اللهم صل على محمد وآل محمد
عنْ سُفْيَانَ اَلثَّوْرِيِّ قَالَ:
قُلْتُ لِلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ مَا مَعْنَى قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ {الم وَ المص وَ الر وَ المر وَ كهيعص وَ طه وَ طس وَ طسم وَ يس وَ ص وَ حم وَ حم عسق وَ ق وَ ن }
قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ :
أَمَّا ألم فِي أَوَّلِ اَلْبَقَرَةِ فَمَعْنَاهُ أَنَا اَللَّهُ اَلْمَلِكُ
وَ أَمَّا ألم فِي أَوَّلِ آلِ عِمْرَانَ فَمَعْنَاهُ أَنَا اَللَّهُ اَلْمَجِيدُ
وَ المص مَعْنَاهُ أَنَا اَللَّهُ اَلْمُقْتَدِرُ اَلصَّادِقُ
وَ الر مَعْنَاهُ أَنَا اَللَّهُ اَلرَّءُوفُ
وَ المر مَعْنَاهُ أَنَا اَللَّهُ اَلْمُحْيِي اَلْمُمِيتُ اَلرَّازِقُ
وَ كهيعص مَعْنَاهُ أَنَا اَلْكَافِي اَلْهَادِي اَلْوَلِيُّ اَلْعَالِمُ اَلصَّادِقُ اَلْوَعْدِ
وَ أَمَّا طه فَأسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَعْنَاهُ يَا طَالِبَ اَلْحَقِّ اَلْهَادِيَ إِلَيْهِ مَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ اَلْقُرْآنُ لِتَشْقَى بَلْ لِتَسْعَدَ بِهِ
وَ أَمَّا طس فَمَعْنَاهُ أَنَا اَلطَّالِبُ اَلسَّمِيعُ
وَ أَمَّا طسم فَمَعْنَاهُ أَنَا اَلطَّالِبُ اَلسَّمِيعُ اَلْمُبْدِئُ اَلْمُعِيدُ
وَ أَمَّا يس فَأسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَعْنَاهُ يَا أَيُّهَا اَلسَّامِعُ لِوَحْيِي وَ اَلْقُرْآنِ اَلْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ اَلْمُرْسَلِينَ عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ
وَ أَمَّا ص فَعَيْنٌ تَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ اَلْعَرْشِ وَ هِيَ اَلَّتِي تَوَضَّأَ مِنْهَا اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَمَّا عُرِجَ بِهِ وَ يَدْخُلُهَا جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كُلَّ يَوْمٍ دَخْلَةً فَيَغْتَمِسُ فِيهَا ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَنْفُضُ أَجْنِحَتَهُ فَلَيْسَ مِنْ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ أَجْنِحَتِهِ إِلاَّ خَلَقَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنْهَا مَلَكاً يُسَبِّحُ اَللَّهَ وَ يُقَدِّسُهُ وَ يُكَبِّرُهُ وَ يُحَمِّدُهُ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ
وَ أَمَّا حم فَمَعْنَاهُ اَلْحَمِيدُ اَلْمَجِيدُ
وَ أَمَّا حم عسق فَمَعْنَاهُ اَلْحَلِيمُ اَلْمُثِيبُ اَلْعَالِمُ اَلسَّمِيعُ اَلْقَادِرُ اَلْقَوِيُّ
وَ أَمَّا ق فَهُوَ اَلْجَبَلُ اَلْمُحِيطُ بِالْأَرْضِ وَ خُضْرَةُ اَلسَّمَاءِ مِنْهُ وَ بِهِ يُمْسِكُ اَللَّهُ اَلْأَرْضَ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا
وَ أَمَّا ن فَهُوَ نَهَرٌ فِي اَلْجَنَّةِ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اُجْمُدْ فَجَمَدَ فَصَارَ مِدَاداً ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْقَلَمِ اُكْتُبْ فَسَطَرَ اَلْقَلَمُ فِي اَللَّوْحِ اَلْمَحْفُوظِ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ فَالْمِدَادُ مِدَادٌ مِنْ نُورٍ وَ اَلْقَلَمُ قَلَمٌ مِنْ نُورٍ وَ اَللَّوْحُ لَوْحٌ مِنْ نُورٍ
قَالَ سُفْيَانُ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ بَيِّنْ لِي أَمْرَ اَللَّوْحِ وَ اَلْقَلَمِ وَ اَلْمِدَادِ فَضْلَ بَيَانٍ وَ عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اَللَّهُ فَقَالَ:
يَا اِبْنَ سَعِيدٍ لَوْ لاَ أَنَّكَ أَهْلٌ لِلْجَوَابِ مَا أَجَبْتُكَ
فَنُونٌ مَلَكٌ يُؤَدِّي إِلَى اَلْقَلَمِ وَ هُوَ مَلَكٌ وَ اَلْقَلَمُ يُؤَدِّي إِلَى اَللَّوْحِ وَ هُوَ مَلَكٌ وَ اَللَّوْحُ يُؤَدِّي إِلَى إِسْرَافِيلَ وَ إِسْرَافِيلُ يُؤَدِّي إِلَى مِيكَائِيلَ وَ مِيكَائِيلُ يُؤَدِّي إِلَى جَبْرَئِيلَ وَ جَبْرَئِيلُ يُؤَدِّي إِلَى اَلْأَنْبِيَاءِ وَ اَلرُّسُلِ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ .
قَالَ ثُمَّ قَالَ لِي قُمْ يَا سُفْيَانُ فَلاَ آمَنُ عَلَيْكَ .
---------------------------------
بحار الأنوار ج 89
معاني الأخبار ج 1