بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
وتمر الأيام والشهور والحمد لله المنعم الذي يعطينا في كل حركاتها العبر والفوائد لنستفيد منها ونعيش بها حالة الإيمان والمعية مع الخالق الحكيم واللطيف بعباده.
لا شك إن مشاعر الشوق لدى المسلمين، في هذه الأيام المباركة خاصة في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة تهيج وتضطرب شوقًا لبلوغ الأراضي المقدسة ولأداء الشعائر المباركة وبالأخص عند متابعة ما تنقله أجهزة الإعلام في أداء المناسك الخاصة بالحج!
مِنّا مَن يُوفَّق ليلحق بقافلة الحجيج ومنا من لا يحالفه الحظ ولا يوفق.. ولكن؟!؟ هنا تراودنا أسئلة كثيرة منها:
هل من الممكن أن نعيش مشاعر الحج ونحن خارج البيت الحرام؟
لا شك بأن الذي يعيش هذه المشاعر الجياشة شوقًا للوصول لبيت الله الحرام سيُثاب أيّما ثواب، وهو يعد مشاركًا للحجاج في مشاعرهم، مصداقاً لقول الرسول الأعظم (صلوات الله عليه وآله): (من أحب قومًا حُشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم)، مستدرك الوسائل/ج12.
فالحاج يقصد بيت الله الحرام، والإنسان الذي فاته الذهاب إلى بيت الله الحرام، ما فاته قصد رب العالمين، وقصد الوصول إليه.. إذ أن الإنسان المؤمن في حج وطواف دائم، في كل حركاته وسكناته هو يريد المولى عز وجل.. ولعل البعض يذهب إلى الحج، ويرجع وهو لم يزر صاحب البيت؛ لأنه لم يقصده ولم يتفاعل معه.. فإذن، إذا تفاعل الإنسان مع صاحب البيت - حتى لو كان في وسط الغابات - فهو قاصد لله عز وجل، وهو الحاج حقيقة.. هنالك حديث مخيف عن أئمتنا (عليهم السلام) ورد فيها: (ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج)، مستدرك الوسائل/ج1.
هل من أعمال إذا قام بها المسلم يرزق ثواب هذه الفريضة المقدسة؟
نعم هنالك مجموعة من الأعمال، وردت في كتب الأدعية منها: الأذكار المركّزة (هدية الله سبحانه وتعالى لعيسى بن مريم "عليه السلام" من تسبيحات وتهليلات في هذه الأيام المباركة).
الاستغلال العبادي الأمثل في إحياء الأيام المباركة بالتقرب لله بالصيام والقيام وختمية قرآنية مباركة.
الإلتزام بالصلاة ركعتين بين المغرب والعشاء: بعد الحمد والتوحيد يقرأ هذه الآية {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} في العشرة الأولى من شهر ذي الحجة؛ حتى يشارك الحجاج في حجهم.
كيف يمكن للإنسان أن يستفيد من عملية الطواف التي يشاهدها للحجاج على التلفاز في حياته العملية؟
لا شك من أن الطواف حركة مذهلة جداً.. وهي حركة رتيبة، تعلمنا:
مبدأ الإنطلاق والغاية في حركتنا الحياتية.. حيث البدء والانتهاء بالحجر الأسود.
الإنتظام والتقيد والإلتزام.. حيث العدد المحدد بسبعة أشواط.
حالة المساواة بين الخلق.. حيث أن الكل في حالة طواف لله عز وجل، وبثوبٍ واحد، لا فرق لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود.
ما الدرس العملي للمرأة المسلمة وهي تسمع أو تقرأ قصة السيدة هاجر (عليها السلام)؟
لقد خلّد الله سبحانه وتعالى ذكر هاجر (عليها السلام) : في السعي، والهرولة، وفي حجر إسماعيل.. ففي مقابل هذا الدرس التبليغي تستطيع أخواتنا المؤمنات الكريمات تعلم:
الإستسلام الإلهي: كان بإمكان هاجر أن تعترض وتطالب بمنطق الفقه. أليس من واجبات الزوج أن يوفر المأوى والمعيشة للزوجة؟ وأن يحفظها من اللصوص وقطاع الطرق؟ فكيف قبلت هاجر بتركها في واد غير ذي زرع؟ ومعها طفل رضيع.. هذا الطفل ألا يحتاج إلى من يرعاه ؟
نعم، هي تعلم أن من وراء هذا الطلب هو رب العالمين، الذي هو أرحم الراحمين، واللطيف بعباده وخير الحافظين. وعليه، فإن المرأة إذا رأت نقصاً في حياتها الزوجية: مادياً، أو أخلاقياً، عليها أن تفوّض الأمر إلى رب الأرباب، فهو ولي الأمر على الإطلاق، وهو المتولي بكل شؤون العبد.
