اللهم صل على محمد وآل محمد
قيل دخلت على علي بن موسى الرضا -عليه السّلام- بمرو فقلت له يا بن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) روي لنا عن الصادق (عليه السّلام) أنه قال لا جبر و لا تفويض بل أمر بين أمرين فما معناه؟
فقال (عليه السّلام): من زعم أن اللّه تعالى يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال بالجبر، ومن زعم أن اللّه عز و جل فوض أمر الخلق و الرزق إلى حججه (عليهم السّلام) فقد قال بالتفويض، فالقائل بالجبر كافر و القائل بالتفويض مشرك. فقلت له يا بن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فما أمر بين أمرين فقال: وجود السبيل إلى إتيان ما أمروا به، و ترك ما نهوا عنه.
فقلت له فهل للّه عز و جل مشيئة و إرادة في ذلك. فقال: أما الطاعات فإرادة اللّه و مشيئته فيها الأمر بها و الرضا بها و المعاونة عليها، و إرادته و مشيئته في المعاصي النهي عنها و السخط لها و الخذلان عليها، فقلت فلله عز و جل فيها القضاء،
قال نعم ما من فعل يفعله العباد من خير و شر إلا و للّه تعالى فيه قضاء قلت فما معنى هذا القضاء، قال الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب و العقاب في الدنيا و الآخرة.
------------------------
عيون أخبار الرضا.