بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير الوجود أجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي الحلقة الثانية من سلسلة مطالبات امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام بحقه الذي اغتصبه الاخرين ظلما وعدوانا بعد ان ادعى الاخرين ان امير المؤمنين لم يطالب بالخلافة في زمن ابي بكر وعمر وعثمان .
بدليل
ـ روي أن علياً ـ عليه السلام ـ أُتي به إلى أبي بكر وهو يقول : أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، فقيل له بايع أبا بكر.
فقال : أنا أحقُّ بهذا الامر منكم ، لا أبايعكم ، وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الامر من الانصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وتأخذونه منّا أهل البيت غصباً ؟ ألستم زعمتم للانصار أنكم أولى بهذا الامر منهم لمّا كان محمد منكم ، فأعطوكم المقادة ، وسلّموا إليكم الامارة ، وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار ، نحن أولى برسول الله حيّاً وميّتاً ، فأنصفونا إن كنتم تؤمنون ، وإلا فبوؤا بالظلم وأنتم تعلمون .
فقال عمر : إنك لست متروكاً حتى تبايع .
فقال له عليّ : احلب حلباً لك شطره ، واشدد له اليوم أمره يردد عليك غداً ، ثم قال : والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه . ـ إلى أن قال لهم ـ :
الله الله يا معشر المهاجرين ، لا تُخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته ، إلى دوركم وقعر بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به ، لانّا أهل البيت ، ونحن أحقُّ بهذا الامر منكم ، أما كان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية ، المدافع عنهم الامور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلا تتبعوا الهوى فتضلّوا عن سبيل الله ، فتزدادوا من الحق بُعداً . / الامامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص18 ـ 19 ، السقيفة للجوهري ص60 ـ 61 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 11 ـ 12.
اقول في كلام امير المؤمنين عدة محاور نذكر منها نزراً .
اولاً :ان علي بن ابي طالب لم يبايع ابي بكر بدليل انه اقسم ان لايبايع ابي بكر بقوله (( والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه))
ثانياً : أستدل ابو بكر وعمر باستحقاق الخلافة من رسول الله على الانصار بانهم اقرب الى رسول الله ومن كان قريب لرسول الله فالخلافه من حقه؟ وعلى نفس استدلال ابي بكر وعمر بالقرابه من رسول الله احتج به امير المؤمنين عليهم وقال لهم انا اخو رسول الله واقرب الناس اليه فعلى كلامكم واستدلالكم يجب ان تابايعوني لاني اولى الناس برسول الله حيا وميتاً .
ثالثاً :اكد امير المؤمنين على ان الخلافة اغتصبت منه ,والذي اغتصبها واخذها ابي بكر وعمر والجميع يعرف انه لايمكن ان يطلق كلمة (اغتصبت) اذا لم تكن له ؟.
رابعاً : حذر امير المؤمنين الجميع عاقبة اغتصاب الخلافة من اهل البيت التي هي من خصائصهم التي حباهم الله ورسوله بها دون الاخرين وقال لهم (( فلا تتبعوا الهوى فتضلّوا عن سبيل الله ، فتزدادوا من الحق بُعداً )
تعليق