السيد السيستاني
في وصاياه للمجاهدين يؤكّد
على ضرورة التثبّت وضبط النفس
وإتمام الحجّة رعايةً للموازين
والقيم النبيلة ..
المرجعيةُ الدينيةُ العُليا ومن خلال اطّلاعها على مجمل
الأحداث الداخلية والإقليمية ،
وحجم المؤامرات التي تُحاك ضدّ بلدنا ومقدّساتنا ونسيج
شعبنا الوطني ،
تعلم يقيناً أنّه سوف تُوجّه أصابعُ الاتّهام للشرفاء من
الحشد الشعبيّ ومواقفهم البطولية الراسخة ،
وسوف تكون هناك محاولاتٌ لتثبيط العزائم ،
وتوهين القضية الجهادية ضدّ ( الدواعش ) وضدّ أيّ جيلٍ
مخرّبٍ من الإرهابيّين الذينربّما تتمّ صناعتهم في المستقبل .
فلم تكن الحربُ مبتغانا ،
ولم نهدف إلى البدء بقتال على طول الخطّ الرساليّ ،
وتعلّمنا أن نقاتل متى يبلغ السيل الزبى ،
ومتى تتعرّض أوطاننا ومقدّساتنا وشعوبنا إلى الانتهاك
ومسخ الهوية ،
وتضييع حقّنا في العيش بحريةٍ وكرامة .
إنّ الطغاة على مرّ التاريخ يحاولون إلصاق صفة
( الغدر والخيانة ) بأيّ تحرّكٍ ثوريّ يقوم به الأحرار لإعادة
هيبة الإنسان وحفظ معتقداته ووجوده ،
كما حدث عام ( 1991م ) إبّان الانتفاضة الشعبانية الكبرى
التي قام بها الغيارى من أبناء هذا الشعب الجريح المظلوم ،
وكجزءٍ من التعتيم الإعلامي وتغييب الحقائق ،
قام النظامُ الصدّامي المقبور بقمع الثوار المجاهدين ،
بتهمة ( الغدر والخيانة ) ..!
فقام بأبشع الجرائم وحشية ،
وأفظعها وأشدّها وقعاً على البشرية حين أعدم مئات
الآلاف من الشباب في مدن الجنوب والفرات والشمال
غير الموالية لحكمه الدمويّ ،
وجعلهم في مقابر جماعية لم يرَ أكثرُها النورَ لحدّ الآن ..
ومرّةً أخرى حين هبّ أبناء الشهداء ،
وأبناء تلك المقابر الجماعية ،
وأبناء المعدومين لإنقاذ العراق من الطوفان الإرهابيّ الذي
مدّته إسرائيل وحلفاؤها من قوى الظلام التكفيرية ،
عمدوا ضمن سلسلة صفحات ( الغدر والخيانة )
التي يكيلونها للحشد الشعبيّ وكلّ توجّهٍ شريف يحاول الحفاظ
على وحدتنا وثرواتنا ومنظومتنا التراثية والحضارية ،
باختلاق قصّة السلب والنهب وحرق البيوت والمحلّات ..!
فهل يُعقل أنّ الحشد الشعبيّ تسنده فتوى الوجوب الكفائيّ مستعدٌّ للتضحية بالفرض الجهاديّ ،
ونيل إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة ؟
وهل يُعقل أنّ هذه المسيرة الطويلة التي قطعها
هذا الحشد المبارك في تحريره للكثير
من القرى والمدن حتى وصل إلى تكريت ،
لم تَشُبْها أيّ شائبة ،
حتى يأتي الآن ويسرق أشياء تافهة
من حطام الدنيا الزائل ..؟
إذن ، إنّها سلسلةٌ طويلة من المؤامرات التي لا تنتهي ،
وطموحهم الحقيقيّ يكمن في نسف الإسلام والمسلمين ،
وسيطرة إسرائيل على كلّ الدول العربية والإسلامية ...!
نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ مرجعيّتنا الدينية العُليا المباركة ،
وفصائلنا الجهادية من الحشد الشعبيّ المقاوم ،
حتى يتحقّق النصر المؤزّر على الأعداء ،
وعودة البلد قوياً معافى إنّه سميعٌ مجيب .
فكانت التوجيهات المباركة هي العين الثاقبة
التي تحاول ترجمة ما سوف يحدث بحكمتها ؛
كي لا نؤخذ على حين غرّة ،
أو تتمّ زعزعتنا بواسطة الترسانة الإعلامية المعادية لوطننا .
وقد أكّدت الوصيةُ الثالثة عشرة من توجيهات المرجعية
المباركة على جملةٍ من الأمور المهمّة :
(( ولئن كان في بعض التثبّت وضبط النفس وإتمام الحجّة
- رعايةً للموازين والقيم النبيلة -
بعض الخسارة العاجلة أحياناً ،
فإنّه أكثر بركةً وأحمد عاقبةً وأرجى نتاجاً ،
وفي سيرة الأئمة من آل البيت ( عليهم السلام )
أمثلةٌ كثيرة من هذا المعنى ،
حتّى أنّهم كانوا لا يبدأون أهل حربهم بالقتال حتى يبدأوا
هم بالقتال وإن أصابوا بعض أصحابهم ،
ففي الحديث أنّه لمّا كان يوم الجمل وبرز الناسُ بعضهم
لبعض نادى منادي أميرِ المؤمنين ( عليه السلام ) :
( لا يبدأ أحدٌ منكم بقتالٍ حتّى آمركم ) ،
قال بعض أصحابه :
فرموا فينا ، فقلنا يا أمير المؤمنين :
قد رُمينا ، فقال :
( كفّوا ) ،
ثمّ رمونا فقتلوا منّا ،
قلنا يا أمير المؤمنين :
قد قتلونا ، فقال :
( احملوا على بركة الله ) ،
وكذلك فعل الإمام الحسين ( عليه السلام )
في يوم عاشوراء )) .
لمزيد من التفاصيل عن الموضوع
اضغط هنا