إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحسين والعبّاس: الإيمان والثَّورة حتّى الشَّهادة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحسين والعبّاس: الإيمان والثَّورة حتّى الشَّهادة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    الحسين الثّائر

    لم يكن الإمام الحسين(ع) ليترك كلّ هذا الواقع الفاسد من حوله، ويجلس جانباً على التلّ لينتظر ما يجري، أو ليقلب كفّاً على كفّ على ما يجري، أو ليرضخ للأمر الواقع ويقبل به، بل كان يرى أنَّ من مسؤوليته الشرعية والأخلاقية تجاه الناس، أن يواجه هذا الواقع المستبدّ والظالم.. وقد عبر عن هذه المسؤولية عندما قال: "أيها الناس، إني سمعت رسول الله يقول: "مَن رأى منكُم سُلطاناً جائِراً، مُستحلاً لحرم الله، ناكثاً بعَهدِه، مُخالِفاً لسنّةِ رسولِ الله، يَعملُ في عبادِه بالإثمِوالعدوانِ، فلم يغِرْ عليهِ بقولٍ ولا بفعلٍ،كان حَقّاً على الله أن يُدخِله مَدخلَه"، أي معه في النار.

    وليس من العجب، أنَّ الحسين(ع) الذي كان من رسول الله(ص)، وكان رسول الله(ص) منه، أن يبذل دمه ودم أصحابه، ويضحّي بكلّ شيء، حفظاً للإسلام من الزّيغ والتَّحريف، وحفظاً لعهده من النّكث، ولخلقه من الظّلم.

    لقد كان الحسين(ع) قادراً لو سكت وتراجع، أن يبلغ الخزائن، وتفتح له الأبواب، كان يكفيه أن يوافق على يزيد الحاكم الفاسد القاتل للنّفس المحترمة، وأن يضع في الصّندوق ورقة تأييد له واعترافاً به، لكنه لم يفعل، وقال بكلّ وضوح: "ومثلي لا يبايع مثله". وعندما خيِّر بين الموت والتّوقيع على اختيار الفاسد والظالم والقاتل، لم يتردَّد في أن يختار الموت، على أن يسجِّل في حياته أنه ساهم في إيصال من لم يستحقّ أن يصل، وقال: "إِنِّي لا أرَى المَوتَ إلّا سَعادةً، وَالحَياةَ مَع الظّالمين إِلاَّ بَرَماً".

    العبّاس: صلابة وإيمان

    وهذا الموقف العزيز، هو الّذي استهداه العباس(ع)، فقد كان في الموقع نفسه مع أخيه الحسين(ع)، بعدما شربا معاً من نبع الإسلام الصّافي، من نبع عليّ(ع) ، فوقف مع أخيه حتى استشهاده، فكان كما نقرأ في زيارته: "العبد الصَّالح، المطيع لله ولرسوله، وللحسن والحسين". وهو في ذلك لم يتراجع عن هذا الموقف حتى في أقسى اللّحظات.

    وقد جاءت له فرصة النّجاة في يوم عاشوراء، حيث تذكر السّيرة أنّ الشّمر بن ذي الجوشن نادى في هذا اليوم: أين بنو أختنا، أين العبّاس؟ - فقد كانت له قرابة العباس لجهة أمِّه (أم البنين) - إلّا أنَّ العباس رفض آنذاك أن يجيبه. لكنَّ الحسين(ع) قال له: أجبه وإن كان فاسقاً، فإنه بعض أخوالك. وعندما عرض عليه الشِّمر الأمان من عبيد الله بن زياد، كان العباس حازماً وصلباً، فقال: يا عدوَّ الله، أتعطيني الأمان ولا أمان لابن بنت رسول الله؟.

    والأمر نفسه كان حصل في ليلة عاشوراء، عندما أحلَّ الحسين(ع) البيعة لأهل بيته وأصحابه، وقال لهم: "هذا اللَّيل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً"، وانجوا بأنفسكم، "فإنَّ القوم لا يريدون غيري"، وقف العبّاس يومها وقال: أأبقى بعدك يا بن بنت رسول الله؟ لا والله، حتى أجاهد بين يديك.

    لقد شارك العباس أخاه الحسين(ع) في مشروعه التَّغييريّ، فهو كان مؤمناً بالهدف الَّذي لأجله انطلق الحسين(ع)، فكان قائد لوائه وعضده وسنده. وهو في ذلك، لم ينطلق من باب الأخوَّة بالمعنى العائليّ، بل لكون الحسين كان بالنّسبة إليه إماماً ومعبّراً أصدق تعبير عن تطلّعات رسالته التي تدعو إلى أمّة خالية من الظّلم والاستبداد وتقوم على العدل والحريّة.

    وقد أشار الإمام الصّادق(ع) إلى روحيّة العباس(ع) ومنطلقاته، عندما قال: "لقدكان عمّنا العبّاس بن عليّ نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً".

    هدف ثورة كربلاء

    إذاً، قضيّة الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتغيير الواقع الفاسد والظّالم، كانت في صلب ثورة كربلاء وسيرة الإمام الحسين(ع) وأخيه العباس(ع). ومن هذا المنطلق، فإننا نرى أنفسنا معنيّين بهذه القضية، فهي تمثل ركناً أساسياً في التعبير عن صدق إيماننا وحبّنا لأهل البيت(ع)؛ أن نكون حسينيّين وعباسيين، أن نكون من السّاعين إلى إصلاح واقعنا، أن ننتفض على كلّ فاسدٍ وظالمٍ ومنحرف، أن لا نقبل به مهما كان شأنه، ومهما كانت طائفته ومذهبه، فهناك قطيعة بين الحسين(ع) والعبّاس(ع)، وبين الفاسدين والمفسدين والظّالمين واللّاعبين بمصالح النّاس، وهذه هي دعوة الله عندما قال: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}، {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

    فالله سبحانه لا يريد الإنسان الضَّعيف، حيث الحديث: "إنَّ الله ليبغض المؤمن الضَّعيف الّذي لا دينَ له، الذي لا ينهى عن المنكر ويترك


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
    احسنتم النشر جزيتم خيرا ان شاء الله

    السلام عليك مولاي ..
    ياسيد الشهداء ارواحنا لك الفداء ياحسين



    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""

    تعليق


    • #3

      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم



      عظم الله اجورنا واجوركم بمصيبة مولانا الامام الحسين وأهل بيته واصحابه جميعا

      وساعد الله قلب الحزينه زينب عليها السلام لما عاصرته من آلام وفراق أحبتها وأرواحهم الطاهرة

      وعظم الله أجر مولاي الامام الحجة المنتظر اينما كان في بقاع الارض في مصاب جده الامام الحسين عليه السلام .



      اشكر مروركم المبارك
      فجزاكم الله عنا الف خير و اثقل موازين حسناتكم
      و رزقنا الله و إياكم زيارته في الدنيا و شفاعته في الاخرة بحق محمد و آل محمد


      تعليق


      • #4

        الأخت الفاضلة عطر الولاية . أحسنتِ وأجدتِ وسلمت أناملكِ على نقل ونشر هذا الموضوع القيم . جعل الله عملكِ هذا في ميزان حسناتكِ . ودمتِ في رعاية الله تعالى وحفظه .

        تعليق


        • #5
          بوركتم على الموضوع القيم

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X