وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صل على محمد وآل محمد .
لقد كانت كل أفعال واقوال أهل البيت (عليهم السلام) هي خطوات ودرجات للقرب والدنو من الله سبحانه وتعالى فكانوا يقصدون القربة الى الله في يقظتهم ونومهم وفي حركاتهم وسكناتهم بل وصل بهم الحال الى ان يتقربون الى الله سبحانه وتعالى في طعامهم وشرابهم ويؤثرون المسكين واليتيم والاسير على انفسهم فيطعمون الناس ويبقوا جياعا لثلاثة أيام . قال تعالى : ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ . (1) .
ولم يتفرد الشيعة الامامية في نسبة وصحة هذه الفضيلة لاهل البيت (عليهم السلام) بل نص عليها كبار علماء اهل السنة والجماعة ونقتصر منهم على :
أولاً :قالالشوكاني / تفسير فتح القدير / تفسير سورة الانسان / تفسير قوله تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا } / الجزء 1 / الصفحة 1565 / [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ] :
..... وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } ( الإنسان : 8 ) قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله (ص) .
ثانياً :قال ابن أبي الحديد / شرح نهج البلاغة / الجزء 1 / الصفحة 21 / [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ] :
..... وأما السخاء والجود : فحاله فيه ظاهرة ، وكان يصوم ويطوي ويؤثر بزاده ، وفيه أنزل : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } . ( الإنسان : 8 - 9 ) .
وقال أيضا في نفس المصدر المذكور / الجزء 13 / الصفحة 276 / [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ] :
..... وكان علي (ع) صاحب قتال وانفاق قبل الفتح ، أما قتاله فمعلوم بالضرورة ، وأما انفاقه فقد كان على حسب حاله وفقره ، وهو الذي أطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، وأنزلت فيه وفى زوجته وابنيه سورة كاملة من القرآن.
ثالثاً : قال ابن الدمشقي / جواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ع) / الجزء 1 / الصفحة 221 / [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ] :
..... ومنها قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } . ( الإنسان : 8 - 9 ) نزلت في علي .
رابعاً : ابن الأثير / أسد الغابة في معرفة الصحابة / كتاب النساء / حرف الفاء / 7202 / فضة النوبية / الجزء 6 / الصفحة 236 - 237 :
فضة النوبية جارية فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) : أخبرنا : أبو موسى كتابة ، أخبرنا : أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي ، أخبرنا : أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني اجازة ، أخبرنا : أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون ، وأبو طاهر بن خزيمة ، قالا : أخبرنا : أبو حامد بن الشرفي ، أخبرنا : أبو محمد عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ابن عم الأحنف بن قيس في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين (ح) ، قال أبو عثمان ، أخبرنا : أبو القاسم الحسن بن محمد الحافظ ، حدثنا : أبو عبد الله محمد بن علي نبا ، أخبرنا : أبي ، أخبرنا : عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ، حدثنا : أحمد بن حماد المروزي ، أخبرنا : محبوب بن حميد البصري وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة ، أخبرنا : القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : في قوله تعالى : { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الإنسان : 7 - 8 ) } قال : مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما رسول الله (ص) وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك نذرا ، فقال علي : إن برآ مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكرا : وقالت فاطمة كذلك ، وقالت : جارية يقال لها فضة نوبية : أن برأ سيداى صمت لله عز وجل شكرا فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير فانطلق علي إلى شمعون الخيبري ، فاستقرض منه ثلاثة أصع من شعير فجاء بها فوضعها ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع رسول الله (ص) ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة فسمعه علي فأمرهم فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع وخبزته وصلى علي مع النبي (ص) ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم بالباب من أولاد المهاجرين استشهد والدى أطعموني فأعطوه الطعام ، فمكثوا يومين لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته فصلى علي مع النبي (ص) ووضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا أطعموني فإني أسير فأعطوه ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا الا الماء فأتاهم رسول الله (ص) فرآى ما بهم من الجوع ، فأنزل الله تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ( الإنسان : 1 ) } إلى قوله : { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ( الإنسان : 9 ) } أخرجها أبو موسى .
وفي الختام ننقل رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) تبين فضل من انفق الطعام على جائع ، فقال : ( من أطعم مسلما حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا الله رب العالمين . ثم تلا قول الله تعالى : ( أو إطعام في يوم ذي مسغبة ) . (2) .
فهنيئا لاهل البيت (عليهم السلام) هذا الفضل الذي حازوا على اجره في الدنيا و سيحصلون على الاجر الأكبر والاوفر والاعظم في الاخرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الآية 8 - 9 / من سورة الإنسان .
(2) المحاسن / للبرقي / الجزء 2 / الصفحة 145 / رقم الحديث 1381 .
