تويت
عاقبة العلم بحديث الغدير وترك العمل به .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
لقد بين لنا القران الكريم ان العلماء على قسمين فمدح قسم منهم وذم القسم الاخر .
فالعلماء الذين مدحهم القران الكريم هم الذين سلموا وامتثلوا للذي علموه وكرسوا و جعلوا علمهم في سبيل الله تعالى قال الله تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) - 1 -
والعلماء الذين ذمهم الله سبحانه وتعالى هم الذين تركوا ولم يمتثلوا للذي علموه وجعلوا العلم وراء ظهورهم واستسلموا لهوى النفس و لعادات الجاهلية وللتعصب الاعمى المقيت مما ادى الى تشتت الامة وضياعها وقد وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله : (وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) - 2 - وقوله : (وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) - 3 -
فالعلم كما يكون خيرا على حامله قد يكون شراً ونقمةً و وبالاً على حامله أيضا فيما اذا لم يعمل العالم بما علم .
وقد حذر رسول الله (ص) وأهل البيت (ع) من ترك العمل بالعلم .
فروي عن رسول الله (ص) انه قال : ( وَيلٌ لِمَن لا يَعلَمُ ، ووَيلٌ لِمَن يَعلَمُ ثُمَّ لا يَعمَلُ ) - 4 -
وروي عن امير المؤمنين علي (ع) : ( العِلمُ بِلا عَمَلٍ وَبالٌ ، العَمَلُ بِلا عِلمٍ ضَلالٌ ) - 5 -
والكلام المتقدم ينطبق على من حضر او سمع بغدير خم وعلم به ولم يعمل بما وصل له من العلم بوجوب ولاية امير المؤمنين علي (ع) .
( ..... روي أن مِيثم التمّار قال : بينما أنا في السوق إذ أتى أصبَغُ بن نُباتة ، فقال : وَيحَك يا مِيثم ! لقد سمعتُ من أمير المؤمنين (ع) حديثاً صعباً شديداً ، قلت : ما هو ؟ قال : سمعته يقول : إنّ حديث أهل البيت صعبٌ مُستَصعَب ، لا يحتمله إلاّ مَلَكٌ مقرَّب أو نبيٌّ مُرسل أو عبدٌ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان . قال ميثم : فقمتُ من فورتي فأتيتُ عليّاً (عليه السّلام) ، فقلت : يا أميرَ المؤمنين ، حديثٌ أخبرني به أصبَغُ قد ضِقتُ به ذَرعاً ، فقال (عليه السّلام) : ما هو ؟ فأخبرته به ، فتبسّم ثمّ قال : اجلِسْ ما ميثم ، أوَ كلُّ علمٍ يحتمله عالِم ؟! إنّ الله تعالى قال للملائكة : ( إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفةً ، قالوا أتجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدِّماءَ ونحن نُسبِّحُ بِحمدِكَ ونُقدِّسُ لك قال إنّي أعلَمُ ما لا تعلمون ) - 6 - ، فهل رأيتَ الملائكة احتملوا العلم ؟! ... وأمّا النبيّون ، فإنّ نبيّنا (صلّى الله عليه وآله) أخذ يومَ غديرِ خُمٍّ بيدي فقال : اللّهمّ مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، فهل رأيتَ احتملوا ذلك إلاّ مَن عصم اللهُ منهم؟ فأبشِروا، ثمّ أبشِروا.. فإنّ الله قد خصّكم بما لم يخصّ به الملائكة والنبيّين والمرسلين فيما احتملتم ذلك في أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعلمه ، فحدِّثوا عن فضلنا ولا حَرَج ، وعن عظيم أمرنا ولا إثم . قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أُمِرنا ـ معاشرَ الأنبياء ـ أن نخاطب الناسَ على قَدْر عقولهم ) - 7 -
****************************
الهوامش :
1 - فاطر ، الاية 28 .
2 - الشورى ، الاية 14 .
3 - آل عمران ، الاية 19.
4 - حلية الأولياء ، ج 4 ، ص 111 عن أبي حذيفة *** الجامع الصغير ، ج 2 ، ص 720 ، ح 9656 عن أبي نعيم .
5 - غرر الحكم ، حكمة رقم : 1587 و 1588 .
6 - البقرة ، اية 30 .
