جواز البكاء على الميت عند السنة ، وحرمة البكاء على الحسين (ع) عند الوهابية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لاشك ان البكاء هو امر طبيعي وفطري يكون عند كل فرح شديد أو مصيبة كبيرة ، وهو سنة أولياء الله وانبياءه كبكاء نبي الله يعقوب (ع) على ولده يوسف الصديق (ع) وكبكاء نبي الله محمد (ص) على ما سيجري من امته من ظلم وقتل لولده وسبطه الامام الحسين (ع) .
واتفقت الفرق الإسلامية على جواز البكاء على الميت وخصوصا على الامام الحسين (ع) الا الطائفة الوهابية فقد خالفت في ذلك وقالت بأن البكاء على الحسين (ع) بدعة ومحرم .
ولننقل لكم النصوص عند اهل السنة والجماعة وعند الوهابية لتحكموا بنفسكم على ان الوهابية خالفت اراء اهل السنة والجماعة في كل شيء وهي غير محسوبة على اهل السنة والجماعة ابدا .
*** قال الحاكم النيسابوري ، في المستدرك على الصحيحين ، كتاب النكاح ، الأمر بإعلان النكاح ، ج 2 ، ص 184 ، ح 2805:
أخبرني : محمد بن صالح بن هاني ، ثنا : إبراهيم بن أبي طالب ، وحدثنا : أبو علي الحافظ ، أنبأ : علي بن العباس البجلي ، قالا : ثنا : محمد بن بشار ، ثنا : محمد بن جعفر ، ثنا : شعبة سمعت أبا إسحاق يحدث ، عن عامر بن سعد أنه قال : كنت مع ثابت ابن وديعة و قرظة بن كعب (ر) في عرس فسمعت صوتا ، فقلت الا تسمعان ، فقالا : إنه رخص في الغناء في العرس والبكاء على الميت من غير نياحة ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وقد رواه شريك بن عبد الله ، عن أبي إسحاق مفسرا ملخصا .
أقول : اما قضية الغناء في العرس ففيها نقاش . واما قيد من غير نياحة فالظاهر انه من الراوي (شريك) وليس من الرواة قبله بقرينة الرواية التالية . وعلى أي حال فالرواية صحيحة السند وتدل على جواز البكاء على الميت .
قال الحاكم النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين ، كتاب النكاح ، الأمر بإعلان النكاح ، ج 2 ، ص 184 ، ح 2806 :
حدثناه : أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ، ثنا : عمر بن جعفر المزني ، ثنا : أبو غسان مالك بن اسماعيل ، ثنا : شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، قال : دخلت على قرظة بن كعب وأبى مسعود الأنصاري (ر) في عرس وإذا جوار يغنين ، قلت : أنتم أصحاب رسول الله (ص) وأهل بدر يفعل هذا عندكم ، فقالا : إن شئت فأقم معنا وإن شئت فأذهب ، فانه رخص لنا في اللهو عند العرس وفي البكاء عند المصيبة ، قال شريك : أراه ، قال : في غير نوح .
*** قال أحمد بن محمد بن سلمة ، في شرح معاني الاثار ، ج 4 ، ص 294 :
(حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا ابن وهب قال أخبرني بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : يغفر الله لأبي عبد الرحمن بن عمر رضي الله عنه يقول إن الميت ليعذب ببكاء الحي والله ما ذاك إلا إيهاما من عبد الله بن عمر رضي الله عنه يغفر الله له إن الله عز وجل يقول ولا تزر وازرة وزر أخرى وما ذاك إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قبر يهودي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم تبكون عليه وإنه ليعذب في قبره يقول بعمله فأخبرت عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أخبر أن ذلك الكافر يعذب في قبره بعمله وأهله يبكون عليه وقد منع الله عز وجل أن تزر وازرة وزر أخرى فدل ذلك على أن ميتا لا يعذب في قبره ببكاء حي .
*** اما راي الوهابية في البكاء على الامام الحسين (ع) فيتبين من خلال قول ابن تيمية ، في منهاج السنّة النبوية ، ج 4 ، ص 544 ، حيث قال :
( وصار الشيطان بسبب قتل الحسين يُحدث للناس بدعتين : بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ ، والبكاء ، والعطش ، وإنشاد المراثي ، وما يُفضي إليه ذلك من سبّ السلف ولعنهم ، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب ــ إِلى أن يقول ــ وكان قصد من سنّ ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة ، فإنَّ هذا ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين ، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرّمه الله ورسوله (ص) .... ) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لاشك ان البكاء هو امر طبيعي وفطري يكون عند كل فرح شديد أو مصيبة كبيرة ، وهو سنة أولياء الله وانبياءه كبكاء نبي الله يعقوب (ع) على ولده يوسف الصديق (ع) وكبكاء نبي الله محمد (ص) على ما سيجري من امته من ظلم وقتل لولده وسبطه الامام الحسين (ع) .
