اللهم صل على محمد وآل محمد
وأما من حيث الأفراد، فقد اكتظت حروب بضحايا أكثر مما ترشح عن أرض كربلاء:
فالحرب العالمية الأولى انجلت غمتها عن أكثر من 22 مليون قتيل، والحرب العالمية الثانية زال كابوسها بعد أن طحن 70 مليون، دفعت روسيا وحدها 27 مليون قتيل، واليابان 2.8 مليون قتيل.
2ـ عمق القيم وشمولها
ومع المحدودية الكمية من حيث الزمان والمكان والعدد،
فإنّ ثورة كربلاء من بين جميع الثورات الإنسانية كانت ـ من الناحية الكيفية ـ الأعمق في القيم، والأشمل في المثل، والأبعد في الغايات، والأنزه في الوسائل، والأغنى في الشعارات، لقد ارتقت شأواً لم تستطع أن تبلغه أو تطاول هامته السامقة ثورة أخرى على طول أزمنة البشرية وتعدد أماكنها.
لقد كان من بين قيمها الكثيرة:
- حفظ الدين والإسلام، والدفاع عن الحقّ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح والتغيير، والعدالة، والكرامة والعزة والإباء، والحرية، والإنسانية، ومواجهة الظالم والدفاع عن المظلومين، والسلم
واللاعنف، وسمو الفكر والهدف، وتحريك العقل والوجدان، والبطولة والشجاعة والتضحية، والتسامح والإخاء، والشفافية والوضوح مع الأتباع والناس والأعداء، في الوسائل والأهداف والتعبير.
وهذا ما يجعل الخطباء والكتاب ينتحون من نهرها الخضم دون نفاد، ويجعلهم مقتنعين أنّهم سيجدون لكلّ قيمة مثلى شاهداً من الحسين وخاصته،
ولكلّ مثلبة ودناءة شاهداً من أعدائه، حيث يزيد، وابن زياد، وعمر بن سعد، وشمر، وأزلامهم.
-------------------------
يتبع ..
تعليق