تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في رواية عنوان البصري عن الإمام الصادق عليه السلام حول رياضة النفس:
"أما اللواتي في الرياضة: فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه، فإنه يورث الحماقة والبله، ولا تأكل إلا عند الجوع، وإذا أكلت فكل حلالاً وسمّ الله، واذكر حديث الرسول صلى الله عليه وآله: ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرّاً من بطنه، فإن كان ولا بدّ فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشرابه وثلثٌ لنَفَسه".
لاحظ أن الإمام عليه السلام يعتبر ضوابط الأكل مفتاحاً لرياضة النفس، ولم يذكر شيئاً آخر فما هو السر؟ هذا ما سنعرفه بعد قليل.
• الفصل الأول: آثار كثرة الطعام
قال الصادق عليه السلام "ما من شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل، وهي مورثة شيئين: قسوة القلب، وهيجان الشهوة".
النفس كالميزان، إذا أكلت أكثر من حاجتك فإن جانبك الروحي يضعف ويهن، وتستيقظ بذلك النفس الحيوانية "قوى البدن" فيميل الإنسان للشهوات فتُستثار الخيالات في النفس لتصبح الأرضية خصبة للشيطان ليثير الجلبة داخل النفس فيجرك يميناً شمالاً كما يُجر الحيوان حيث قال لعنه الله "لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا" كاحتناك الدابة، وبسبب ذلك لن تستطيع السيطرة على خيالك وحديث النفس وغيرها لأن زمام نفسك في يد الشيطان.
قال الإمام الصادق عليه السلام في هذا المجال: "واذكر حديث الرسول صلى الله عليه وآله: ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرّاً من بطنه، فإن كان ولا بدّ فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشرابه وثلثٌ لنَفَسه".
الخيال يستقي مادته من النشاط اليومي، فإذا أردت أن تسيطر عليه فيتوجب أن يكون الحال الغالب عليك هو ذكر الله عز وجل وأن لا تنفعل بغير ذكر الله، فإذا اتسعت رقعة الذكر تلاشت الظلمات وصار فكرك إلهياً، وإذا لم تمسك الخيال لن تتمكن من ترك المعاصي، وأحد العناصر لتطهير الخيال هو عدم الإسراف في أكل الطعام.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله "لا تُميتوا القلوبَ بكثرة الطعام والشراب؛ فإنّ القلب يموت كالزرع إذا كَثُر عليه الماء".