بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
فعل قانونُ القلة المخلصة المتماسكة فعله في معركةِ كربلاء سنة 61 هجرية التي لم يكن فيها سوى بضع مئات من الرجال على أكبر تقدير في معسكر الإمام الحسين ، فصنعت هذه القلة التاريخَ والقيم ولا تزال.
وكما فعل هذا القانونُ فعلته في القلة فعل قانونُ الكثرة فعلته في نتائجِ هذه المعركة، في تحليلها، ومدى اتساعها وضيقها ونتائجها، ثم كيف نرثها ماديًا ومعنويا، وكيف تتعلم الأجيالُ منها وكيف نكرم القلةَ المنتصرة ونحترمها؟
لم يبدأ الجدل في كيفية حفظ إرث القلةِ المنتصرة هذه اللحظة فأهل الكهف والرقيم الذين حكى عنهم القرآنُ الكريم أنهم كانوا قلة اختلف من جاء بعدهم في كيف يكرمهم: ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا﴾.
إن أعظم تكريمٍ لهذه القلة هو ليس الجدل السطحي في كيف نكرمها ونخلدها في الشكل - لكن كيف نجعل الناس تعيش قيمها مدى الأيام والسنين وان تتصف وتتحلى بما فيها من مآثر؟ فإذا ما أقامَ من يكرم الحسينَ الصلاةَ في وقتها ولو تحت الحرابِ هو فعلًا يكرمه، ومن يرفض العونَ في ساعةِ الموت من شخصٍ قبل أن يؤدي ذلك الشخصُ دَينًا عليه لآخر فهو حقًّا يكرم الحسين، وإن كنَّا في زمن غدرِ الاقرباء ولم نطعن الاعداءَ في حالِ الغفلة والضعف فقد كرمنا الحسين.
فيحق إذًا لنا وسط زحمة الجدلِ أن نسأل: هل كل من يتشاجر ويشتبك ويتنازع هو فعلًا يكرم الحسين؟ أم هو فقط يعلي صوتًا في براري الجدل العقيم، والنفخ في القصب المجوف؟ فليعتبر من شاء أن الجدلَ دليل صحةٍ وعافية فأنا سوف اعتبره دلالة ضعف وعلامات فراغ وموت لا غير!
مسؤولية الكثرة ليست الحفاظ على الشكل فقط بل حفظ المضمون والمحتوى وكيف تخلق المجتمعَ الذي يمثل قيمَ القلة العليا، ومسؤولية الأكثرية هي جذب الآخرين نحو هذه القيم والتزاحم عليها، لا دفعهم للنفور منها ونبذها!
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
فعل قانونُ القلة المخلصة المتماسكة فعله في معركةِ كربلاء سنة 61 هجرية التي لم يكن فيها سوى بضع مئات من الرجال على أكبر تقدير في معسكر الإمام الحسين ، فصنعت هذه القلة التاريخَ والقيم ولا تزال.
وكما فعل هذا القانونُ فعلته في القلة فعل قانونُ الكثرة فعلته في نتائجِ هذه المعركة، في تحليلها، ومدى اتساعها وضيقها ونتائجها، ثم كيف نرثها ماديًا ومعنويا، وكيف تتعلم الأجيالُ منها وكيف نكرم القلةَ المنتصرة ونحترمها؟
لم يبدأ الجدل في كيفية حفظ إرث القلةِ المنتصرة هذه اللحظة فأهل الكهف والرقيم الذين حكى عنهم القرآنُ الكريم أنهم كانوا قلة اختلف من جاء بعدهم في كيف يكرمهم: ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا﴾.
إن أعظم تكريمٍ لهذه القلة هو ليس الجدل السطحي في كيف نكرمها ونخلدها في الشكل - لكن كيف نجعل الناس تعيش قيمها مدى الأيام والسنين وان تتصف وتتحلى بما فيها من مآثر؟ فإذا ما أقامَ من يكرم الحسينَ الصلاةَ في وقتها ولو تحت الحرابِ هو فعلًا يكرمه، ومن يرفض العونَ في ساعةِ الموت من شخصٍ قبل أن يؤدي ذلك الشخصُ دَينًا عليه لآخر فهو حقًّا يكرم الحسين، وإن كنَّا في زمن غدرِ الاقرباء ولم نطعن الاعداءَ في حالِ الغفلة والضعف فقد كرمنا الحسين.
فيحق إذًا لنا وسط زحمة الجدلِ أن نسأل: هل كل من يتشاجر ويشتبك ويتنازع هو فعلًا يكرم الحسين؟ أم هو فقط يعلي صوتًا في براري الجدل العقيم، والنفخ في القصب المجوف؟ فليعتبر من شاء أن الجدلَ دليل صحةٍ وعافية فأنا سوف اعتبره دلالة ضعف وعلامات فراغ وموت لا غير!
مسؤولية الكثرة ليست الحفاظ على الشكل فقط بل حفظ المضمون والمحتوى وكيف تخلق المجتمعَ الذي يمثل قيمَ القلة العليا، ومسؤولية الأكثرية هي جذب الآخرين نحو هذه القيم والتزاحم عليها، لا دفعهم للنفور منها ونبذها!
بعد أيامٍ قليلة، في اليوم الثاني من شهر محرم الحرام، يصل الحسين قادمًا من الحجاز، أرضه التي درج ومشى عليها أول خطواته، ومنها أعلن هدفه الاصلاحي وطريقته في المعارضة، وفي اليوم العاشر من شهر محرم سوف يُعلن النصر. ولا يزال الحسين بعد ما يقرب من 1400 سنة يحاول تغيير مجرى حياتنا ويجرنا نحو القيم، فطوبى لنا إن مكَّناه وساعدناه، وتعسًا لنا إن بقينا نختلف ونتنازع ونسأل: ماهي هذه القيم وكيف نحصنها ونفعلها؟