تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
إنّ ملحمة الطفّ حقّاً ملحمةً فريدةً في التاريخ الإنسانيّ والإسلاميّ، وفي عدة مستويات..
أوّلاً: في مستوى الظلم والاضطهاد الذي مارسته سلطة ظالمة ومستبدّة وأشياعها لإمام واجب الطاعة، وعبد صالح من عباد الله سبحانه المصطفين من ذرّيّة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد نصف قرن فقط من وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في أثر انحراف مسيرة الحكم والأمّة.
ثانياً: في مستوى التضحية التي أقدم عليها الحسين (صلوات الله عليه) ومَن معه.
ثالثاً: في مستوى الأثر العظيم الذي تركته؛ حيث أدّت إلى إحياء الدين وإيقاظ الأمّة، ولولا ملحمة الطفّ لاضمحلّ الإسلام وأصبحت دولة المسلمين دولةً قيصريّةً يتصدّرها البطن الأمويّ مِن قبيلة قريش، والذي لم يؤمن بالإسلام أبداً وإنّما استسلم حين فتح مكّة حفاظاً على رجاله ومكانته ليحكمهم بالجور والظلم والاستبداد ويعود بها إلى أعراف الجاهليّة بدلاً عن العدل والمعروف والتشريع الإسلاميّ.
لقد كانت هذه الملحمة أعلى صوت مدوٍّ عبر التاريخ، ولن ينقطع هذا الصوت مهما حاول الطغاة، وسيبقى يدعو إلى الإيمان والصلاح والعدل والفضيلة والإباء والعزّة. وهي أعلى منارة تضيء مسيرة الإنسان في حركته نحو المبادئ الإيمانيّة الراشدة والعادلة والفاضلة ولن يتمكن أحد من إنزالها وإطفائها.
إنّ للحسين (ع) حقّاً في الإسلام على كلّ مسلم، سواء كان من أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) أم مِن أتباع المذاهب الإسلاميّة الأخرى؛ لأنّه (عليه السلام) لم ينتفض لأجل بيان موقع أهل البيت (عليهم السلام) في هذه الأمّة فقط، بل لأجل إحياء أصل الإسلام وتعاليمه وعدله.
-------------------
السيد محمد باقر السيستاني. [مقتبس من محاضرة للمبلغين].