بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
بقلوب ملؤها الحزن والألم نعزي صاحب العصر والزمان الحجة ابن الحسن المهدي المنتظر (عليه السلام) ومراجع الدين العظام والشيعة الكرام بذكرى استشهاد الإمام المظلوم المسموم محمد الجواد (عليه السلام) .
# استدعاؤه (ع) من قبل المعتصم العباسي للحضور إلى بغداد :
لما بُويع الخليفة العبّاسي المعتصم سنة 218 ﻫ ، قرّر ـ وبمشورة مستشاريه ووزرائه ، ومنهم قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد الأيادي الجهمي ، المعروف ببغضه لأهل البيت (عليهم السلام) والذي كان يسيطر على المعتصم وقراراته وسياسته ـ أن يبعث بكتاب إلى واليه على المدينة المنوّرة ، محمّد بن عبد الملك الزيّات في عام 219 ﻫ بحمل الإمام الجواد(عليه السلام) بكلّ إكرام وإجلال ، وعلى أحسن مركب إلى بغداد .
فلم يكن بُدّ للإمام (عليه السلام) من الاستجابة لهذا الاستدعاء الذي يُشمّ منه الإجبار والإكراه ، وقد أحسّ (عليه السلام) بأنّ رحلته هذه هي الأخيرة ، وان حجه هذا هو الحج الأخير ، ولا عودة بعدها .
لذلك فقد خلّف ابنه الإمام علي الهادي (عليه السلام) في المدينة ، بعد أن اصطحبه معه إلى مكّة لأداء مراسم الحج ، وأوصى له بوصاياه ، وسلّمه مواريث الإمامة ، وأشهد أصحابه بأنّه (عليه السلام) إمامهم من بعده .
وتستمرّ الاستعدادات لترحيل الإمام (عليه السلام) إلى بغداد ، ويستمهلهم الإمام (عليه السلام) لحين انتهاء موسم الحج .
وفعلاً ، أدى الإمام الجواد (عليه السلام) مراسم حجته الاخيرة ، وترك مكّة فور أداء المناسك معرّجاً على مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ ليُخلّف فيها ابنه الوصي الوريث الإمام علي الهادي (عليه السلام) .
# وصول الإمام محمد الجواد (عليه السلام) إلى بغداد :
وأخيراً انتهى مسير الإمام إلى بغداد ـ عاصمة الدولة العبّاسية ـ وما أن وصل (عليه السلام) إليها وحطّ فيها رحاله ، حتّى أخذ المعتصم يُدبّر ويعمل الحيلة في قتله بشكلٍ سرّي ، ولذلك فقد شكّل مُثلّثاً لتدبير عملية الاغتيال بكلّ هدوء .
و مثلّث الاغتيال قد تمثّل في زوجته أُمّ الفضل وهي بنت المأمون ، وهي المباشر الأوّل ، قدّمت للإمام عنباً مسموماً ، وتمثّل أيضاً في أخيها جعفر ، والمدبّر والمساعد لهم على هذا الأمر هو محمّد المعتصم ابن هارون الرشيد .
فقد ذكر ذلك غير واحد من المؤرّخين ، ومنهم المؤرّخ الشهير المسعودي حيث قال : ( لمّا انصرف أبو جعفر (عليه السلام) إلى العراق ، لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يُدبّران ويعملان على قتله (عليه السلام) .
فقال جعفر لأُخته أُمّ الفضل في ذلك ؛ لأنّه وقف على انحرافها عنه وغِيرتها عليه ؛ لتفضيله أُمّ أبي الحسن ابنه عليها ، مع شدّة محبّتها له ؛ ولأنّها لم تُرزق منه ولداً ، فأجابت أخاها جعفراً ، وجعلوا سمّاً في شيءٍ من عنب رازقيٍ … ) . (1) .
استُشهد في آخر ذي القعدة 220 ﻫ بالعاصمة بغداد ، ودُفن في الكاظمية ، بجوار قبر جدّه الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) . (2) .
فالسلام على الإمام محمد الجواد (عليه السلام) يوم ولد ويوم إستشهد ويوم يبعث حيا ، ورحمة الله وبركاته .
---------------------------------------
(1) إثبات الوصية / الصفحة 219 .
