السؤال: تبليغ النبي (صلى الله عليه و آله) للإمامة كان في بدايات الدعوة
سؤالي هو عن رزية يوم الخميس.. القصّة تشير أنّ الكتاب الذي كان سيكتبه الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يتوقّف عليه ضلال أُمّة وهداها, فكيف تركه الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) خوفاً من الفتنة، علماً بأنّه من التبليغ الذي بلّغه الله له: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى)(النجم (53): 3)؟
فكيف يكون للرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يعطّل تبليغ أمر الله عزّ وجلّ؟
وإن كان يتوقّف على ضلال أُمّة وهداها، فهو من واجبات الدين، فكيف أنّ الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يبلّغه قبل نزول الآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)( المائدة (5): 3)، وكان الدين وقت الرزية قد اكتمل؟
الجواب:
الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بلّغ للإمامة والإمام من بعده من يوم الدار, حيث تشير إليه آية الإنذار: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ...)( الشعراء (26): 214), وهو كان في بدايات الدعوة, وتفاصيل القضية ذكر في حديث الدار الذي رواه الموالف والمخالف. وكذلك حديث الثقلين قاله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في عدّة مواطن, وآخرها في مرضه. فالحجّة تامّة, بآيات, وروايات مستفيضة, والوصية إنّما كانت للتأكيد والتصريح أكثر.
ولمّا قال عمر مقولته التي هدّت ركناً من أركان الدين, وهي: ((إنّ الرجل ليهجر)), فلو كان النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كتب الكتاب لقالوا: كتبه في حين الهجر, ولأثبتوا الهجر إلى الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقيناً, وانتقصوا من مقامه الرفيع, وبذلك ربّما انتقصوا مقام النبوّة, وشكّكوا في الوحي, ممّا سيجرّهم إلى إنكار الدين والنبوّة. فاكتفى الحبيب المصطفى(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بما قاله وكرّره قبل كتابة الوصية, الذي تمت به الحجّة.
موقع مركز الابحاث العقائدية