إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(جريمةٌ زلزلت الارض والسماء)404

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى(جريمةٌ زلزلت الارض والسماء)404

    الجريمة العظيمة ..


    مقتل الرضيع





    لم تكن تلك الجريمة خافية على مُطلع، فهي لم تكن جريمة سرّية متكتّم عليها،

    بل هي جريمة معلنة، بسبق نية وإصرار، وتم تنفيذها بيد الإثم في وضح النهار، وأمام مرئى ومسمع من الحشود المتكاثرة.

    جريمة قتل الطفل الرضيع


    لم تكن كسائر الجرائم في التاريخ، بل اتخذت موقعيتها في عظيم المصاب وشديد الألم،

    وبالغ أهميتها وبشاعتها وعمقها من جهتين:

    الجهة الأولى: لما تمثله من مكانة في واقعة كربلاء بشكل عام، حيث كانت التعبير الأبلغ والأوضح لفساد القوم الذين تأمّروا على رقاب المسلمين، واغتصبوا مقام الخلافة الإلهية، ومن ثم انتهكوا حرمة الإمام الحسين (ع)

    بقتله وقتل أبنائه وأصحابه، وإن قتلهم الطفل الرضيع هو الإثبات الأقوى والحجة الأبلغ في حقانية ثورة الإمام الحسين (ع) على الظالمين.

    الجهة الثانية: أن جريمة الطفل الرضيع اكتملت فيها مشاهد المأساوية، وحرارة الألم، ولوعة المصاب، لما تمثله من انتهاك لروح بريئة لا يمكن أن يصل إليها الشك والتشكيك في عدم استحقاقها لما أصابها من نهاية قاتلة، وبصورة بشعة كالتي جرت على الرضيع في كربلاء.

    فقتل الطفل بتلك البشاعة بدل أن يكون عامل تفوّق للأعداء، صار عامل استحقاق لعنة دائمة للقاتلين، وبذلك فهو قد قلب الموازين التي قد يحرّفها المحرّفون، ليخدعوا أصحاب العقول البسيطة والنفوس المريضة، فلم يدع لهم مجالاً لذلك.. إلا من تمكّن الحرام من قلبه، واستحوذ الشيطان على عقله.
    حرارة المصاب


    *****************************************
    ******************

    ****************


    الله يا حــــــامي الشريعة . . . أتقر و هي كذا مـــروعة
    بك تستغيث و قلــــبها لك . . . عن جوًى يشكو صدوعه
    مات التصبر بانتظارك . . . أيهـــــــا المحي الشريعة
    كم ذا القــــــعود و دينكم . . . هدمـت قواعــــده الرفيعة
    تنعى الفروع أصوله . . . و أصـــــوله تنعى فروعه
    ماذا يهيجك إن صـــبرت . . . لوقعـــــــة الطف الفظيعة
    أتــــــــرى تجىء فجيعة . . . بأمــــض من تلك الفجيعة
    حيث الحسين على الثرى . . . خيل العدا طحنت ضلوعه


    قتلته آل أمية ظام إلى جنب الشريعة
    ورضيعه بدم الوريد مخضب فاطلب رضيعه
    يا غيره الله اهتفي بحمية الدين المنيعة
    ودعي جنود الله تملأ هذه الأرض الوسيعة



    نعود ونحنٌ مكللين بعظيم المصاب الجلل

    مدججين بمشاعر الالم والحُزن والاحتساب لله بعاشوراء الحسين وعزاءه الابدي


    لنكون مع الجريمة الاوضح والانتهاك السافر بقتل الطفل الرضيع ..


    لنستقبل ماتفيض به اقلامكم من مشاعر ولاء وحزن وأسى


    لتكونوا مع محوركم كما ولنا الامل بالتماس شفاعة الطفل الرضيع وابيه الامام الوجيه الحسين بن علي عليهما السلام










    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	1506833_1669569799996545_5561226237007916564_n.jpg 
مشاهدات:	5064 
الحجم:	40.5 كيلوبايت 
الهوية:	894430






    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	12118746_1700141413538176_5114787031219256709_n.jpg 
مشاهدات:	2373 
الحجم:	84.1 كيلوبايت 
الهوية:	894432

