إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل من تفعل هذا الفعل تشملها آية التطهير

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل من تفعل هذا الفعل تشملها آية التطهير

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (11) سورة الحجرات

    زاد المسير في علم التفسير المؤلف : عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الثالثة ، 1404 عدد الأجزاء : 9 [ جزء 7 - صفحة 466 ] وأما قوله تعالى ولا نساء من نساء فنزلت على سبب وفيه ثلاثة أقوال يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون أحدها أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم عيرن أم سلمة بالقصر فنزلت هذه الآية قاله أنس بن مالك وزعم مقاتل أن عائشة استهزأت من قصر أم سلمة
    والثاني أن امرأتين من أزواج رسول الله صلى اللهعليه وسلم سخرتا من أم سلمة زوج رسول الله صلى اللهعليه وسلم وكانت أم سلمة قد خرجت ذات يوم وقد ربطت أحد طرفي جلبابها على حقوها وأرخت الطرف الآخر خلفها ولا تعلم فقالت إحداهما للأخرى انظري ما خلف أم سلمة كأنه لسان كلبقال أبو صالح عن ابن عباس والثالث
    أن صفية بنت حيي بن أخطب أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن النساء يعيرنني ويقلن يا يهودية بنت يهوديين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلا قلت إن أبي هارون وإن عمي موسى وإن زوجي محمد فنزلت هذه الآية رواه عكرمة عن ابن عباس وأما قوله تعالى ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب فنزلت على سبب وفيه ثلاثة أقوال
    أحدها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولهم ألقاب يدعون بها فجعل الرجل يدعو الرجل بلقبه فقيل له يا رسول الله إنهم يكرهون هذا فنزل)

    الجامع لأحكام القرآن المؤلف : محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي أبو عبد الله عدد الأجزاء : 20 [ جزء 16 - صفحة 275 ] قوله تعالى : { ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن } أفرد النساء بالذكر لأن السخرية منهن أكثر وقد قال الله تعالى : { إنا أرسلنا نوحا إلى قومه } [ نوح : سورة البقرة الآية مائتان ] فشمل الجميع
    قال المفسرون : نزلت في امرأتين من أزواج النبي صلى اللهعليه وسلم سخرتا من أم سلمة وذلك أنها ربطت خصريها بسبيبة وهو ثوب أبيض ومثلها السب وسدلت طرفيها خلفها فكانت تجرها فقالت عائشة لحفصة رضي الله عنهما انظري !
    ما تجر خلفها كأنه لسان كلب

    فهذه كانت سخريتهما وقال أنس وابن زيد : نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم عيرن أم سلمة بالقصر وقيل : نزلت في عائشة أشارت بيدها إلى أم سلمة يا نبي الله إنها لقصيرة وقال عكرمة عن ابن عباس : إن صفية بنت حيي بن أخطب أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن النساء يعيرنني ويقلن لي يا يهودية بنت يهوديين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هلا قلت إن أبي هارون وإن عمي موسى وإن زوجي محمد فأنزل الله هذه الآية
    الرابعة : في صحيح الترمذي [ عن عائشة قالت : حكيت للنبي صلى اللهعليه وسلم رجلا فقال : ما يسرني أني حكيت رجلا وأن لي كذا وكذا
    فقلت : يا رسول الله إن صفية امرأة وقالت بيدها هكذا يعني أنها قصيرة فقال : لقد مزجت بكلمة لو مزج بها البحر لمزج ]


    تفسير البغوي [ جزء 1 - صفحة 342 ] يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن }
    روي عن أنس أنها نزلت في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عيرن أم سلمة بالقصر وعن عكرمة عن ابن عباس : أنها نزلت في صفية بنت حيي بن أخطب قال لها النساء : يهودية بنت يهوديين
    روح المعاني [ جزء 26 - صفحة 152 ] روي أن عائشة وحفصة رأتا أم سلمة ربطت حقويها بثوب أبيض وسدلت طرفه خلفها فقالت عائشة لحفصة تشير إلى ما تجر خلفها : كأنه لسان كلب فنزلت وما روي عن عائشة أنها كانت تسخر من زينب بنت خزيمة الهلالية وكانت قصيرة فنزلت وقيل : نزلت بسبب عكرمة بن أبي جهل كان يمشي بالمدينة فقال له قوم : هذا ابن فرعون هذه الأمة فعز ذلك عليه وشكاهم إلى رسول الله صلى الله تعالىعليه وسلم فنزلت

