اعظم الله لكم الأجر
السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ وَ ... عظم الله اجورنا واجوركم في ذكرى شهادة الامام الجواد عليه السلام
السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ وَ ... عظم الله اجورنا واجوركم في ذكرى شهادة الامام الجواد عليه السلام
نسب الامام محمد الجواد (ع):
هو محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب عليهم صلوات الله أجمعين. أبوه الإمام الرضا علي بن موسى، أبو الحسن الثاني (عليه السلام)، وقد تقدم الحديث عنه في الكتاب الثاني عشر من هذه السلسلة. وأما أمه فهي أم ولد (2) اسمها سبيكة النوبية (3)، وقيل سكن (4) المريسية،
(هامش)
(1) الفصول المهمة: ص 208 - 209. (2) أم ولد: الجارية المملوكة لسيدها ولها منه ولد. وهو مصطلح فقهي له أحكامه الخاصة به. (3) النوبة: منطقة واسعة بين مصر والسودان يطلق عليها بلاد النوبة. (4) الظاهر أنه تصحيف سبيكة. (*)
اوصاف الامام (ع):
كان (عليه السلام) شديد الأدمة، قصيرا، نحيف الجسم. حتى إن بعض النواصب والحاقدين على آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان ينعته بالأسود، لشدة سمرته. أما ما في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي، كما سيأتي عرضه في نهاية الكتاب، من أنه (عليه السلام) كان أبيض البشرة، معتدل القامة، فلا يصح ذلك منه، وأنه قول بلا شاهد عليه - ومن أين يصح في من كان أبوه حجازيا، وأمه نوبية؟! بل، المتسالم عليه أن جده الإمام الكاظم (عليه السلام) كان شديد السمرة، وقيل: أسود اللون، نحيف الجسم. وأباه الإمام علي الرضا (عليه السلام) كان أيضا شديد السمرة، معتدل القامة. وعلى هذه الأوصاف في آبائه، فقل أنت في صفته! ولا أخالك تنسى ملامح جده الصادق (عليه السلام) الذي كان أسمر اللون، حالك الشعر جعده، والإمام الباقر (عليه السلام) الذي كان هو الآخر أسمر اللون، معتدل القامة، والإمام السجاد (عليه السلام) الذي كان أسمر، قصير القامة، ضامر البدن، وكان يزداد نحافة كلما تقدم به العمر. هكذا وصفهم المؤرخون، ولا نطيل بأكثر من هذا.
علم الامام (عليه السلام ) :
يروى أن المأمون لما زوّج ابنته أم الفضل أبا جعفر (ع) ، كان ذات يوم في المجلس وعنده الإمام ويحيى بن أكثم ، وجماعة كثيرة ، فقال له يحيى بن أكثم : ما تقول يا ابن رسول الله في الخبر الذي روي أنه نزل جبرائيل على رسول الله (ص) وقال : يا محمد إن الله عز وجلّ يقرؤك السلام ويقول لك : سل أبا بكر هل هو عني راضي ، فإني عنه راضي فقال أبو جعفر : لست بمنكر فضل أبي بكر ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله (ص) في حجة الوداع :
( قد كثرت علي الكذّابة ، وستكثر ، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، فإذا أتاكم الحديث فأعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به ، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به ) . ولا يوافق هذا الخبر كتاب الله ، قال تعالى :
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } (ق/16) فالله عزّ وجلّ خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل من مكنون سره ، هذا مستحيل في المعقول .
ثم قال يحيى بن أكثم : وقد روي أن مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرائيل وميكائيل في السماء .
فقال (ع) : وهذا أيضاً يجب أن ينظر فيه لأن جبرائيل وميكائيل ملكان لله مقربان لم يعصيا قط ، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة ، وهما قد أشركا بالله عزّ وجلّ وإن أسلما بعد الشرك ، وكان أكثر أيامهما في الشرك بالله فمحال أن يشبّههما بهما .
قال يحيى : وقد روي أيضاً أنهما سيدا كهول أهل الجنة فما تقول فيه ؟
فقال (ع) : وهذا الخبر محال أيضاً لأن أهل الجنة كلّهم يكونون شباباً ولا يكون فيهم كهل ، وهذا الخبر وضعه بنو أمية لمضادة الخبر الذي قاله رسول الله في الحسن والحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنة .
فقال يحيى بن أكثم : إن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة ؟
فقال (ع) : هذا أيضاً محال ، لأن في الجنة ملائكة الله المقربين ، وآدم ومحمداً وجميع الأنبياء والمرسلين ، لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر .
فقال يحيى : وقد روي أن السكّينة تنطق على لسان عمر .
فقال (ع) : إن أبا بكر كان أفضل من عمر فقال على رأس المنبر : إن لي شيطاناً يعتريني ، فإذا ملت فقّوموني .
فقال يحيى : قد روي أن النبي (ص) قال : لو لم أبعث لبُعِثَ عمر ؟
فقال (ع) : كتاب الله أصدق من هذا الحديث ، يقول الله في كتابه :
{ وَاِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّين مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُوحٍ } (الاحزَاب/7)
فقد أخذ الله ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه ، وكان الأنبياء لم يشركوا طرفة فكيف يبعث بالنبوة من أشرك ، وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله وقال رسول الله (ص) : نبئت وآدم بين الروح والجسد .
فقال يحيى بن أكثم : وقد روي أن النبي (ص) قال :
ما أحْتُبس الوحي عنّي قط إلاّ ظننته قد نزل على آل الخطاب ، فقال (ع) : وهذا محال أيضا لأنه لا يجوز أن يشك النبي في نبوته . قال الله تعالى : { الله يَصْطَفِي مِنَ الْمَلآَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ الله سَمِيعٌ بَصِيرٌ } (الحج/75) فكيف يمكن أن تنقل النبوة ممن اصطفاه الله إلى من أشرك به .
قال يحيى بن أكثم : ان النبي (ص) قال : لو نزل العذاب لما نجي منه إلاّ عمر . فقال (ع) : وهذا محال أيضاً ، إن الله يقول :
{ وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } (الانفال/33) فأخبر سبحانه ألا يعذب أحداً مادام فيهم رسول الله (ص) وماداموا يستغفرون (8).
هـ - أنا محمد :
- وروي أنه جيء بأبي جعفر (ع) إلى مسجد رسول الله (ص) بعد موت أبيه وهو طفل ، وجاء المنبر ورقى منه درجة ثم نطق فقال :
( أنا محمد بن الرضا ، أنا الجواد ، أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب ، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم ، وما أنتم صائرون إليه ، علم منحنا به من قبل خالق الخلق أجمعين ، وبعد فناء السماوات والأرضين ، ولولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ، ووثوب أهل الشك لقلت قولاً تعجب منه الأولون والآخرون ) .
السلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ...
تعليق