إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عليلةَ الحسين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عليلةَ الحسين


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    يا رادَ يوسِف ليعقوبَ
    رِدَّ حسين لِـ العليلةَ*


    حينما والدي يُريد السفر يضيقُ صدري كثيراً ، لآ أعلم لماذا و لٰكن عدم وجودهُ بقربي أشعر بأني لستُ بِخير ، و حينما يَحين موعد سفرهُ أودعهُ و أنا أبكي و كُلما زاد عُمري لا أستطيعَ أن أتماسكَ قوتي و أن لآ أبكي .. و عندما يُقبلني و أنا نائمةَ أَشعُر بهَ و لٰكني أُجيد التمثيل فأوهمهُ أني لآ زلتُ نائمة و حينما يُغادر أبكي !

    فكيفَ أصور حال العليلةَ عندما أرادت توديعَ والِدها و أخوتها و عماتها ، و هي وحيدة ستكونَ بالمدينةَ .. كُلما أقتربت من أبيها و عيناها ممتلئة بالدموع و تقول : أبتي يا حُسين خُذني معكم حتىٰ أُنير الطريقَ إليكم ! يكون جواب الإمام : ابنتي يا فاطمةَ حينما نستقرُ علىٰ تلك الأرضَ سأرسل عمك العباس و أخيكَ إليكَ ! .. و هي تُكرر الطلب و تحصِل علىٰ نفس الجوابَ ، فهي تعلم أبيها سيرحل دون عودةَ، كُلما نظرت لتلك القافلةَ و ترىٰ أحبتها تجهش بالبُكاء ، تعلمَ هُنالك أمراً سيحل بهم .. فهي لن تراهم مرةٌ أُخرىٰ ، إلىٰ أن حان موعد وداع أبيها .. رمت بنفسها عليه و بدأتَ تبكي و كأن تشعر بحنانه لآخر مرةَ ، تشمُ ريحه تتُقبل صدرهَ و تبكي تارهَ عليه ، حينما وضع الإمام يديه علىٰ رأسها بدأ يعلوا صوتها بالبكاء تعلم بأن تلك اليدين التي علىٰ رأسها أنها ستكون يتيمهَ ! ، كُلما أرادت الإبتعاد عن أبيها تتراجع عن ذلك فتعلم أن ذلك الحضن لن يعود مُطلقاً ! ، فأتتَ إليها مولاتي وزينب و بدأتَ تُقبلها و تسكُن من روعها و أمسكت يداها مع مولاي الحسين عليهما السلام و أدخلوها للبيت ، و لٰكن تلك الطفلة لآ زالت تبكي ! ، كم هو مؤلم ذٰلك الموقف ، صبر الله قلب العليلةَ !

    أوشكتَ القافلة علىٰ الإنطلاق و لآ زالت تلك الطفلة ترىٰ أحبتها بعينيها التي غارقتين بالدموعَ و ترفعَ كفيها لله و تقول : يا رادَّ يوسفَ ليعقوبَ ردَّ لي والدي يا الله .

    تلك الليلة كانت موحشة لتلك الطفلة كُلما رأت زاوية تتذكر والدها ، كُلما دخلت غُرفة تتذكر رُقية و الأكبر الرضيع و عمتها .. لا زالت تلك الذكريات علىٰ حائط المنزل .. تسمعَ صوت الرضيع فتجري لذٰلك الصوتَ ثم تُدرك ليس لهُ أثر فتبكي ، كُلما أرادتَ أن تخلد لنوم تمر جميعَ تلك الذكريات أمامها فتبكي ، كُلما أرادت الصلاةَ تبكي و تدعوا أن يرجع والدها ، قلبها لا يتحمل تلك الطفلة الوداعَ .. مؤلم ذلك الشعور ببيت الأمان يُفقد الأمان.

    السَّلام علىٰ العليلةَ ابنةَ الُحسين عليهما السلام.





  • #2

    الأخت الفاضلة عطر الولاية . أحسنتِ وأجدتِ وسلمت أناملكِ على نقل ونشر هذا الموضوع القيم . جعل الله عملكِ هذا في ميزان حسناتكِ . ودمتِ في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X