تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
عن الإمام العسكري عليه السلام: "إنّ الوصول إلى الله عز وجل سفر لا يدرك إلا بامتطاء الليل".
ليس المطلوب أن تصلي ألف ركعة في جوف الليل، ورد عن الإمام الجواد عليه السلام أنه قال: "القصد إلى الله تعالى بالقلوب، أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال" فالمراد من العبادات البدنية هو حضور القلب.
إياك وإهمال صلاة الليل بشكل مطلق، يروى أن أحدهم كان شديد الكسل في أسحار شهر رمضان وقد بلغ النعاس أشده، في تلك الأثناء رأى الإمام الرضا عليه السلام في المنام وبدأ بتبيان خصوصيات تلك الركعتين وفضلهما عند الله تعالى، فأفاق والشوق يغمره.
عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الرجل ليصلّي الركعتين تطوّعاً، يريد بهما وجه الله عزّ وجلّ، فيدخله الله بهما الجنّة" لا تحرم نفسك ولو من القليل، الركعتين مع شيء من القرآن في جوف الليل شيء كثير؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "الركعتان في جوف اللّيل، أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها".
قال الله عز وجل: "كذب من زعم أنه يحبني، فإذا جنّه الليل نام عنّي، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه؟".
إرغام النفس لحد الإستطاعة جيد، مجرد ركعتين، اعبد الله بما تيسر، الإيمان درجات يتدرج فيها الإنسان، لن تبلغ درجة الأولياء في ليلة وضحاها، كلهم تدرجوا، فلا تكلف نفسك فوق حدها، فإن فعلت وأهلكت نفسك بالعبادة فوداعاً للخشوع والحضور مع الله.
يقول السيد القاضي قدس سره "ولم نسمع بأن أحداً استطاع أن يصل إلى تلك الدرجات بغير صلاة الليل".