    أقول وقد زجرها النبي صلى الله عليه وآله كما تروي هي حيث قالت :
    قلت للنبي صلى الله عليه وآله : حسبك من صفية كذا وكذا . قالوا : تعني قصيرة .
    فقال صلى الله عليه وآله : ( لقد قلت كلمة لو مزجت بِماء البحر لمزجته .
    أي: لو اختلطت بِماء البحر لأنتن البحر كله، والبحر لا ينتن لأن أملاحه كثيرة، ولكن هذه الكلمة - إنها قصيرة وهي تُرى قصيرة - أنتنت ماء البحر لو مزجت به.
    أقول ؟إن السفن والطائرات والمجاري وغيرها تفرغ مخلفاتها في البحار ولا تستطيع أن تغير البحر لعظمه وسعته وانظروا هذه الكلمة التي هي في نظر الكثير بسيطة لومزجت بما البحر لمزجته. أي تغير طعمه ولونه وريحه .
    معقول هذه أخلاق عائشة
    التعديل الأخير تم بواسطة الهادي; الساعة 29-07-2020, 01:43 PM.




    إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً ينجيك يوم الحشر من لهب النار
    فدع عنك قول الشافعي ومالك وأحمد والمروي عن كعب احبار

  • #2
    الاية التي تسمونها اية التطهير نزلت في نساء النبي عليه الصلاة والسلام خاصة ولا يشاركهن احد سةى رسول الله لأنهن اهل بيته ولاتعني عصمة ولا تعني اقامة عقبدة عليها مثل الامامة والعصمة وافضل خلق الله
    كلكم خطاؤون وخير الخطائين التوابون

    مايسمى باية التطهير عندكم الاية وماقبلهاىومابعدها كلها تتكلم عن نساء النبي لكن كون الرسول تفضل على علي واهل بيته ان يشملهم هذا الدعاء شي طبيعي انه يتمنى لهم ذلك
    لأنه لايوجد اية في القرآن تبدأ بإنما هكذا الا قبلها سبب

    قال تعالى :
    " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " 33 الأحزاب
    فسبب الأوامر والنواهي الموجهة لأمهات المؤمنين هو أن الله تعالى يريد إذهاب الرجس عنهن

    " فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ " التوبة 55
    " وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ " التوبة 85

    وفي الآيتين السابقتين
    سبب اعطاء الأموال والأولاد للمنافقين هو أن الله تعالى يريد أن يعذبهم بها بجمعها وحراستها وفتنتهم بها وأن ما يظنون أنه من منافع الدنيا فهو في الحقيقة سببب لعذابهم وبلائهم وتشديد المحنة عليهم
    ويلاحظ أن الآية الأولى منهما تتشابه تشابها شديدا مع شطر آية التطهير ففيها "إنما يريد الله " مع لام التعليل المرتبطة بالفعل المضارع " ليذهب " و " ليعذبهم "

    " وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " آل عمران 176

    وفي هذه الآية
    فإن سبب مسارعة المنافقين في الكفر مع عدم انتفاعهم به هو أن الله تعالى يريد ان لا يجعل لهم حظا في الآخرة ويريد أن يعذبهم لهذا استدرجهم الى المسارعة في الكفر

    " وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ " المائدة 49


    تعليق


    • #3
      والله مللنا من تعنتكم واستكباركم وعدم قبولكم كلام الله وكلام رسوله وكلام علمائكم يايسلم

      ايها الناس لم ناتي بشي من علمائنا وانما ننقل لكم قول الله يقول اية التطهير خاصة باهل البيت والتطهير عنوان خاص كما يقول رسول الله في كتب الطرفين .
      فكيف يتناقض كتاب الله على مزاعمك مرة يزجر نساء النبي ومرة يمدحهن ويجعلهن معصومات وضمير الزجر يختلف عن ضمير الذكور اهل البيت فهذا لايقول به احد ؟
      ياناس ياعالم تعالوا اقروا هذا الرد واحكموا بانفسكم هل فيه ذرة من روايات الشيعة ام كله من كتاب والله وروايات اهل السنه لصحيحة واقوال كبار علمائهم وحفاظهم بان اهل البيت المطهرين خاص بعلي وفاطمة والحسنان
      واليكم الادلة بالتفصيل .

