بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صل على محمد وآل محمد .
في مثل هذا اليوم المصادف الرابع من شهر ذي الحجة ، من سنة 179 هـ اعتقل وسجن الإمام موسى ابن جعفر الكاظم (عليه السلام) .
لقد عانى الإمام موسى ابن جعفر (عليه السلام) من ألم وعذاب سجون هارون اللارشيد ما هو أمر وأشد وأعظم من ألم وعذاب اشتداد السم وجريانه وانتشاره في الأحشاء الداخلية لجسد الإمام (عليه السلام) .
فقد اشتكى الإمام الكاظم (عليه السلام) من معاناة السجن حتى وصف معاناته منه في رسالته التي بعثها لهارون اللارشيد يخبره بها بقساوة السجن وشدته عليه وحتى عبر عن السجن بالبلاء الذي حل به ونزل عليه .
لم يكن سجن الإمام الكاظم (عليه السلام) في سجن السندي بن شائك - الذي كان عدوّاً لآل محمّد ، ناصبيّاً قاسي القلب - كبقية السجون التي يوضع فيها السجناء بل كان سجن الإمام (عليه السلام) من نوع خاص تحت الأرض يسمى بالطامورة لا تصل إليه لا أشعة الشمس ولا أي ضوء هو مكان شديد الظلام شديد الرطوبة قليل الهواء ومع ذلك فقد قيدت رجلين الإمام الكاظم (عليه السلام) بثلاثين رطلاً من الحديد ، وروي انه في العديد من المرات يضيق نفس الإمام الكاظم (عليه السلام) لضيق الطامورة فيأتي إلى بابها - وكان فيها فتحة - ليستنشق الهواء منها فإذا رآه السندي لطم الإمام على وجهه وأرجعه إلى داخل الطامورة . (1) .
قال ابن الجوزي :
( وهو ما أخبرنا به منصور القزاز قال : أخبرنا أحمد بن علي قال : أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال : حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : حدَّثنا الحسين بن القاسم قال: حدِّثني أحمد بن وهب قال: أخبرني عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال: حج هارون الرشيد فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم زائراً له وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما انتهيا إلى القبر قال: السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن عم. افتخاراً على مَنْ حوله، فدنا موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبت فتغير وجه هارون وقال: هذا الفخر يا أبا الحسن حقاً؟ ثم اعتمر الرشيد في رمضان سنة تسع وسبعين، فحمل موسى معه إلى بغداد فحبسه بها، فتوفي في حبسه، فلما طال حبسه كتب إلى الرشيد بما أخبرنا به عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا الجوهري قال: حدثنا محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال: حدثني أحمد بن إسماعيل قال: بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت : إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ، حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس فيه انقضاء ، يخسر فيه المبطلون ) . (2) .
وقال الذهبي :
( وقيل بعث موسى الكاظم إلى الرشيد برسالة من الحبس يقول إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون ) . (3) .
وقال الخطيب البغدادي :
وأقام بها إلى أيام الرشيد فقدم هارون منصرفا من عمرة شهر رمضان سنة تسع وسبعين فحمل موسى معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن توفى في محبسه . حدثنا محمد بن عمران المرزباني حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي حدثني محمد بن إسماعيل قال بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نقضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون . (4) .
السلام على سيدي و مولاي موسى الكاظم .
السلام على المعذب في قعر السجون وظلم المطامير .
السلام على ذي الساق المرضوض بحلق القيود .
السلام على الجسد النحيف .
السلام على القلب الوجيف .
السلام على الكاظم الصابر .
ورحمة الله تعالى وبركاته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجالس الأئمة المعصومين / الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية / الكاتب : معهد سيد الشهداء / الصفحة 72 - 73 .
(2) قال ابن الجوزي / في المنتظم وفي المنتظم في التاريخ / الجزء 3 / الصفحة 147 .
(3) الذهبي / في سير اعلام النبلاء / الجزء 6 / الصفحة 273 .
(4) الخطيب البغدادي / في تاريخ بغداد / الجزء 13 / رقم الحديث 6987 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صل على محمد وآل محمد .