واتفقت الفرق الإسلامية على جواز البكاء على الميت وخصوصا على الامام الحسين (ع) الا الطائفة الوهابية فقد خالفت في ذلك وقالت بأن البكاء على الحسين (ع) بدعة ومحرم .
ولننقل لكم النصوص عند اهل السنة والجماعة وعند الوهابية لتحكموا بنفسكم على ان الوهابية خالفت اراء اهل السنة والجماعة في كل شيء وهي غير محسوبة على اهل السنة والجماعة ابدا .
*** قال الحاكم النيسابوري ، في المستدرك على الصحيحين ، كتاب النكاح ، الأمر بإعلان النكاح ، ج 2 ، ص 184 ، ح 2805:
أخبرني : محمد بن صالح بن هاني ، ثنا : إبراهيم بن أبي طالب ، وحدثنا : أبو علي الحافظ ، أنبأ : علي بن العباس البجلي ، قالا : ثنا : محمد بن بشار ، ثنا : محمد بن جعفر ، ثنا : شعبة سمعت أبا إسحاق يحدث ، عن عامر بن سعد أنه قال : كنت مع ثابت ابن وديعة و قرظة بن كعب (ر) في عرس فسمعت صوتا ، فقلت الا تسمعان ، فقالا : إنه رخص في الغناء في العرس والبكاء على الميت من غير نياحة ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وقد رواه شريك بن عبد الله ، عن أبي إسحاق مفسرا ملخصا .
أقول : اما قضية الغناء في العرس ففيها نقاش . واما قيد من غير نياحة فالظاهر انه من الراوي (شريك) وليس من الرواة قبله بقرينة الرواية التالية . وعلى أي حال فالرواية صحيحة السند وتدل على جواز البكاء على الميت .
قال الحاكم النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين ، كتاب النكاح ، الأمر بإعلان النكاح ، ج 2 ، ص 184 ، ح 2806 :
حدثناه : أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ، ثنا : عمر بن جعفر المزني ، ثنا : أبو غسان مالك بن اسماعيل ، ثنا : شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، قال : دخلت على قرظة بن كعب وأبى مسعود الأنصاري (ر) في عرس وإذا جوار يغنين ، قلت : أنتم أصحاب رسول الله (ص) وأهل بدر يفعل هذا عندكم ، فقالا : إن شئت فأقم معنا وإن شئت فأذهب ، فانه رخص لنا في اللهو عند العرس وفي البكاء عند المصيبة ، قال شريك : أراه ، قال : في غير نوح .
*** قال أحمد بن محمد بن سلمة ، في شرح معاني الاثار ، ج 4 ، ص 294 :
(حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا ابن وهب قال أخبرني بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : يغفر الله لأبي عبد الرحمن بن عمر رضي الله عنه يقول إن الميت ليعذب ببكاء الحي والله ما ذاك إلا إيهاما من عبد الله بن عمر رضي الله عنه يغفر الله له إن الله عز وجل يقول ولا تزر وازرة وزر أخرى وما ذاك إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قبر يهودي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم تبكون عليه وإنه ليعذب في قبره يقول بعمله فأخبرت عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أخبر أن ذلك الكافر يعذب في قبره بعمله وأهله يبكون عليه وقد منع الله عز وجل أن تزر وازرة وزر أخرى فدل ذلك على أن ميتا لا يعذب في قبره ببكاء حي .
*** اما راي الوهابية في البكاء على الامام الحسين (ع) فيتبين من خلال قول ابن تيمية ، في منهاج السنّة النبوية ، ج 4 ، ص 544 ، حيث قال :
( وصار الشيطان بسبب قتل الحسين يُحدث للناس بدعتين : بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ ، والبكاء ، والعطش ، وإنشاد المراثي ، وما يُفضي إليه ذلك من سبّ السلف ولعنهم ، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب ــ إِلى أن يقول ــ وكان قصد من سنّ ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة ، فإنَّ هذا ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين ، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرّمه الله ورسوله (ص) .... ) .
تعليق