      وللردِّ على هذه الدعوى يمكن القول بأنَّ ما أوردوه لا يصلح أنْ يكون مستنَداً لإثبات اختصاص آية التطهير في نساء النبيِّ (صلى الله عليه وآله) لِما يلي:

      أوّلاً: اختلاف الضمائر في السياق تأنيثاً وتذكيراً، فقوله تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ..﴾ خطابٌ بضمير جمع المؤنَّث كما هو واضح، ثمّ انتقل الخطاب بعدها في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ إلى الخطاب بضمير جمع المذكَّر، ثمّ عودة الخطاب بعد هذه الآية بضمير جمع المؤنَّث مرَّةً أخرى في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ..﴾، ومنه يتَّضح أنّ المخاطَب بضمير جمع المذكَّر غير المخاطَب بضمير جمع المؤنَّث.

      أي إنَّ الخطاب بالقرار في البيوت وعدم التبرُّج وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإطاعة الله ورسوله كان خطاباً موجَّهاً إلى نساء النبيِّ (صلى الله عليه وآله)، وأما خطاب التطهير فقد جاء لبيان منزلة مَن هُم غير نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله)، تشريفاً لهم وترفيعاً لمقامهم.

      ثانياً: لا بدَّ قبل الاستدلال بوحدة السياق من إثبات ترتيب آيات القرآن الكريم في المصحَف بحسب التسلسل الزمني لنزولها، ودون ذلك خَرْط القَتاد، بل الثابت أنّ آيات القرآن الكريم لم تُرتَّب بحسب التسلسل الزمني لنزولها، فما أثبته الباحثون في علوم القرآن والسيرة أنّ آياتٍ نزلتْ في المدينة قد وُضعتْ في سُوَرٍ مكّيّة، كما في سورة إبراهيم المكّيّة، عدا آيتين منها، كما إنّ آياتٍ مكّيّة قد وُضِعت في سُوَر مدنيّة والشواهد في القرآن أكثر من أنْ تُحصى.

      ثالثاً: هناك أدلّة تشير إلى نزول آية التطهير قبل آيات نساء النبيِّ (صلى الله عليه وآله)، حيث ذكر السيوطي في (الدر المنثور) ما هذا نصُّه: (أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: لمّا دخل عليٌ رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها، جاء النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أربعين صباحاً إلى بابها يقول: «السلام عليكم أهلَ البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة رحمكم الله ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾، أنا حربٌ لمن حاربتُم، أنا سِلمٌ لمن سالمتم») (2).

      عند رجوعنا إلى كتب التاريخ نجد أنّ زواج عليٍّ (عليه السلام) من فاطمة الزهراء (عليها السلام)، كان بعد مقدم النبيِّ (صلى الله عليه وآله) المدينة، وبنى بها بعد رجوعه من غزوة بدرٍ في السنة الثانية للهجرة (3)، أو على رأس اثنين وعشرين شهراً من الهجرة (4).

      وعند ملاحظة نزول الآيات المرتبطة بنساء النبيِّ (صلى الله عليه وآله)، نجد أنّها نزلت بعد زواج النبيّ (صلى الله عليه وآله) بمجموعة منهنَّ، وقد أشار السّيوطي في (الدر المنثور) إلى أنّهنّ كُنّ تسعة نساء عند نزولِ الآيات، وكانت حفصةُ من جملة النساء اللاتي خيَّرهنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الدنيا والآخرة (5).

      وقد صرَّح أرباب التاريخ وأساطينه, أنّ النبيَّ (صلى الله عليه وآله) تزوَّج حفصة في السنة الثالثة من الهجرة، وذلك قبل غزوة أُحُد (6).

      وهذا يعني أنّ تاريخ زواج النبيّ (صلى الله عليه وآله) من حفصة متأخِّرٌ بما يقارب سنةً واحدةً أو يزيد عن زواج الزهراء (عليها السلام)، ومن ملاحظة الأمرين معاً ـ تاريخ زواج الإمام عليٍّ (عليه السلام) من الزهراء (عليها السلام)، وتاريخ زواج النبيّ (صلى الله عليه وآله) من حفصة ـ يتَّضح بطلان دعوى دلالة السياق وأنَّ آية التطهير نزلتْ مستقلّةً عن الآيات المرتبطة بنساء النبيّ (صلى الله عليه وآله) لما اثبتته تلك الوثائق التاريخيّة المعتمدة.

