بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
في مثل هذا اليوم أشرق إلى نور الحياة والوجود أحد الأتباع الخلص لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وهو محمد ابن أبي بكر فكانت ولادته في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 10 هـ .
نشأ محمد بالمدينة في حجر أمير المؤمنين وهو صغير فكان له كالأب ، و لم يعرف غيره حتى قال (عليه السلام) : ( محمد ابني من صلب أبي بكر ) . (1) . وكان جليل القدر ، عظيم المنزلة ، جريئاً في الحقّ ، موصوفاً بالعبادة ، والاجتهاد ، فكان يدعى ( عابد قريش ) قال ابن عبد البرّ : كان علي بن أبي طالب يثني عليه ويفضّله لأنه كان له عبادة واجتهاد (2) . وكان ابن أبي بكر يعد من خواص اصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن حواريه من أصفياءه بل كان بمنزلة ابنه 0
وقد حضر معركة الجمل و صفين مع الامام . و جعله أمير المؤمنين (عليه السلام) واليا على مصر بعد حرب صفين . وفي سنة (38) هـ ارسل معاوية عمرو بن العاص و معاوية بن خديج و أبا الاعور السلمي مع جمع آخر الى مصر، فاجتمع واتحد هؤلاء القوم من شيعة عثمان مع جيش من أهل الشام إلى مصر لقتال محمد بن ابي بكر ، ودارت معارك شديدة انتهت بدخول ابن العاص مصر فأسر محمد في تلك المعركة التي وقعت بينهم ، و قطع رأسه معاوية بن خديج و هو ظمآن ، ثم جعل جسده الشريف في بطن حمار ميت وأحرقه . واستشهد رحمه الله وهو ابن (28) سنة . في سنة ثمان وثلاثين هجريه .
فلما بلغ ذلك علياً - عليه السّلام حزن عليه حتى رُئي ذلك فيه ، وتبيّن في وجهه ، وقام في الناس خطيباً ، فقال : ( ألا وإنّ محمد بن أبي بكر قد استشهد رحمة اللَّه عليه ، وعند اللَّه نحتسبه ، أما واللَّه لقد كان ما علمت ينتظر القضاء ، ويعمل للجزاء ، ويبغض شكل الفاجر ، ويحبّ سمت المؤمن ) . (3) .
قال المدائني : وقيل لعلي - عليه السّلام ، لقد جزعت على محمد بن أبي بكر يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ( وما يمنعني . إنّه كان لي ربيباً ، وكان لبَنيّ أخاً ، وكنت له والداً ، أعدّه ولداً ) . (4) .
وكانت عائشة لما بلغها مقتل أخيها قد جزعت جزعاً شديداً ، وقنتت في دبر الصلاة تدعو على معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، ومعاوية بن خديج ، ولم تأكل من ذلك الوقت شواءً حتى توفيت . (5) .
فهنيأ لك يامحمد الولاية وهنيأ لك الشهادة .والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
---------------------------------
(1) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد / الجزء 6 / الصفحة 53 .
(2) الغارات / إبراهيم بن محمد الثقفي / الجزء 2 / الصفحة 758 .
(3) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 33 / الصفحة 565 .
(4) شرح نهج البلاغة / ابن ابي الحديد المعتزلي / الجزء 6 / الصفحة 94 .
(5) جواهر التاريخ / الشيخ علي الكوراني العاملي / الجزء 2 / الصفحة 316 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
في مثل هذا اليوم أشرق إلى نور الحياة والوجود أحد الأتباع الخلص لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وهو محمد ابن أبي بكر فكانت ولادته في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 10 هـ .
نشأ محمد بالمدينة في حجر أمير المؤمنين وهو صغير فكان له كالأب ، و لم يعرف غيره حتى قال (عليه السلام) : ( محمد ابني من صلب أبي بكر ) . (1) . وكان جليل القدر ، عظيم المنزلة ، جريئاً في الحقّ ، موصوفاً بالعبادة ، والاجتهاد ، فكان يدعى ( عابد قريش ) قال ابن عبد البرّ : كان علي بن أبي طالب يثني عليه ويفضّله لأنه كان له عبادة واجتهاد (2) . وكان ابن أبي بكر يعد من خواص اصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن حواريه من أصفياءه بل كان بمنزلة ابنه 0
وقد حضر معركة الجمل و صفين مع الامام . و جعله أمير المؤمنين (عليه السلام) واليا على مصر بعد حرب صفين . وفي سنة (38) هـ ارسل معاوية عمرو بن العاص و معاوية بن خديج و أبا الاعور السلمي مع جمع آخر الى مصر، فاجتمع واتحد هؤلاء القوم من شيعة عثمان مع جيش من أهل الشام إلى مصر لقتال محمد بن ابي بكر ، ودارت معارك شديدة انتهت بدخول ابن العاص مصر فأسر محمد في تلك المعركة التي وقعت بينهم ، و قطع رأسه معاوية بن خديج و هو ظمآن ، ثم جعل جسده الشريف في بطن حمار ميت وأحرقه . واستشهد رحمه الله وهو ابن (28) سنة . في سنة ثمان وثلاثين هجريه .
فلما بلغ ذلك علياً - عليه السّلام حزن عليه حتى رُئي ذلك فيه ، وتبيّن في وجهه ، وقام في الناس خطيباً ، فقال : ( ألا وإنّ محمد بن أبي بكر قد استشهد رحمة اللَّه عليه ، وعند اللَّه نحتسبه ، أما واللَّه لقد كان ما علمت ينتظر القضاء ، ويعمل للجزاء ، ويبغض شكل الفاجر ، ويحبّ سمت المؤمن ) . (3) .
قال المدائني : وقيل لعلي - عليه السّلام ، لقد جزعت على محمد بن أبي بكر يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ( وما يمنعني . إنّه كان لي ربيباً ، وكان لبَنيّ أخاً ، وكنت له والداً ، أعدّه ولداً ) . (4) .
وكانت عائشة لما بلغها مقتل أخيها قد جزعت جزعاً شديداً ، وقنتت في دبر الصلاة تدعو على معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، ومعاوية بن خديج ، ولم تأكل من ذلك الوقت شواءً حتى توفيت . (5) .
فهنيأ لك يامحمد الولاية وهنيأ لك الشهادة .والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
---------------------------------
(1) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد / الجزء 6 / الصفحة 53 .
(2) الغارات / إبراهيم بن محمد الثقفي / الجزء 2 / الصفحة 758 .
(3) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 33 / الصفحة 565 .
(4) شرح نهج البلاغة / ابن ابي الحديد المعتزلي / الجزء 6 / الصفحة 94 .
(5) جواهر التاريخ / الشيخ علي الكوراني العاملي / الجزء 2 / الصفحة 316 .
تعليق