7 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 25 ، ص 384 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
لقد بين لنا القران الكريم ان العلماء على قسمين فمدح قسم منهم وذم القسم الاخر .
فالعلماء الذين مدحهم القران الكريم هم الذين سلموا وامتثلوا للذي علموه وكرسوا و جعلوا علمهم في سبيل الله تعالى قال الله تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) - 1 -
والعلماء الذين ذمهم الله سبحانه وتعالى هم الذين تركوا ولم يمتثلوا للذي علموه وجعلوا العلم وراء ظهورهم واستسلموا لهوى النفس و لعادات الجاهلية وللتعصب الاعمى المقيت مما ادى الى تشتت الامة وضياعها وقد وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله : (وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) - 2 - وقوله : (وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) - 3 -
فالعلم كما يكون خيرا على حامله قد يكون شراً ونقمةً و وبالاً على حامله أيضا فيما اذا لم يعمل العالم بما علم .
وقد حذر رسول الله (ص) وأهل البيت (ع) من ترك العمل بالعلم .
فروي عن رسول الله (ص) انه قال : ( وَيلٌ لِمَن لا يَعلَمُ ، ووَيلٌ لِمَن يَعلَمُ ثُمَّ لا يَعمَلُ ) - 4 -
وروي عن امير المؤمنين علي (ع) : ( العِلمُ بِلا عَمَلٍ وَبالٌ ، العَمَلُ بِلا عِلمٍ ضَلالٌ ) - 5 -
والكلام المتقدم ينطبق على من حضر او سمع بغدير خم وعلم به ولم يعمل بما وصل له من العلم بوجوب ولاية امير المؤمنين علي (ع) .
( ..... روي أن مِيثم التمّار قال : بينما أنا في السوق إذ أتى أصبَغُ بن نُباتة ، فقال : وَيحَك يا مِيثم ! لقد سمعتُ من أمير المؤمنين (ع) حديثاً صعباً شديداً ، قلت : ما هو ؟ قال : سمعته يقول : إنّ حديث أهل البيت صعبٌ مُستَصعَب ، لا يحتمله إلاّ مَلَكٌ مقرَّب أو نبيٌّ مُرسل أو عبدٌ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان . قال ميثم : فقمتُ من فورتي فأتيتُ عليّاً (عليه السّلام) ، فقلت : يا أميرَ المؤمنين ، حديثٌ أخبرني به أصبَغُ قد ضِقتُ به ذَرعاً ، فقال (عليه السّلام) : ما هو ؟ فأخبرته به ، فتبسّم ثمّ قال : اجلِسْ ما ميثم ، أوَ كلُّ علمٍ يحتمله عالِم ؟! إنّ الله تعالى قال للملائكة : ( إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفةً ، قالوا أتجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدِّماءَ ونحن نُسبِّحُ بِحمدِكَ ونُقدِّسُ لك قال إنّي أعلَمُ ما لا تعلمون ) - 6 - ، فهل رأيتَ الملائكة احتملوا العلم ؟! ... وأمّا النبيّون ، فإنّ نبيّنا (صلّى الله عليه وآله) أخذ يومَ غديرِ خُمٍّ بيدي فقال : اللّهمّ مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، فهل رأيتَ احتملوا ذلك إلاّ مَن عصم اللهُ منهم؟ فأبشِروا، ثمّ أبشِروا.. فإنّ الله قد خصّكم بما لم يخصّ به الملائكة والنبيّين والمرسلين فيما احتملتم ذلك في أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعلمه ، فحدِّثوا عن فضلنا ولا حَرَج ، وعن عظيم أمرنا ولا إثم . قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أُمِرنا ـ معاشرَ الأنبياء ـ أن نخاطب الناسَ على قَدْر عقولهم ) - 7 -
****************************
الهوامش :
1 - فاطر ، الاية 28 .
2 - الشورى ، الاية 14 .
3 - آل عمران ، الاية 19.
4 - حلية الأولياء ، ج 4 ، ص 111 عن أبي حذيفة *** الجامع الصغير ، ج 2 ، ص 720 ، ح 9656 عن أبي نعيم .
5 - غرر الحكم ، حكمة رقم : 1587 و 1588 .
6 - البقرة ، اية 30 .
7 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 25 ، ص 384 .