بسم الله الحمن الرحيم
يتحدث أبو الحسين محمد بن أحمد أحد الأعيان وكتاب الدواوين المتوفي سنة 912 هجري قائلا :
قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة، وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت أبا جعفر القيّم يقفل الابواب وأن يجتهد في خلوة الموضع لاّخلو بما أريده من الدعاء والمسألة خوفا من دخول انسان لم آمنه واخاف من لقائه، ففعل وقفل الأبواب.
وانتصف الليل فورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع، فمكثت أدعو وأزور وأصلّي.
فبيّنا أنا كذلك اذ سمعت وطئا عند مولانا موسى (عليه السلام) واذا هو رجل يزور فسلّم على آدم وعلى أولي العزم ثم على الائمة واحدا واحدا الى أن انتهى الى صاحب الزمان (عليه السلام) فلم يذكره، فتعجبت من ذلك وقلت في نفسي لعلّه نسي أو لم يعرف أو هذا مذهب لهذا الرجل.
فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين واقبل الى مولانا ابي جعفر (عليه السلام)، وزار مثل تلك الزيارة وسلم ذلك السلام وصلى ركعتين وأنا خائف منه اذ لم أعرفه، شابا من الرجال عليه ثياب بيض وعمامة محنك بها وله ذوابة ورداء على كتفه، فالتفت اليّ وقال:
يا أبا الحسين أين أنت عن دعاء الفرج.
قلت:فما هو يا سيدي؟
قال:تصلّي ركعتين وتقول: (يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ولم يهتك الستر، يا عظيم المنّ، يا كريم الصفح، يا حسن التجاوز ويا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا منتهى كلّ نجوى وغاية كلّ شكوى، يا عون كلّ مستعين، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا ربّاه (عشر مرّات)، يا منتهى غاية رغبتاه (عشر مرّات)، أسألك بحق هذه الأسماء، وبحقّ محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام) الاّ ما كشفت كربي، ونفَّسْتَ همي، وفرَّجتَ غمّي، وأصلحت حالى).
وتدعو بعد ذلك ما شئت وتسأل حاجتك، ثم تضع خدّك الأيمن على الأرض وتقول مائة مرّة في سجودك:
يا محمد يا علي (يا علي يا محمد)اكفياني فانّكما كافياي وانصراني فانكما ناصراي.
ثم تضع خدّك الأيسر على الأرض وتقول:
أدركنى (يا صاحب الزمان).
وتكرّر ذلك كثيرا وتقول (الغوث الغوث الغوث) حتى ينقطع النفس وترفع رأسك، فانّ اللّه بكرمه يقضي حاجاتك ان شاء اللّه.
فلمّا اشتغلت بالصلوة والدعاء خرج، فلمّا فرغت خرجت الى أبي جعفر لأسأله عن الرجل وكيف دخل فرأيت الأبواب على حالها مقفلة، فعجبت من ذلك وقلت:لعلّ بابا هنا آخر لم أعلمه، وانتهيت الى أبي جعفر القيم فخرج اليّ من باب الزيت، فسألتهُ عن الرجل ودخوله، فقال:الأبواب مقفلة كما ترى ما فتحتها، فحدّثته الحديث، فقال:هذا مولانا صاحب الزمان (صلوات اللّه عليه) وقد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند خلوتها من الناس.
فتأسّفت على ما فاتني منه،
--------------------------------------------
السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب (فرج المهموم) والعلامة المجلسي في البحار عن كتاب الدلائل للشيخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري
تعليق