اللهم صل على محمد وآل محمد
4ـ الفرادة والتميّز
إنّ ثورة كربلاء ثورة فريدة متميّزة رائدة، كفلت لها فرادتها الامتداد في الزمان والمكان والشعوب والقيم والعقل الاجتماعي والإنساني،
- وكتبت لها ما لم يُكتب لثورة أخرى كالثورة الأمريكية أو الفرنسية أو الروسية أو الصينية أو الفيتنامية أو الجزائرية.
- ولعلّ أهم عنصر وسبب لهذه الفرادة هو عظمة الرمز وسموه، المتمثل في الإمام أبي الأحرار الحسين بن علي، وكونه سبط النبي محمد، وخامس أهل الكساء، والإمام المعصوم، والمفترض الطاعة،
- يُضاف إلى عظمته الشامخة.. الطريقة البشعة الأليمة لمقتله والأحداث الجسام المروعة لكربلاء، والتي لم يجر نظير لها على رمز مثله في الأرض!!،
الأمر الذي كان يجعل منه السلوة بفقد من قبله من المعصومين (الرسول، الأمير، الزهراء، الحسن)، وكون مماته كمماتهم جميعاً.
وبشاعة المقتل الدامي وعظمة الأحداث في يوم كربلاء هي ما حدا بالإمام الحسن الزكي للقول:
- «لا يوم كيومك، يا أبا عبد الله»، وحدا بالإمام السجاد للقول:
- «ما من يوم أشدّ على الله ورسوله ـ صلى الله عليه وآله ـ من يوم أحد؛ إذ قُتل فيه عمه الحمزة بن عبد المطلب: أسد الله، وأسد رسوله.
وبعده يوم مؤتة، قُتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب ـ عليه السلام.
ولا يوم كيوم الحسين ـ عليه السلام ـ؛ ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل يزعمون أنّهم من هذه الأمة، كلّ يتقرّب إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ بدمه، وهو بالله يذكّرهم فلا يتعظون، حتى قتلوه بغياً وظلماً وعدواناً».
--------------------
يتبع ..
تعليق