أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
يدخل في عداد علوم القرآن - كما تقدّم ذكره -، مثله في ذلك مثل: علم إعجاز القرآن، وعلم تاريخ القرآن، وعلم الناسخ والمنسوخ، وما شابه ذلك، بيد أنّ كثرة المباحث وتنوّعها أدّت إلى نشوء نوع من الحدود بين مباحث العلوم القرآنية وعلم التفسير.
وذهب بعض الباحثين إلى أنّ: المعروف لدى الكاتبين في تاريخ هذا الفن، أنّ أوّل عهد ظهر فيه هذا الاصطلاح إلى اصطلاح علوم القرآن، هو القرن السابع، لكنّي ظفرت في دار الكتب المصرية بكتاب لعلي بن إبراهيم بن سعيد الشهير بـ "الحوفي" المتوفى سنة430هـ اسمه "البرهان في علوم القرآن"، ويقع في ثلاثين مجلداً... وإذن نستطيع أن نتقدّم بتاريخ هذا الفنّ نحو قرنين من الزمان: أي إلى بداية القرن الخامس...، ثمّ تطوّرت عملية التدوين مع ابن الجوزي (ت: 597هـ)، والسخاوي (ت: 643هـ)، وأبي شامة (ت:665هـ) في القرنين السادس والسابع، ثمّ الزركشي (ت: 794هـ) في القرن الثامن، ثمّ الكافيجي (ت: 879هـ)، وجلال الدين البلقيني (ت: 824هـ) في القرن التاسع، ثمّ مع جلال الدين السيوطي (ت: 911هـ) في نهاية القرن التاسع وبداية العاشر24.
وقد بدأ تدوين علوم القرآن بشكل جامع منذ القرن الثامن بتأليف كتاب "البرهان في علوم القرآن" لأبي عبد الله الزركشي. وكانت شمولية كتابه لأنواع علوم القرآن لا نظير لها حتى ذلك العهد، حتى أنّ السيوطي أعرب عن تعجّبه من المتقدّمين, إذ لم يدوّنوا كتاباً في أنواع علوم القرآن، ولكنّه أبدى السرور والانشراح بعد اطّلاعه على كتاب البرهان، وخطر له أن يؤلّف كتاباً مبسوطاً في هذا المجال سمّاه "الإتقان في علوم القرآن"25. ويعدّ كتاب "الإتقان في علوم القرآن" من أهمّ مصادر علوم القرآن. ومن أبرز المصادر التي اعتمد عليها السيوطي: كتاب "البرهان في علوم
45
القرآن" للزركشي. وفي أعقاب كتاب الإتقان انحسر ازدهار التأليف والتدوين في علوم القرآن إلى حين، وجاءت أكثر المؤلّفات في مواضيع معيّنة، وقلّ بعدها التوجّه نحو علوم القرآن.
وقد أُلِّفَت في القرن الأخير مؤلّفات قيّمة في علوم القرآن، يمكن أن نذكر منها ما يلي: "مناهل العرفان في علوم القرآن" لعبد العظيم الزرقاني، و"مقدّمة تفسير آلاء الرحمن" للشيخ محمد جواد البلاغي، و"مباحث في علوم القرآن"، للدكتور صبحي الصالح، و"منهج الفرقان في علوم القرآن" لمحمد علي سلامة، و"تاريخ القرآن" لأبو عبد الله الزنجاني، و"البيان في تفسير القرآن" للسيد أبو القاسم الخوئي، و"القرآن في الإسلام" للسيد محمد حسين الطباطبائي26، و"التمهيد في علوم القرآن" للشيخ محمد هادي معرفة، وغيرها من الكتب27...
46
الأفكار الرئيسة
1- إنّ لغة القرآن هي اللغة العربية، وقد اختارها الله تعالى لتكون لغة القرآن لعدّة نكات لطيفة ودقيقة. 2- اهتمّ المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتعلّم القرآن, تلاوة وفهماً.
3- كان الإمام علي عليه السلام من روّاد التفسير وعلوم القرآن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ومن الصحابة الذين لمع اسمهم في التفسير والقراءات: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وأُبي بن كعب...
4- علوم القرآن هي: مجموع القضايا والمباحث التي تتعلّق بالقرآن الكريم بلحاظ نزوله، وترتيبه، وجمعه، وكتابته، وقراءته، وتفسيره، وإعجازه، وناسخه، ومنسوخه، ودفع الشبهة عنه، ونحو ذلك.
5- موضوع علوم القرآن بالمعنى الكلّي: القرآن الكريم بلحاظ تفسيره، أو رسمه، أو طريقة أدائه... وبالمعنى الإضافي: القرآن الكريم بلحاظ تفسيره، ورسمه، وطريقة أدائه...
6- من فوائد دراسة علوم القرآن: الإعانة على دراسة القرآن وفهمه، والدفاع عن الدين...
