ، وتصبح عرضة للوساوس والهواجس ، فيجد الشيطان طريقه إلى هذه النفس فيقودها الى الانحراف تلو الانحراف ، ولكن الاستغفار يردها إلى الاستقامة ويقوي صلتها بالله تعالى.
والاستغفار علاج واقعي للانحراف ويسهم في اجتثاث آثاره السلبية على القلب والارادة ، وهو الدواء كما جاء في عبارات أهل البيت(عليهم السلام).
قال أمير المؤمنين(عليه السلام): « الاستغفار دواء الذنوب ».
وقال(عليه السلام): « الذنوب الداء ، والدواء الاستغفار ، والشفاء أن لا تعود »([1]).
وقال الامام جعفر الصادق(عليه السلام): « من أذنب من المؤمنين ذنباً ، أجّل من غدوة إلى الليل ، فإن استغفر لم يكتب له ».
وقال(عليه السلام): « إذا أكثر العبد من الاستغفار ، رفعت صحيفته وهي تتلألأ »([2]).
وقال(عليه السلام): « لا صغيرة مع الاصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار »([3]).
والاستغفار الحقيقي هو العمل الايجابي المتسلسل لاقتلاع جميع جذور وآثار الانحراف ، وهو يمرّ بمراحل وخطوات عملية.
سمع أمير المؤمنين(عليه السلام) رجلاً يقول: استغفر الله ، فقال: « ثكلتك اُمّك أو تدري ما حدّ الاستغفار؟ الاستغفار درجة العلّيين ، وهو اسم واقع على ستّة معان:
أولها: الندم على ما مضى.
والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً.
والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عزّوجلّ أملس ليس عليك تبعة.
والرابع: أن تعمد إلى كل فريضة ضيّعتها فتؤدي حقّها.
والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت والمعاصي فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية.
فعند ذلك تقول: أستغفر الله »([4]).
والاستغفار عموماً فرصة جديدة لاصلاح النفس والعودة إلى الاستقامة ، بعد التغلب على اليأس والقنوط من الاصلاح والتهذيب ، وبهذه الفرصة يجد الانسان الأمل والتفاؤل لكي يسمو ويتكامل ضمن التعاليم والارشادات الصالحة.
([1]) تصنيف غرر الحكم: ص 194 ، 195.
([2]) مكارم الأخلاق / الطبرسي: ص 313 ، 314.
([3]) المحجة البيضاء / الفيض الكاشاني : 7 / 58 .
([4]) إرشاد القلوب: ص 47.
التربية من خلال ارش ادات أهل البيت(عليهم السلام) الحلقة6
6 ـ الاستغفار
الاستغفار مفهوم اسلامي ينتقل بالانسان من مرحلة الوقوع في الانحراف إلى مرحلة تجاوزه والعودة إلى الهداية والاستقامة ، وهو نقلة نوعية في مسيرته وحركته الفردية والاجتماعية ، فالنفس الانسانية حين ترتكب الخطيئة يختل توازنها وتماكسها ، وتصبح عرضة للوساوس والهواجس ، فيجد الشيطان طريقه إلى هذه النفس فيقودها الى الانحراف تلو الانحراف ، ولكن الاستغفار يردها إلى الاستقامة ويقوي صلتها بالله تعالى.
والاستغفار علاج واقعي للانحراف ويسهم في اجتثاث آثاره السلبية على القلب والارادة ، وهو الدواء كما جاء في عبارات أهل البيت(عليهم السلام).
قال أمير المؤمنين(عليه السلام): « الاستغفار دواء الذنوب ».
وقال(عليه السلام): « الذنوب الداء ، والدواء الاستغفار ، والشفاء أن لا تعود »([1]).
وقال الامام جعفر الصادق(عليه السلام): « من أذنب من المؤمنين ذنباً ، أجّل من غدوة إلى الليل ، فإن استغفر لم يكتب له ».
وقال(عليه السلام): « إذا أكثر العبد من الاستغفار ، رفعت صحيفته وهي تتلألأ »([2]).
وقال(عليه السلام): « لا صغيرة مع الاصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار »([3]).
والاستغفار الحقيقي هو العمل الايجابي المتسلسل لاقتلاع جميع جذور وآثار الانحراف ، وهو يمرّ بمراحل وخطوات عملية.
سمع أمير المؤمنين(عليه السلام) رجلاً يقول: استغفر الله ، فقال: « ثكلتك اُمّك أو تدري ما حدّ الاستغفار؟ الاستغفار درجة العلّيين ، وهو اسم واقع على ستّة معان:
أولها: الندم على ما مضى.
والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً.
والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عزّوجلّ أملس ليس عليك تبعة.
والرابع: أن تعمد إلى كل فريضة ضيّعتها فتؤدي حقّها.
والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت والمعاصي فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية.
فعند ذلك تقول: أستغفر الله »([4]).
والاستغفار عموماً فرصة جديدة لاصلاح النفس والعودة إلى الاستقامة ، بعد التغلب على اليأس والقنوط من الاصلاح والتهذيب ، وبهذه الفرصة يجد الانسان الأمل والتفاؤل لكي يسمو ويتكامل ضمن التعاليم والارشادات الصالحة.
([1]) تصنيف غرر الحكم: ص 194 ، 195.
([2]) مكارم الأخلاق / الطبرسي: ص 313 ، 314.
([3]) المحجة البيضاء / الفيض الكاشاني : 7 / 58 .
([4]) إرشاد القلوب: ص 47.