(2) منقول مع تصرف في العبارة .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
بقلوب ملؤها الحزن والألم نعزي صاحب العصر والزمان الحجة ابن الحسن المهدي المنتظر (عليه السلام) ومراجع الدين العظام والشيعة الكرام بذكرى استشهاد الإمام المظلوم المسموم محمد الجواد (عليه السلام) .
# استدعاؤه (ع) من قبل المعتصم العباسي للحضور إلى بغداد :
لما بُويع الخليفة العبّاسي المعتصم سنة 218 ﻫ ، قرّر ـ وبمشورة مستشاريه ووزرائه ، ومنهم قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد الأيادي الجهمي ، المعروف ببغضه لأهل البيت (عليهم السلام) والذي كان يسيطر على المعتصم وقراراته وسياسته ـ أن يبعث بكتاب إلى واليه على المدينة المنوّرة ، محمّد بن عبد الملك الزيّات في عام 219 ﻫ بحمل الإمام الجواد(عليه السلام) بكلّ إكرام وإجلال ، وعلى أحسن مركب إلى بغداد .
فلم يكن بُدّ للإمام (عليه السلام) من الاستجابة لهذا الاستدعاء الذي يُشمّ منه الإجبار والإكراه ، وقد أحسّ (عليه السلام) بأنّ رحلته هذه هي الأخيرة ، وان حجه هذا هو الحج الأخير ، ولا عودة بعدها .
لذلك فقد خلّف ابنه الإمام علي الهادي (عليه السلام) في المدينة ، بعد أن اصطحبه معه إلى مكّة لأداء مراسم الحج ، وأوصى له بوصاياه ، وسلّمه مواريث الإمامة ، وأشهد أصحابه بأنّه (عليه السلام) إمامهم من بعده .
وتستمرّ الاستعدادات لترحيل الإمام (عليه السلام) إلى بغداد ، ويستمهلهم الإمام (عليه السلام) لحين انتهاء موسم الحج .
وفعلاً ، أدى الإمام الجواد (عليه السلام) مراسم حجته الاخيرة ، وترك مكّة فور أداء المناسك معرّجاً على مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ ليُخلّف فيها ابنه الوصي الوريث الإمام علي الهادي (عليه السلام) .
# وصول الإمام محمد الجواد (عليه السلام) إلى بغداد :
وأخيراً انتهى مسير الإمام إلى بغداد ـ عاصمة الدولة العبّاسية ـ وما أن وصل (عليه السلام) إليها وحطّ فيها رحاله ، حتّى أخذ المعتصم يُدبّر ويعمل الحيلة في قتله بشكلٍ سرّي ، ولذلك فقد شكّل مُثلّثاً لتدبير عملية الاغتيال بكلّ هدوء .
و مثلّث الاغتيال قد تمثّل في زوجته أُمّ الفضل وهي بنت المأمون ، وهي المباشر الأوّل ، قدّمت للإمام عنباً مسموماً ، وتمثّل أيضاً في أخيها جعفر ، والمدبّر والمساعد لهم على هذا الأمر هو محمّد المعتصم ابن هارون الرشيد .
فقد ذكر ذلك غير واحد من المؤرّخين ، ومنهم المؤرّخ الشهير المسعودي حيث قال : ( لمّا انصرف أبو جعفر (عليه السلام) إلى العراق ، لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يُدبّران ويعملان على قتله (عليه السلام) .
فقال جعفر لأُخته أُمّ الفضل في ذلك ؛ لأنّه وقف على انحرافها عنه وغِيرتها عليه ؛ لتفضيله أُمّ أبي الحسن ابنه عليها ، مع شدّة محبّتها له ؛ ولأنّها لم تُرزق منه ولداً ، فأجابت أخاها جعفراً ، وجعلوا سمّاً في شيءٍ من عنب رازقيٍ … ) . (1) .
استُشهد في آخر ذي القعدة 220 ﻫ بالعاصمة بغداد ، ودُفن في الكاظمية ، بجوار قبر جدّه الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) . (2) .
فالسلام على الإمام محمد الجواد (عليه السلام) يوم ولد ويوم إستشهد ويوم يبعث حيا ، ورحمة الله وبركاته .
---------------------------------------
(1) إثبات الوصية / الصفحة 219 .
(2) منقول مع تصرف في العبارة .
تعليق