7- بدأ عهد التدوين بداية القرن الخامس، ثمّ تطوّر في القرون اللاحق حتى بداية القرن العاشر.
فكّر وأجب
1- أَجِبْ بـ (صحّ) أو (خطأ):
- كانت علوم القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تُؤخَذ وتُنقَل عادّة بالتلقين والمشافهة.
- بدأت حركة تدوين علوم القرآن في القرن الثاني الهجري.
- يُعدّ كتاب (البرهان في علوم القرآن) للزركشي أوّل كتاب دوّن بنحو جامع في علوم القرآن.
2- أَجِبْ باختصار:
- لماذا نزل القرآن باللغة العربية؟
- عرّف علوم القرآن، وبيّن موضوعها؟
- ما هي فائدة دراسة علوم القرآن؟
مطالعة
طريق الاستفادة من القرآن الكريم28
لا بدّ لك أن تلفت النظر إلى مطلب مهمّ يَكشِفُ لكَ بالتوجّه إليه طريقَ الاستفادة من الكتاب الشريف، وتنفتح على قلبك أبواب المعارف والحكم, وهو: أن يكون نظرك إلى الكتاب الشريف الإلهي نظر التعليم، وتراه كتاب التعليم والإفادة وترى نفسك موظّفة على التعلّم والاستفادة، وليس مقصودنا من التعليم والتعلم والإفادة والاستفادة أن تتعلم منه الجهات الأدبية والنحو والصرف، أو تأخذ منه الفصاحة والبلاغة والنكات البيانية والبديعية، أو تنظر في قصصه وحكاياته بالنظر التاريخي والاطّلاع على الأمم السالفة، فإنّه ليس شيء من هذه داخلاً في مقاصد القرآن، وهو بعيد عن المنظور الأصلي للكتاب الإلهي بمراحل.
وليس مقصودنا من هذا البيان الانتقاد للتفاسير, فإنّ كلّ واحد من المفسّرين تحمّل المشاق الكثيرة والأتعاب التي لا نهاية لها حتى صنف كتاباً شريفاً، فلله درّهم، وعلى الله أجرهم، بل مقصودنا هو: أنّه لا بدّ وأن يُفتَح للناس طريق الاستفادة من هذا الكتاب الشريف, الذي هو الكتاب الوحيد في السلوك إلى الله والكتاب الأحدي في تهذيب النفوس والآداب والسنن الإلهية، وأعظم وسيلة للربط بين الخالق والمخلوق، والعروة الوثقى والحبل المتين للتمسّك بعزّ الربوبية. فعلى العلماء والمفسرين أن يكتبوا التفاسير، وليكن مقصودهم: بيان التعاليم والمقرّرات العرفانية والأخلاقية، وبيان كيفية ربط المخلوق بالخالق، وبيان الهجرة من دار الغرور إلى دار السرور والخلود على نحو ما أُودِعَت في هذا الكتاب الشريف، فصاحب هذا الكتاب ليس هو السكاكي, فيكون مقصده جهات البلاغة والفصاحة، وليس هو سيبويه والخليل, حتى يكون منظوره جهات النحو والصرف، وليس المسعودي وابن خلكان, حتى يبحث حول تاريخ العالم.
هذا الكتاب ليس كعصي موسى عليه السلام ويده البيضاء، أو نفس عيسى عليه السلام الذي يحيي الموتى, فيكون للإعجاز فقط، وللدّلالة على صدق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم, بل هذه الصحيفة الإلهية كتاب إحياء القلوب بالحياة الأبدية العلمية والمعارف الإلهية. هذا كتاب الله يدعو إلى الشؤون الإلهية، فالمفسّر، لا بدّ وأن يعلم الشؤون الإلهية، ويُرجِع الناس إلى تفسيره, لتعلّم الشؤون الإلهية, حتى تتحصّل الاستفادة منه: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾29. فأيّ خسران أعظم من أن نقرأ الكتاب الإلهي منذ ثلاثين أو أربعين سنة، ونراجع التفاسير، ونحرم مقاصده: ﴿قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾30.
مصادر الدرس ومراجعه
1- القرآن الكريم.
2- الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج11، ص75.
3- الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص549
4- الكليني، الكافي، ج2، كتاب فضل القرآن، باب النوادر، ح20، ص632.
5- الحكيم، علوم القرآن، ص19-22.
6- ابن النديم، كتاب الفهرست، ص30.
7- الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ج2، ص157.
8- الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج20، ص155.
9- الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج4، ص81-84.
10- معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص16-25، 36-38.
11- الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، ج1، ص27-28، 35-39.
12- السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، ج1، ص19، 24-25.
13- الرومي، دراسات في علوم القرآن، ص47-48.
تعليق