إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زواج الإمام علي ( عليه السلام ) من فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زواج الإمام علي ( عليه السلام ) من فاطمة الزهراء ( عليها السلام )



    بسم الله الرحمن الرحيم
    تاريخ زواجهما( عليهما السلام ) ومكانه

    1 ذو الحجّة 2ﻫ ، المدينة المنوّرة .

    مجيء الإمام علي ( عليه السلام ) للخطبة
    جاء الإمام علي ( عليه السلام ) إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
    وهو في منزل أُمّ سلمة ، فسلّم عليه وجلس بين يديه ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
    : « أتَيْتَ لِحاجَة » ؟
    فقال الإمام ( عليه السلام ) : « نَعَم ْ، أتَيتُ خاطباً إبنتك فاطمة ، فهلْ أنتَ مُزوِّجُني » ؟
    قالت أُمّ سلمة : فرأيت وجه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
    يَتَهلّلُ فرحاً وسروراً ، ثمّ إبتسم في وجه الإمام علي ( عليه السلام ) ،
    ودخل على فاطمة ( عليها السلام )
    وقال لها : « إنّ عَليّاً قد ذكرعن أمرك شيئاً ،
    وإنّي سألتُ ربِّي أن يزوِّجكِ خير خَلقه ، فما تَرَين » ؟
    فسكتت ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
    وهو يقول : « اللهُ أكبَر ُ، سُكوتُها إِقرارُها » ،
    فأتاه جبرائيل ( عليه السلام )
    فقال : يا محمّد ، زوّجها علي بن أبي طالب ، فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها .

    إخبار الصحابة
    أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنس بن مالك أن يجمع الصحابة
    ليُعلِن عليهم نبأ تزويج فاطمة للإمام علي ( عليهما السلام ) .
    فلمّا اجتمعوا قال ( صلى الله عليه وآله وسلم )
    لهم :
    « إنّ الله تعالى أمَرَني أن أزوِّجَ فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب »(1) .

    خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند تزويجهما ( عليهما السلام )

    « الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه ، المرغوب إليه فيما عنده ، النافذ أمره في أرضه وسمائه ،
    الذي خلق الخلق بقدرته ، وميّزهم بأحكامه ، وأعزّهم بدينه ، وأكرمهم بنبيّه محمّد .
    ثمّ إنّ الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاً ، وأمراً مفترضاً ، وشجّ بها الأرحام ، وألزمها الأنام ، وقال تبارك إسمه ، وتعالى جده :
    وَهُوَ الّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً .. (2)
    ثمّ إنّ الله أمرني أن أزوّج فاطمة من علي ، وإنّي أشهد أنّي قد زوّجتها إيّاه على أربعمائة مثقال فضّة ، أرضيتَ » ؟قال ( عليه السلام ) :
    « قد رضيت يا رسول الله » ، ثمّ خرّ ساجداً ،
    فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « بارك الله عليكما ، وبارك فيكما ، وأسعد جدّكما ، وجمع بينكما ، وأخرج منكما الكثير الطيّب » (3) .

    خطبة الإمام علي ( عليه السلام ) عند تزويجه بفاطمة ( عليها السلام )
    « الحمد لله الذي قرّب حامديه ، ودنا من سائليه ، ووعد الجنّة من يتّقيه ، وأنذر بالنار من يعصيه ، نحمده على قديم إحسانه وأياديه ، حمد من يعلم أنّه خالقه وباريه ، ومميته ومحييه ، ومسائله عن مساويه ، ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به ونستكفيه .
    ونشهد أن لا إله إلّا الله ، وحده لا شريك له ، شهادة تبلغه وترضيه ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلاة تزلفه وتحظيه ، وترفعه وتصطفيه ، والنكاح ممّا أمر الله به ويرضيه ، وإجتماعنا ممّا قدرّه الله وأذن فيه ، وهذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) زوّجني إبنته فاطمة على خمسمائة درهم ، وقد رضيت ، فإسألوه وإشهدوا » (4) .

    قدر مهر الزهراء ( عليها السلام )
    إختلفت الروايات في قدر مهر الزهراء ( عليها السلام ) ، والمشهور أنّه كان خمسمائة درهم من الفضّة ؛ لأنّه مهر السنّة ، كما ثبت ذلك من طريق أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، والخمسمائة درهم تساوي 250 مثقالاً من الفضّة تقريباً .

