بسم الله الرحمن الرحيم
من كتاب كلمات الرسول ص25 نقلا عن بحار الانوار
مع الملائكة والنبيّين في السماء
قال الإمام الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام):
جاء جبرائيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى الرسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذ واحد باللجام وواحد بالركاب، وسوّى الآخر عليه ثيابه، فرقيت به ورفعته ارتفاعاً ليس بالكثير، ومعه جبرائيل يريه الآيات من السماء والأرض قال النبيّ: فبينا أنا في مسيري إذ نادى منادٍ عن يساري: يا محمّد، فلم أجبه ولم ألتفت إليه، ثم استقبلتني امرأة كاشفة عن ذراعيها عليها من كلّ زينة الدنيا فقالت: يا محمد انظرني حتى أكلّمك، فلم ألتفت إليها، ثم سرت فسمعت صوتاً أفزعني فجاوزت.
فنزل بي جبرائيل فقال: صلّ، فصلّيت، فقال: تدري أين صلّيت؟ فقلت: لا، فقال: صلّيت بطيبة، وإليها مهاجرتك، ثم ركبت فمضينا ما شاء الله، ثمّ قال لي: انزل وصلّ، فنزلت وصليت، فقال لي: تدري أين صلّيت؟ فقالت: لا، فقال: صلّيت بطور سيناء حيث كلّم الله موسى تكليماً، ثمّ ركبت فمضينا ما شاء الله، فقال لي: انزل فصلّ، فنزلت وصلّيت، فقال لي: تدري أين صلّيت؟ قلت: لا، فقال: صلّيت في بيت لحم - وبيت لحم بناحية بيت المقدس حيث ولد عيسى ابن مريم (عليه السلام) - ثم ركبت فمضينا حتى انتهينا إلى بيت المقدس.
فدخلت المسجد ومعي جبرائيل إلى جنبي، فوجدنا إبراهيم وموسى وعيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله قد جمعوا إليّ وأقمت الصلاة ولا أشك إلاّ وجبريل يستقدمنا، فلّما استووا أخذ جبرائيل بعضدي فقدّمني وأممتهم، ولا فخر، ثمّ أتاني الخازن بثلاثة أوانٍ: إناء فيه لبن وإناء فيه ماء وإناء فيه خمر، وسمعت قائلاً يقول: إن أخذ الماء غرق وغرقت أمّته، وإن أخذ الخمر غوي وغويت أمّته، وإن أخذ اللبن هدي وهديت أمّته، فأخذت اللبن وشربت منه، فقال لي جبرائيل: هديت وهديت أمّتك، ثم قال لي: ماذا رأيت في مسيرك؟ فقلت: ناداني مناد عن يميني، فقال لي: أو أجبته؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليه، فقال، ذلك داعي اليهود، لو أجبته لتهوّدت أمّتك من بعدك، ثمّ قال: ماذا رأيت؟ فقلت: ناداني منادٍ عن اليسار، فقال لي: أو أجبته؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليه، فقال: ذلك داعي النصارى، لو أجبته لتنصرت أمّتك من بعدك، ثمّ قال: ماذا استقبلك؟ فقلت: لقيت امرأة كاشفة عن ذراعيها، عليها من كلّ زينة الدنيا، فقالت: يا محمد انظرني حتى أكلّمك. قال لي: أفكلّمتها؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليها، فقال: تلك الدنيا، ولو كلّمتها لاختارت أمّتك الدنيا على الآخرة، ثمّ سمعتُ صوتاً أفزعني فقال لي جبرائيل: أتسمع يا محمّد؟ قلت: نعم، قال: هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين عاماً، فهذا حين استقرّت.
واليكم الباقي في الحلقات القادمة
تعليق