      رابعاً: أنَّ الآيات المرتبطة بالنساء قد وردتْ في سياق الزجر والتحذير، والذي جاء في سياق التطهير هو التعظيم والترفيع والمدح والتفضيل، وفرقٌ كبير بين السياقين، ومنه يُعلَم أنَّ المخاطَب في السياق الأوّل غير المخاطَب في السياق الثاني.

      خامساً: لا يمكن الاكتفاء بالرجوع في تفسير الكتاب إلى ألفاظ الكتاب وحده بمعزل عن السنّة ؛ إذ هو نفسه يحثُّ على الرجوع إلى السنّة، كقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾، وقوله عزّ وجلّ: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾، وقوله عزّ وجلّ: ﴿مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾، فالمستفاد من هذه الآيات هو الحثُّ على عدم الاقتصار في فهم القرآن الكريم على ألفاظه وحدَها، بل لا بدَّ من الرجوع إلى السنّة النبويّة المفسِّرة له، ومنه يُعلَم أنَّ الأخبار الواردة في أحاديث الكساء ما هي إلّا تفسيرٌ لتلك الآية الشريفة، وليست هي ممّا يعارضه.

      وما ذكرناه كافٍ في إسقاط دعوى دلالة السياق، وفيما يأتي بيانٌ لأقوال علماء أهل السنّة في عدم دلالة السياق على شمول آية التطهير لنساء النبي وأنَّ الآية إنّما هي في خصوص أهل بيت العصمة (عليهم السلام).

      اعترافات علماء أهل السنّة بعدم دلالة السياق

      ودونك استعراض لطائفةٍ يسيرةٍ من أقوال علماء أهل السنّة التي تشير بصراحةٍ ووضوحٍ إلى عدم دلالة السياق على شمول آية التطهير لنساء النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وهي كالآتي:

      1. قال الطحاوي في (شرح مُشكِل الآثار) ما نصُّه: (فإنْ قال قائلٌ: فإنَّ كتاب الله يدلُّ على أنّ أزواج النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ هم المقصودون بتلك الآية؛ لأنّه قال قبلها في السورة... فكان جوابُنا له: إنّ الذي تلاه إلى آخر ما قبل قوله: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ﴾ الآية، ثمّ أعقب ذلك بخطابه لأهله بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ﴾ الآية، فجاء على خطاب الرجال؛ لأنّه قال فيه: ﴿لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ﴾ وهكذا خطاب الرجال، وما قبله فجاء به بالنون، وكذلك خطاب النساء فعلقنا أنّ قوله: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ﴾ الآية، خطابٌ لمن أراده من الرجال بذلك ليُعلِمَ تشريفه لهم ورفعته لمقدارهم أنْ جعل نساءهم من قد وصفه لما وصفه به ممّا في الآيات المتلوّات قبل الذي خاطبهم به تعالى...) (7) ثمّ ذكر حديث أنسٍ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دليلاً على ما أفاده، فقال: (حدّثنا ابن مرزوق، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا حمّاد بن سلَمة، عن عليّ بن زيد، عن أنسٍ أنَّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلَّم ـ كان إذا خرج لصلاة الفجر يقول: «الصلاة يا أهلَ البيت ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ﴾ الآية») (8).

      واستدلَّ أيضاً بحديث أبي الحمراء، قال: (صحِبتُ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ تسعة أشهرٍ كان إذا أصبح أتى باب فاطمة (عليها السلام)، فقال: «السلام عليكم أهلَ البيت ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ الآية»)، ثمّ قال الطحاوي: (وفي هذا أيضاً دليلٌ على أهل هذه مَن هُم) (9)، أي: دليل على أنّ أهل البيت هُم عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).

      2. قال نجم الدين الطوفي في (شرح مختصر الروضة) ما هذا نصّه: (أمّا دلالة السياق على أنّهنّ مرادات من الآية، فإنّها وإن كان فيها بعض التمسُّك؛ لكن ذلك مع النصوص التي ذكرناها، على أنّ أهل البيت خاصٌّ بهؤلاء ـ أي عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ـ فلا يفيد) (10) أي لا يفيد التمسُّك بدلالة السياق.

      3. قال ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) ما نصُّه: (وفي ذكر البيت معنىً آخر؛ لأنَّ مرجع أهل بيت النبيِّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إليها؛ لِما ثبت في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ قالت أمُّ سلَمة: لمّا نزلتْ دعا النبيُّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فاطمةَ وعليّاً والحسن والحسين فجلَّلهم بكساء، فقال: «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي» الحديث أخرجه الترمذي وغيره، ومرجع أهل البيت هؤلاء إلى خديجة؛ لأنَّ الحسنين مِن فاطمة وفاطمة بنتُها وعليٌّ نشأ في بيت خديجة وهو صغير، ثمّ تزوَّج بنتها بعدها، فظهر رجوع أهل البيت النبويِّ إلى خديجة دون غيرها) (11).