لقد كانت كل أفعال واقوال أهل البيت (عليهم السلام) هي خطوات ودرجات للقرب والدنو من الله سبحانه وتعالى فكانوا يقصدون القربة الى الله في يقظتهم ونومهم وفي حركاتهم وسكناتهم بل وصل بهم الحال الى ان يتقربون الى الله سبحانه وتعالى في طعامهم وشرابهم ويؤثرون المسكين واليتيم والاسير على انفسهم فيطعمون الناس ويبقوا جياعا لثلاثة أيام . قال تعالى : ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ . (1) .
ولم يتفرد الشيعة الامامية في نسبة وصحة هذه الفضيلة لاهل البيت (عليهم السلام) بل نص عليها كبار علماء اهل السنة والجماعة ونقتصر منهم على :
أولاً :قالالشوكاني / تفسير فتح القدير / تفسير سورة الانسان / تفسير قوله تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا } / الجزء 1 / الصفحة 1565 / [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ] :
..... وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } ( الإنسان : 8 ) قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله (ص) .
ثانياً :قال ابن أبي الحديد / شرح نهج البلاغة / الجزء 1 / الصفحة 21 / [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ] :
..... وأما السخاء والجود : فحاله فيه ظاهرة ، وكان يصوم ويطوي ويؤثر بزاده ، وفيه أنزل : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } . ( الإنسان : 8 - 9 ) .
وقال أيضا في نفس المصدر المذكور / الجزء 13 / الصفحة 276 / [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ] :
..... وكان علي (ع) صاحب قتال وانفاق قبل الفتح ، أما قتاله فمعلوم بالضرورة ، وأما انفاقه فقد كان على حسب حاله وفقره ، وهو الذي أطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، وأنزلت فيه وفى زوجته وابنيه سورة كاملة من القرآن.
ثالثاً : قال ابن الدمشقي / جواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ع) / الجزء 1 / الصفحة 221 / [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ] :
..... ومنها قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } . ( الإنسان : 8 - 9 ) نزلت في علي .
رابعاً : ابن الأثير / أسد الغابة في معرفة الصحابة / كتاب النساء / حرف الفاء / 7202 / فضة النوبية / الجزء 6 / الصفحة 236 - 237 :
فضة النوبية جارية فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) : أخبرنا : أبو موسى كتابة ، أخبرنا : أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي ، أخبرنا : أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني اجازة ، أخبرنا : أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون ، وأبو طاهر بن خزيمة ، قالا : أخبرنا : أبو حامد بن الشرفي ، أخبرنا : أبو محمد عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ابن عم الأحنف بن قيس في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين (ح) ، قال أبو عثمان ، أخبرنا : أبو القاسم الحسن بن محمد الحافظ ، حدثنا : أبو عبد الله محمد بن علي نبا ، أخبرنا : أبي ، أخبرنا : عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ، حدثنا : أحمد بن حماد المروزي ، أخبرنا : محبوب بن حميد البصري وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة ، أخبرنا : القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : في قوله تعالى : { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الإنسان : 7 - 8 ) } قال : مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما رسول الله (ص) وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك نذرا ، فقال علي : إن برآ مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكرا : وقالت فاطمة كذلك ، وقالت : جارية يقال لها فضة نوبية : أن برأ سيداى صمت لله عز وجل شكرا فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير فانطلق علي إلى شمعون الخيبري ، فاستقرض منه ثلاثة أصع من شعير فجاء بها فوضعها ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع رسول الله (ص) ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة فسمعه علي فأمرهم فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع وخبزته وصلى علي مع النبي (ص) ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم بالباب من أولاد المهاجرين استشهد والدى أطعموني فأعطوه الطعام ، فمكثوا يومين لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته فصلى علي مع النبي (ص) ووضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا أطعموني فإني أسير فأعطوه ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا الا الماء فأتاهم رسول الله (ص) فرآى ما بهم من الجوع ، فأنزل الله تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ( الإنسان : 1 ) } إلى قوله : { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ( الإنسان : 9 ) } أخرجها أبو موسى .
وفي الختام ننقل رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) تبين فضل من انفق الطعام على جائع ، فقال : ( من أطعم مسلما حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا الله رب العالمين . ثم تلا قول الله تعالى : ( أو إطعام في يوم ذي مسغبة ) . (2) .
فهنيئا لاهل البيت (عليهم السلام) هذا الفضل الذي حازوا على اجره في الدنيا و سيحصلون على الاجر الأكبر والاوفر والاعظم في الاخرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الآية 8 - 9 / من سورة الإنسان .
(2) المحاسن / للبرقي / الجزء 2 / الصفحة 145 / رقم الحديث 1381 .
تعليق