بسم الله الرحمن الرحيم
هناك روايات كثيرة تؤكد على دور التحكم بالبطن في شد الرحال إلى الله عز وجل، وأن لتقليل الطعام دور أساسي في جهاد النفس، والذي عده الإمام الصادق عليه السلام في رواية عنوان البصري من أسس السير إلى الله فكانت وصيته في رياضة النفس جُلُّها عن الطعام كما صرح عليه السلام.
نص كلامه عليه السلام:
"أما اللواتي في الرياضة: فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه، فإنه يورث الحماقة والبله، ولا تأكل إلا عند الجوع، وإذا أكلت فكل حلالاً وسمّ الله، واذكر حديث الرسول صلى الله عليه وآله: ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرّاً من بطنه، فإن كان ولا بدّ فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشرابه وثلثٌ لنَفَسه".
عندما تأكل وأنت لست جائعاً بل فقط من منطلق الشهوة حتماً سيسبب ذلك آثار سلبية وسيُظلم القلب، وسيحتجب القلب عن الله تعالى.
بالإضافة لذلك، الأكل من الماديات، فهو يُعد غذاءاً للبدن، وبه يتقوى البدن فإذا زاد عن الحد طغى على صفاء الروح وعمي القلب عن معشوقه، وأنت تأكل توقف عند حدٍ ما، أي قبل الشبع ولا تعمي قلبك بيدك.
أما حول أكل ما تشتهيه النفس فليس المقصود من ذلك أن تأكل أشهى الوجبات، بل إن في كلام الإمام عليه السلام إطلاق فلم يحدد، فكل ما تشتهيه، فهو لم يقل كل أشهى شيء