السؤال: هل كان علي (عليه السلام) موجوداً فيها ؟
كم عاش النبي محمد (ص) بعد حادثه رزيه يوم الخميس؟
وهل كان الامام علي عليه السلام موجودا مع الحاضرين؟
هل ان الرسول بلغ رسالته؟
هل الدين اكتمل؟
ماهو الدليل على ان عمر هو القائل؟
الجواب:
إذا أخذنا بالروايات التي تقول ان النبي (صلى الله عليه وآله) توفي يوم الأثنين, فهذا معناه ان بينه (صلى الله عليه وآله) وبين رزية يوم الخميس ثلاثة أيام.
أما أنّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) هل كان موجوداً في هذه الحادثة أم لا, فالروايات لم تذكر هذا الأمر ولم تنفيه, ولا يمكن لنا الاستدلال على أحد الأمرين بدون دليل... ولكن على فرض وجوده (عليه السلام) فقد يأتي هذا السؤال: لماذا لم يقدّم (عليه السلام) الكتف والدواة لرسول الله (صلى الله عليه وآله), وايضاً لماذا لم يعترض على المانعين لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من كتابة كتابته؟.
والجواب: أنّه على فرض وجوده (عليه السلام) فإنه لا يتجاوز قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفعله, فالإمام علي (عليه السلام) يعتقد كما نعتقد نحن الآن بأنّه (صلى الله عليه وآله) لا ينطق عن الهوى وأنه وحي يوحى سواء أكان ذلك في حالة المرض أم حالة الصحة, فلا فرق بين الحالتين وما يقوله رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤخذ به في كلا الحالتين, ومن هنا كان الدور والمواجهة هي مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) على فرض وجوده ينتظر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفعله في هذا الجانب, وهو (عليه السلام) لا يمكن أن يتعداه في هذا الجانب في تصرف أو فعل.
وأما لماذا لم يقدّم (عليه السلام) - على فرض وجوده - الدواة والكتف ليكتب الكتاب, فقد ذكرت الروايات انه قال جماعة من الحضور: قدموا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يكتب لكم الكتاب, فلعله(عليه السلام) كان موجوداً وهو أحد القائلين.. ولكن ظهور التخاصم بين الحاضرين ثم طلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المتخاصمين ان يخرجوا من عنده, فهذا الطلب قد سدّ كل محاولة امام تقديم الكتف والدواة له (صلى الله عليه وآله) ليكتب الكتاب, إذ انتفت فائدة كتابته وانتقض الغرض منه, فانه من المحتمل جداً أن تكون كتابة هذا الكتاب - لو أصر النبي (صلى الله عليه وآله) على كتابته - مبدأ لفتنة أكبر وأعظم قد تأتي على الإسلام كله, إذ التشكيك سوف يطال هذا الكتاب الصادر عنه (صلى الله عليه وآله) كما هو ظاهر النزاع والمخاصمة التي جرت في حضرته (صلى الله عليه وآله) والذي نقلته الروايات, وهذا قد يجر إلى التشكيك في معظم أقواله (صلى الله عليه وآله) الذي قد يؤدي لتشكيك بالرسالة من الأساس, وهذا منحى خطير اجتنب حصوله (صلى الله عليه وآله) بإخراجهم من غرفته وعدم كتابة الكتاب اما كون القائلين لكلمة (هجر) أو (الهجر) هو عمر بن الخطاب, فقد صرح بذلك ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة) 6: 24, وسبط بن الجوزي في (تذكرة الخواص) : 62, والشهاب الخفاجي في (نسيم الرياض) 4: 278, والغزالي في (سر العالمين) 21, وابن الأثير في النهاية في غريب الحديث 52: 246.
موقع مركز الابحاث العقائدية