اللهم وفّقنا لمراضيك وتقبل منا صالح الأعمال وبارك لنا في أيامنا وليالينا وأسبغ علينا من نعمك ورحمتك الواسعة يا أرحم الراحمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
وتمر الأيام والشهور والحمد لله المنعم الذي يعطينا في كل حركاتها العبر والفوائد لنستفيد منها ونعيش بها حالة الإيمان والمعية مع الخالق الحكيم واللطيف بعباده.
لا شك إن مشاعر الشوق لدى المسلمين، في هذه الأيام المباركة خاصة في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة تهيج وتضطرب شوقًا لبلوغ الأراضي المقدسة ولأداء الشعائر المباركة وبالأخص عند متابعة ما تنقله أجهزة الإعلام في أداء المناسك الخاصة بالحج!
مِنّا مَن يُوفَّق ليلحق بقافلة الحجيج ومنا من لا يحالفه الحظ ولا يوفق.. ولكن؟!؟ هنا تراودنا أسئلة كثيرة منها:
هل من الممكن أن نعيش مشاعر الحج ونحن خارج البيت الحرام؟
لا شك بأن الذي يعيش هذه المشاعر الجياشة شوقًا للوصول لبيت الله الحرام سيُثاب أيّما ثواب، وهو يعد مشاركًا للحجاج في مشاعرهم، مصداقاً لقول الرسول الأعظم (صلوات الله عليه وآله): (من أحب قومًا حُشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم)، مستدرك الوسائل/ج12.
فالحاج يقصد بيت الله الحرام، والإنسان الذي فاته الذهاب إلى بيت الله الحرام، ما فاته قصد رب العالمين، وقصد الوصول إليه.. إذ أن الإنسان المؤمن في حج وطواف دائم، في كل حركاته وسكناته هو يريد المولى عز وجل.. ولعل البعض يذهب إلى الحج، ويرجع وهو لم يزر صاحب البيت؛ لأنه لم يقصده ولم يتفاعل معه.. فإذن، إذا تفاعل الإنسان مع صاحب البيت - حتى لو كان في وسط الغابات - فهو قاصد لله عز وجل، وهو الحاج حقيقة.. هنالك حديث مخيف عن أئمتنا (عليهم السلام) ورد فيها: (ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج)، مستدرك الوسائل/ج1.
هل من أعمال إذا قام بها المسلم يرزق ثواب هذه الفريضة المقدسة؟
نعم هنالك مجموعة من الأعمال، وردت في كتب الأدعية منها: الأذكار المركّزة (هدية الله سبحانه وتعالى لعيسى بن مريم "عليه السلام" من تسبيحات وتهليلات في هذه الأيام المباركة).
الاستغلال العبادي الأمثل في إحياء الأيام المباركة بالتقرب لله بالصيام والقيام وختمية قرآنية مباركة.
الإلتزام بالصلاة ركعتين بين المغرب والعشاء: بعد الحمد والتوحيد يقرأ هذه الآية {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} في العشرة الأولى من شهر ذي الحجة؛ حتى يشارك الحجاج في حجهم.
كيف يمكن للإنسان أن يستفيد من عملية الطواف التي يشاهدها للحجاج على التلفاز في حياته العملية؟
لا شك من أن الطواف حركة مذهلة جداً.. وهي حركة رتيبة، تعلمنا:
مبدأ الإنطلاق والغاية في حركتنا الحياتية.. حيث البدء والانتهاء بالحجر الأسود.
الإنتظام والتقيد والإلتزام.. حيث العدد المحدد بسبعة أشواط.
حالة المساواة بين الخلق.. حيث أن الكل في حالة طواف لله عز وجل، وبثوبٍ واحد، لا فرق لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود.
ما الدرس العملي للمرأة المسلمة وهي تسمع أو تقرأ قصة السيدة هاجر (عليها السلام)؟
لقد خلّد الله سبحانه وتعالى ذكر هاجر (عليها السلام) : في السعي، والهرولة، وفي حجر إسماعيل.. ففي مقابل هذا الدرس التبليغي تستطيع أخواتنا المؤمنات الكريمات تعلم:
الإستسلام الإلهي: كان بإمكان هاجر أن تعترض وتطالب بمنطق الفقه. أليس من واجبات الزوج أن يوفر المأوى والمعيشة للزوجة؟ وأن يحفظها من اللصوص وقطاع الطرق؟ فكيف قبلت هاجر بتركها في واد غير ذي زرع؟ ومعها طفل رضيع.. هذا الطفل ألا يحتاج إلى من يرعاه ؟
نعم، هي تعلم أن من وراء هذا الطلب هو رب العالمين، الذي هو أرحم الراحمين، واللطيف بعباده وخير الحافظين. وعليه، فإن المرأة إذا رأت نقصاً في حياتها الزوجية: مادياً، أو أخلاقياً، عليها أن تفوّض الأمر إلى رب الأرباب، فهو ولي الأمر على الإطلاق، وهو المتولي بكل شؤون العبد.
اللهم وفّقنا لمراضيك وتقبل منا صالح الأعمال وبارك لنا في أيامنا وليالينا وأسبغ علينا من نعمك ورحمتك الواسعة يا أرحم الراحمين.
تعليق