في مثل هذا اليوم المصادف الرابع من شهر ذي الحجة ، من سنة 179 هـ اعتقل وسجن الإمام موسى ابن جعفر الكاظم (عليه السلام) .
لقد عانى الإمام موسى ابن جعفر (عليه السلام) من ألم وعذاب سجون هارون اللارشيد ما هو أمر وأشد وأعظم من ألم وعذاب اشتداد السم وجريانه وانتشاره في الأحشاء الداخلية لجسد الإمام (عليه السلام) .
فقد اشتكى الإمام الكاظم (عليه السلام) من معاناة السجن حتى وصف معاناته منه في رسالته التي بعثها لهارون اللارشيد يخبره بها بقساوة السجن وشدته عليه وحتى عبر عن السجن بالبلاء الذي حل به ونزل عليه .
لم يكن سجن الإمام الكاظم (عليه السلام) في سجن السندي بن شائك - الذي كان عدوّاً لآل محمّد ، ناصبيّاً قاسي القلب - كبقية السجون التي يوضع فيها السجناء بل كان سجن الإمام (عليه السلام) من نوع خاص تحت الأرض يسمى بالطامورة لا تصل إليه لا أشعة الشمس ولا أي ضوء هو مكان شديد الظلام شديد الرطوبة قليل الهواء ومع ذلك فقد قيدت رجلين الإمام الكاظم (عليه السلام) بثلاثين رطلاً من الحديد ، وروي انه في العديد من المرات يضيق نفس الإمام الكاظم (عليه السلام) لضيق الطامورة فيأتي إلى بابها - وكان فيها فتحة - ليستنشق الهواء منها فإذا رآه السندي لطم الإمام على وجهه وأرجعه إلى داخل الطامورة . (1) .
قال ابن الجوزي :
( وهو ما أخبرنا به منصور القزاز قال : أخبرنا أحمد بن علي قال : أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال : حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : حدَّثنا الحسين بن القاسم قال: حدِّثني أحمد بن وهب قال: أخبرني عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال: حج هارون الرشيد فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم زائراً له وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما انتهيا إلى القبر قال: السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن عم. افتخاراً على مَنْ حوله، فدنا موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبت فتغير وجه هارون وقال: هذا الفخر يا أبا الحسن حقاً؟ ثم اعتمر الرشيد في رمضان سنة تسع وسبعين، فحمل موسى معه إلى بغداد فحبسه بها، فتوفي في حبسه، فلما طال حبسه كتب إلى الرشيد بما أخبرنا به عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا الجوهري قال: حدثنا محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال: حدثني أحمد بن إسماعيل قال: بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت : إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ، حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس فيه انقضاء ، يخسر فيه المبطلون ) . (2) .
وقال الذهبي :
( وقيل بعث موسى الكاظم إلى الرشيد برسالة من الحبس يقول إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون ) . (3) .
وقال الخطيب البغدادي :
وأقام بها إلى أيام الرشيد فقدم هارون منصرفا من عمرة شهر رمضان سنة تسع وسبعين فحمل موسى معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن توفى في محبسه . حدثنا محمد بن عمران المرزباني حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي حدثني محمد بن إسماعيل قال بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نقضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون . (4) .
السلام على سيدي و مولاي موسى الكاظم .
السلام على المعذب في قعر السجون وظلم المطامير .
السلام على ذي الساق المرضوض بحلق القيود .
السلام على الجسد النحيف .
السلام على القلب الوجيف .
السلام على الكاظم الصابر .
ورحمة الله تعالى وبركاته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجالس الأئمة المعصومين / الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية / الكاتب : معهد سيد الشهداء / الصفحة 72 - 73 .
(2) قال ابن الجوزي / في المنتظم وفي المنتظم في التاريخ / الجزء 3 / الصفحة 147 .
(3) الذهبي / في سير اعلام النبلاء / الجزء 6 / الصفحة 273 .
(4) الخطيب البغدادي / في تاريخ بغداد / الجزء 13 / رقم الحديث 6987 .
تعليق