إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سبب نزول الآية : { وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ .... } .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سبب نزول الآية : { وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ .... } .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .

    روى الصدوق (1) عن حسان الجمال قال : حملت أبا عبد الله (عليه السلام) من المدينة إلى مكة فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر في ميسرة المسجد فقال : ذاك موضع قدم رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه . ثم نظر إلى الجانب الآخر فقال : ذاك موضع فسطاط المُنافِـقَــيْن وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة بن الجراح ، فلما رأوه رافعا يده قال بعضهم : انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون ، فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين } . (2) .
    وبالجمع بين دلالة الرواية و الآية نستنتج الأمور التالية :
    أولاً : فضل الأثار والأماكن التي وقف فيها الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) والمحافظة عليها وإستذكارها بين الحين والأخر و منها مسجد الغدير .
    ثانياً : إستغابة بعض الصحابة للنبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بألفاظ قبيحة لا تليق بمقامه العظيم وقد نصت الرواية على ذلك ، وقد نصت الأية على حسدهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
    ثالثاً : أن الرواية أسمت بعض الصحابة الذين تكلموا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمنافقين ، بينما أسمتهم الآية بالكافرين ، بالمعنى الحقيقي للكفر المقابل للإسلام أو المعنى المجازي للكفر المقابل للإيمان .
    رابعاً : من خلال الجمع بين دلالة الرواية والآية نستنتج بأن (من كنت مولاه فعلي مولاه) تساوي (الذكر) المقصود من الآية .
    ملاحظة : المراد من قوله تعالى : { ليزلقونك بأبصارهم } ليس هو الحسد بل هو كناية عن شدة البغض والحسد لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخصوصا عندما أبلغ الناس في يوم الغدير بولاية وإمامة وخلافة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) ومما يشهد بهذا المعنى نقل علماء العامة من أهل الخلاف لهذا الرأي كالتالي :
    قرأ أهل المدينة ليزلقونك ، بفتح الياء ، من زلقت وسائر القراء قرؤوها بضم الياء ، الفراء : ليزلقونك أي ليرمونك ويزيلونك عن موضعك بأبصارهم ، كما تقول كاد يصرعني شدة نظره وهو بين من كلام العرب كثير ، قال أبو إسحق : مذهب أهل اللغة في مثل هذا أن الكفار من شدة إبغاضهم لك وعداوتهم يكادون بنظرهم إليك نظر البغضاء أن يصرعوك ، يقال : نظر فلان إلي نظرا كاد يأكلني وكاد يصرعني ، وقال القتيبي : أراد أنهم ينظرون إليك إذا قرأت القرآن نظرا شديدا بالبغضاء يكاد يسقطك ..... (3) .
    قال ابن قتيبة : ليس يريد أنهم يصيبونك بأعينهم كما يصيب العائن بعينه ما يعجبه ، وإنما أراد أنهم ينظرون إليك إذا قرأت القرآن نظرًا شديدًا بالعداوة والبغضاء ، يكاد يسقطك (4) .
    وقال الزجاج : يعني من شدة عداوتهم يكادون بنظرهم نظر البغضاء أن يصرعوك . وهذا مستعمل في [كلام العرب] (5) يقول القائل : نَظر إليَّ نظرًا يكاد يصرعني ، ونظرا يكاد يأكلني . يدل على صحة هذا المعنى : أنه قرن هذا النظر بسماع القرآن ، وهو قوله : { لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ } وهم كانوا يكرهون ذلك أشد الكراهية فيحدون إليه النظر بالبغضاء ....
    ___________________

    (1) رواها الشيخ الصدوق / في الفقيه / الجزء 1 / باب 214 / من أبواب الإبتداء بمكة والختم بالمدينة / الصلاة في مسجد غدير خم - - - ورواها الشيخ الطوسي / في التهذيب / باب 25 / من ابواب في فضل المساجد / ح 66 - - - ورواها الشيخ الكليني / في الكافي / كتاب الحج / باب 351 / من ابواب مسجد غدير خم .
    (2) الآية 51 / من سورة القلم .
    (3) لسان العرب / ابن منظور / الجزء 10 / الصفحة 145 .
    (4) و (5) معالم التنزيل / محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي [ المتوفى 516 هـ ] / حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش / الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع / الطبعة : الرابعة ، 1417 هـ - 1997 م / الجزء 8 / الصفحة 202 ونقل هذا الكلام عن كتاب القرطين / الجزء 2 / الصفحة 178 .


  • #2
    يعطيك العافبة على الطرح الرائع
    بنتظار جديدك












    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X