    جهاز الزهراء( عليها السلام )
    جاء الإمام علي ( عليه السلام ) بالدراهم ـ مهر الزهراء ـ فوضعها بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فأمر أن يجعل ثلثها في الطيب ، وثلثها في الثياب ، وقبض قبضة كانت ثلاثة وستين لمتاع البيت ، ودفع الباقي إلى أُمّ سلمة ، فقال : « أبقيه عندك » .

    وليمة العرس
    قال الإمام علي ( عليه السلام ) :
    « قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، إصنع لأهلك طعاماً فاضلاً ، ثمّ قال :
    من عندنا اللحم والخبز ، وعليك التمر والسمن . فاشتريت تمراً وسمناً ، فحسر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن ذراعه ، وجعل يشدخ التمر في السمن حتّى اتّخذه خبيصاً ، وبعث إلينا كبشاً سميناً فذُبح ، وخبز لنا خبزاً كثيراً .
    ثمّ قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    اُدع من أحببت ، فأتيت المسجد وهو مشحن بالصحابة ، فاستحييت أن أشخص قوماً وأدع قوماً ،
    ثمّ صعدت على ربوة هناك وناديت :
    أجيبوا إلى وليمة فاطمة ، فأقبل الناس أرسالاً ، فاستحييت من كثرة الناس وقلّة الطعام ، فعلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما تداخلني ، فقال : يا علي ، إنّي سأدعو الله بالبركة » .

    قال علي ( عليه السلام ) :
    « وأكل القوم عن آخرهم طعامي ، وشربوا شرابي ، ودعوا لي بالبركة ، وصدروا وهم أكثر من أربعة آلاف رجل ، ولم ينقص من الطعام شيء ، ثمّ دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالصحاف فملئت ، ووجّه بها إلى منازل أزواجه ، ثمّ أخذ صحفة وجعل فيها طعاماً ، وقال : هذا لفاطمة وبعلها » (5) .

    كيفية الزفاف

    لمّا كانت ليلة الزفاف ، أتى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة ( عليها السلام ) : « إركبي » ،
    فأركبها وأمر سلمان أن يقود بها إلى بيتها ، وأمر بنات عبد المطّلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة ، وأن يفرحن ويرزجن ويكبّرن ويحمدن ، ولا يقلن ما لا يرضي الله تعالى (6) .
    ثمّ إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخذ علياً ( عليه السلام ) بيمينه وفاطمة ( عليها السلام ) بشماله ، وضمّهما إلى صدره ، فقبّل بين أعينهما ، وأخذ بيد فاطمة فوضعها في يد علي ، وقال :
    « بارك الله لكَ في إبنة رسول الله » .
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    « يا علي ، نعم الزوجة زوجتك » ،
    وقال :
    « يا فاطمة ، نعم البعل بعلك » ،
    ثمّ قال لهما :
    « إذهبا إلى بيتكما ، جمع الله بينكما وأصلح بالكما » ،
    وقام يمشي بينهما حتّى أدخلهما بيتهما (7) .
    ثمّ أمر ( صلى الله عليه وآله وسلم ) النساء بالخروج ، فخرجن .
    تقول أسماء بنت عُميس : فبقيت في البيت ، فلمّا أراد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الخروج رأى سوادي فقال :
    « من أنتِ » ؟
    فقلت : أسماء بنت عُميس ، قال :
    « ألم آمرك أن تخرجي » ؟
    قلت : بلى يا رسول الله ، وما قصدت خلافك ،
    ولكن أعطيت خديجة عهداً . ثمّ حدّثته بما جرى عند وفاة السيّدة خديجة ( عليها السلام ) ، فبكى ( صلى الله عليه وآله وسلم) وأجاز لها البقاء (8) .

    قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
    « لولا أنّ الله خلق أميرالمؤمنين لفاطمة ما كان لها كفؤ على الأرض » (9) .


    -------------------------------

    1. اُنظر: إحقاق الحق 4/475، الأمالي للطوسي: 39.
    2. الفرقان: 54.
    3. اُنظر: تاريخ مدينة دمشق 52/445، مناقب آل أبي طالب 3/128.
    4. بحار الأنوار 43/112.
    5. الأمالي للطوسي: 42.
    6. اُنظر: مناقب آل أبي طالب 3/130.
    7. اُنظر: بحار الأنوار 43/142.
    8. اُنظر: المصدر السابق 43/138.
    9. الأمالي للطوسي: 43.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X