تساقط دموع الدماء من الأئمة النجباء (ع) على مصاب سيد الشهداء الامام الحسين (ع) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد بكى الأئمة المعصومين (ع) على مصيبة ورزية الامام الحسين (ع) بكاءا شديدا حتى تحولت دموعهم الى دماء تجري من أماق عيونهم (ع) وكأنها إشارة منهم على استمرارهم في طريق التضحية والفداء بدمائهم في سبيل الله لاكمال الهدف الذي خرج من اجله سيد الشهداء الامام الحسين (ع) وهو الإصلاح في امة رسول الله (ص) .
روي في كتاب بحار الانوار للعلامة المجلسي وفي كتاب جلاء العيون للسيد عبد الله شبر إن الامام زين العابدين (ع) كان إذا اخذ إناءً ليشرب يبكي حتى يملأه دماً - 1 -
وروي في الأمالي عن إبراهيم بن محمود عن الإمام الرضا (ع) أنه قال : ( ... إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا ... ) - 2 -
وفي زيارة الناحية المقدسة يندب الإمام المهدي (ع) جده الامام الحسين (ع) بقوله : ( ولئن أخرتني الدهور وعاقني نصرك المقدور ولم أكن لمن حاربك محارباً ولمن نصب لك العداوة مناصباً فلأندبنّك صباحاً ومساءً ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً حسرة عليك وتأسفاً على ما دهاك وتلهفاً حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتياب ... ) - 3 -
ومن المعلوم بحسب عقيدة المذهب الامامي الجعفري خلو قول الامام من أي مبالغة لانها لا تتلائم مع القول بعصمة الائمة الاثني عشر (ع) .
و قول الامام الرضا (ع) : (إن يوم الحسين أقرح جفوننا) فيه دلالة واضحة على استمرار بكاء أهل البيت (ع) طول حياتهم ، حيث أن القرح في العين لا يحصل إلا بعد كثرة البكاء وشدته في مدة طويلة كما يفصح به قوله (ع) في تتمة الحديث : (وأسبل دموعنا) والدمع يسبل إذا هطل كما لا يخفى .
وقول الامام المهدي (ع): ( و لأبكين ) تأكيد ، لأن : (اللام) و (النون) فيه اشارة إلى شدة البكاء وكثرته ودوامه مع كون هذا البكاء داميا لان الفعل المضارع (أبكين) فيه دلالة على ذلك .
وبعد عدم تصور المبالغة في قول المعصوم (ع) للسبب المذكور ولكونها نوع من المجاز يحمل كلام المعصوم على الحقيقة لأصالة حمل كلام المتكلم على الحقيقة ، ولأصالة عدم المجاز .
ومن خلال هذه الروايات يتضح جواز شدة البكاء على الامام الحسين (ع) بل واستحبابه .
***************************************
الهوامش :
1 - بحار الأنوار ، للعلامة المجلسي ، ج 45 ، ص 115 ، ح 1 ، ب 39.
2 - الأمالي ، للشيخ الصدوق ، ص 78 .
3 – زيارة الناحية المقدسة .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد بكى الأئمة المعصومين (ع) على مصيبة ورزية الامام الحسين (ع) بكاءا شديدا حتى تحولت دموعهم الى دماء تجري من أماق عيونهم (ع) وكأنها إشارة منهم على استمرارهم في طريق التضحية والفداء بدمائهم في سبيل الله لاكمال الهدف الذي خرج من اجله سيد الشهداء الامام الحسين (ع) وهو الإصلاح في امة رسول الله (ص) .
روي في كتاب بحار الانوار للعلامة المجلسي وفي كتاب جلاء العيون للسيد عبد الله شبر إن الامام زين العابدين (ع) كان إذا اخذ إناءً ليشرب يبكي حتى يملأه دماً - 1 -
وروي في الأمالي عن إبراهيم بن محمود عن الإمام الرضا (ع) أنه قال : ( ... إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا ... ) - 2 -
وفي زيارة الناحية المقدسة يندب الإمام المهدي (ع) جده الامام الحسين (ع) بقوله : ( ولئن أخرتني الدهور وعاقني نصرك المقدور ولم أكن لمن حاربك محارباً ولمن نصب لك العداوة مناصباً فلأندبنّك صباحاً ومساءً ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً حسرة عليك وتأسفاً على ما دهاك وتلهفاً حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتياب ... ) - 3 -
ومن المعلوم بحسب عقيدة المذهب الامامي الجعفري خلو قول الامام من أي مبالغة لانها لا تتلائم مع القول بعصمة الائمة الاثني عشر (ع) .
و قول الامام الرضا (ع) : (إن يوم الحسين أقرح جفوننا) فيه دلالة واضحة على استمرار بكاء أهل البيت (ع) طول حياتهم ، حيث أن القرح في العين لا يحصل إلا بعد كثرة البكاء وشدته في مدة طويلة كما يفصح به قوله (ع) في تتمة الحديث : (وأسبل دموعنا) والدمع يسبل إذا هطل كما لا يخفى .
وقول الامام المهدي (ع): ( و لأبكين ) تأكيد ، لأن : (اللام) و (النون) فيه اشارة إلى شدة البكاء وكثرته ودوامه مع كون هذا البكاء داميا لان الفعل المضارع (أبكين) فيه دلالة على ذلك .
وبعد عدم تصور المبالغة في قول المعصوم (ع) للسبب المذكور ولكونها نوع من المجاز يحمل كلام المعصوم على الحقيقة لأصالة حمل كلام المتكلم على الحقيقة ، ولأصالة عدم المجاز .
ومن خلال هذه الروايات يتضح جواز شدة البكاء على الامام الحسين (ع) بل واستحبابه .
***************************************
الهوامش :
1 - بحار الأنوار ، للعلامة المجلسي ، ج 45 ، ص 115 ، ح 1 ، ب 39.
2 - الأمالي ، للشيخ الصدوق ، ص 78 .
3 – زيارة الناحية المقدسة .
تعليق