      وكما ترى فابن حجر لم يتمسَّك بدلالة السياق، أو قُل لم يجتهد في مقابل النص, بل أعمل فكره وتجرَّد عن عصبيَّته وهواه وصرَّح بوضوح من أنَّ المراد من أهل البيت هُم هؤلاء الأربعة: عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وأرجعهم إلى خديجة رضوان الله تعالى عليها.

      4. وقال الحافظ أبو العبّاس القُرطُبي في (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم) ما لفظه: (وقراءة النبيِّ ـ صلّى الله عليه وسلَّم ـ، هذه الآية: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾؛ دليلٌ على: أنَّ أهل البيت المعنيّين في الآية: هم المغطَّون بذلك المرط في ذلك الوقت) (12).

      فأيُّ وجهٍ لدلالة السياق بعد هذا.

      5. وقال المنّاوي في (فيض القدير) ما هذا نصُّه: («إنّي تارك فيكم» بعد وفاتي «خليفتين» زاد في روايةٍ أحدهما أكبر من الآخر، وفي رواية بدَل خليفتين ثِقْلين أسماهما به لعِظَم شأنهما «كتابَ الله» القرآن «حبلٌ» أي هو حبلٌ «ممدودٌ ما بين السماء والأرض» قيل أراد به عهْده، وقيل السبب الموصل إلى رضاه «وعترتي» بمثناة فوقية «أهل بيتي» تفصيل بعد إجمال بدلاً أو بياناً، وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرِّجس وطهَّرهم تطهيراً) (13).

      6. وقال الآلوسيّ في (روح المعاني) ما نصُّه: (وأخبار إدخاله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ عليّاً وفاطمة وابنيهما رضي الله تعالى عنهم تحت الكساء، وقوله عليه الصلاة والسلام: «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي، ودعاؤه لهم، وعدم إدخاله أمَّ سلَمة أكثر من أنْ تُحصى، وهي مخصّصة لعموم أهل البيت بأيّ معنىً كان البيت، فالمراد بهم من شمِلهم الكساء ولا يدخل فيهم أزواجه صلّى الله عليه وسلَّم) (14).

      7. وقال أبو المحاسن الحنفيّ في (المعتصر من المختصر من مشكل الآثار) ما لفظه: (والكلام لخطاب أزواج النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ تمَّ إلى قوله: ﴿وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ﴾، وقولُه تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾، استئنافٌ تشريفاً لأهل البيت وترفيعاً لمقدارهم، ألا ترى أنّه جاء على خطاب المذكَّر فقال ﴿عَنكُمُ﴾ ولم يقلْ عنكنّ! فلا حجّة لأحدٍ في إدخال الأزواج في هذه الآية. يدلُّ عليه ما رُوي أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلَّم ـ كان إذا أصبح أتى باب فاطمة فقال: «السلامُ عليكم أهلَ البيت ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾») (15).

      فهذه الأقوال كافيةٌ في إبطال دعوى السياق التي يرمي بعضهم من ورائها إلى إدخال نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله) في آية التطهير، مجتهداً في ذلك مقابل النص كما هو واضح.



      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
      1. سورة الأحزاب: 28 ـ 34.

      2 . الدر المنثور ـ السيوطي ـ 6: 606.

      3 . مقاتل الطالبيّين: 59.

      4. تاريخ الطبري 2: 486.

      5 . الدر المنثور 6: 597.

      6. تاريخ الطبري 2: 499.

      7 . شرح مشكل الآثار 2: 248.

      8 . شرح مشكل الآثار 2: 248.

      9 . شرح مشكل الآثار ـ للطحاوي ـ 2: 248.

      10 . شرح مختصر الروضة ـ للطوفي ـ 3: 110.

      11 . فتح الباري ـ لابن حجر ـ 7: 138.

      12. المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ـ للقرطبي ـ 6: 302.

      13 . فيض القدير شرح الجامع الصغير ـ للمناوي ـ 3: 14.

      14. تفسير روح المعاني ـ للآلوسي ـ 11: 195.

      15 . المعتصر من المختصر من مشكل الآثار 2: 267


      السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X