تويت
♦️كثير من الناس يخطئ في مفهوم آية (وأما بنعمة ربك فحدث)، فالفكر الجاهل والسائد بمفهوم الآية الكريمة أن الغني أو الميسور الحال الذي يملك يتنعم بما يملكه في الرفاه والإسراف على نفسه بما يؤمن له العيشة المنعمة المرفهة على نفسه وعائلته وبيان ذلك للناس والتحدث به، وهذا المفهوم خاطئ، فعلى سبيل المثال عندما يتزوج ابن شخص مليونير ويتباهى بحفل زفاف ابنه بالبذخ والغلو، فالناس حينها يقولون (وأما بنعمة ربك فحدث)، وعندما يتحدث الناس عن منزل شخص غني فخم يقولون أيضا (وأما بنعمة ربك فحدث)! وهذا دليل على الفهم الخاطئ للآية الكريمة.
فالآية الكريمة التي نجدها في سورة الضحى، لو تدبرناها كاملة لوجدنا أنها رسالة من الله، عز وجل، لنبيه صلى الله عليه وسلم عندما تأخر عليه الوحي بالنزول، والضغوط الواقعة عليه من كفار قريش، فأولها مواساة واطمئنان ومنتصفها برهان ودليل على لطف الله عز وجل بعبده، وآخرها وصية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم التي تتلخص في الإحسان لليتيم والسائل والعطاء الذي يكون (وأما بنعمة ربك فحدث) والدليل على ذلك آيات كثيرة تدعم التفسير للآية الكريمة منها ما ورد في سورة البقرة آية 177 (وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب)، فصاحب النعمة يجب أن يسخو على أخيه المسلم المحتاج،
وهذا معناه الأصلي، فشكر الله على النعم يكون بالقول والعمل الصالح الذي يحقق التكافل بين أفراد المجتمع الواحد خاصة والأمة الاسلامية عامة، وليس بالبذخ وإشهار الغلو بالشيء والإسراف به،
فالله عز وجل يقول: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) سورة الفرقان: 67،
فلا تحديث بالنعمة من حيث الإسراف والغلو بالشيء فذلك يكون من الجهل والتشدق والتكلف وكل متكلف ومتشدق بالنار كما روي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فالرسول صلى الله عليه واله وسلم كان من أثرياء قريش المنفقين، وكان صلى الله عليه واله وسلم ينفق ماله في سبيل الله وسد حاجات المسلمين بمختلف أقدارهم وحالاتهم الاجتماعية بالتصدق والإحسان والعطاء، وذلك نسبة لما نزل عليه من الوحي بقوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) صدق الله العظيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
🌐🌐🌐🌐🌐🌐🌐🌐
🌐🌐🌐🌐
تعليق