    الملفات المرفقة

  • #2
    عاقبة قاتله


    قال المنهال بن عمرو: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام [عند] منصرفي من مكة.
    فقال لي: يا منهال! ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي؟فقلت: تركته حيا بالكوفة.قال: فرفع يديه جميعاً، ثم قال عليه السلام: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ النار.قال المنهال: فقدمت الكوفة، وقد ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وكان صديقي، فكنت في منزلي أياما حتى انقطع الناس عني، وركبت إليه، فلقيته خارجا من داره، فقال: يا منهال، لم تأتنا في ولايتنا هذه، ولم تهنئنا بها، ولم تشركنا فيها؟ فأعلمته أني كنت بمكة، وأني قد جئتك الآن، وسايرته ونحن نتحدث حتى أتى الكناس، فوقف وقوفاً كأنه ينظر شيئاً، وقد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهل، فوجَّه في طلبه، فلم يلبث أن جاء قوم يركضون، وقوم يشتدون، حتى قالوا: أيها الأمير البشارة، قد أُخذ حرملة بن كاهل.
    فما لبثنا أن جيء به، فلما نظر إليه المختار، قال لحرملة: الحمد لله الذي مكّنني منك، ثم قال: الجزّار الجزّار. فأوتي بجزّار، فقال له: إقطع يديه. فقُطعتا، ثم قال له: إقطع رجليه. فقطعتا، ثم قال: النّار النّار. فأتي بنار وقصب، فألقي عليه فاشتعل فيه النار.
    فقلت: سبحان الله!فقال [المختار] لي: يا منهال إن التسبيح لحَسَن ففيمَ سبّحت؟فقلت: أيها الأمير، دخلت في سفرتي هذه [وعند] منصرفي من مكة على علي بن الحسين عليهما السلام، فقال لي: يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي، فقلت: تركته حياً بالكوفة، فرفع يديه جميعاً، فقال: اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ النار.فقال لي المختار: أسمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول هذا؟فقلت: والله لقد سمعته يقول هذا.قال: فنزل عن دابته، وصلّى ركعتين.









    تعليق


    • #3
      ومُنعطف أهــــوى لتقبيلِ طفلِهِ فقبّلَ منـــــــــه قبلَه السهمُ منحرا
      لقد وُلدا في ساعة هو والردى ومنْ قبلِهِ في نحرِه السهمُ كبّرا[15]
      ولــــــــــــــو تراهُ حـــــــــاملاً طفلَهُ رأيتَ بـــــــــدراً يـــحملُ الفرقدا
      مُخضَّباً مــــــن فيضِ أوداجِهِ ألبسَهُ سهمُ الـــــــــردى مجسدا
      تحسبُ أنَّ السهمَ في نحرِهِ طــــــوقٌ يُحلِّي جيدَه عسجدا
      ومـــــــــــــــــــــــذ رأته أمّه أنشأت تدعو بصوت يصدع الجلمدا
      تقـــول عبد الله مــــــــــــــــا ذنبه منفطماً آب بسهم الــــــــــــــــردى [16]
      • وأيضاً مما قيل فيه:

      لقد اعتدى بنو أمية على الطفل الرضيع فسقطوا في فخ عدم القدرة على تبرير حربهم الظالمة على آل البيت عليهم السلام

      تعليق


      • #4
        جريمة القتل


        عاد الإمام الحسين(عليه السلام) إلى المخيم ليودّع عياله، وإذا بعقيلة الهاشميين زينب الكبرى(عليها السلام) استقبلته بعبد الله الرضيع قائلةً: أخي، يا أبا عبد الله، هذا الطفل قد جفّ حليب أُمّه، فاذهب به إلى القوم، علّهم يسقوه قليلاً من الماء، فأخذه منها وجعل يقبّله وهو يقول: ويل لهؤلاء القوم إذا كان جدُّك محمّد المصطفى خصمهم.

        ثمّ خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع، وكان يظلّله من حرارة الشمس، فقال(عليه السلام): أيّها الناس، إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار؟

        اختلف القوم فيما بينهم، فمنهم مَن قال: لا تسقوه، ومنهم مَن قال: أُسقوه، ومنهم مَن قال: لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية، عندها التفت عمر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي(لعنهما الله) وقال له: يا حرملة، اقطع نزاع القوم.

        يقول حرملة: فهمت كلام الأمير، فسدّدت السهم في كبد القوس، وصرت انتظر أين أرميه، فبينما أنا كذلك إذ لاحت منّي التفاتة إلى رقبة الطفل، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين(عليه السلام) كأنّها إبريق فضّة، عندها رميته بالسهم، فلمّا وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدّة الظمأ، فلمّا أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قماطه واعتنق أباه الحسين(عليه السلام)، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح.

        عندئذٍ وضع الحسين(عليه السلام) يده تحت نحر الرضيع حتّى امتلأت دماً، ورمى بها نحو السماء قائلاً: اللّهم لا يكن عليك أَهون من فصيلِ ناقة صالح. ثمّ قال: هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين الله.

        قال الإمام الباقر(عليه السلام): فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض. وسمع(عليه السلام) قائلاً يقول: دعه يا حسين فإن له مُرضِعاً في الجنّة.

        ثمّ عاد به الحسين(عليه السلام) إلى المخيم، فاستقبلته سكينة وقالت: أبة يا حسين، لعلّك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية؟ أجابها(عليه السلام): بني سكينة، هذا أخوك مذبوح من الوريد إلى الوريد

        تعليق


        • #5
          ذلك المنظر الأليم الذي ينفطر له القلب!

          وبمقتضى البعد البشريّ فإنّ محبّة الأولاد كانت تأخذ طريقها إلى قلب الإمام عليه السلام المبارك ولذا جاءه النداء فوراً: يا حبيبي لا تسمح لمحبّة الأولاد عن طريق إصابتهم بالسهام أن تأخذ طريقها إلى قلبك المملوء بمحبة الله تعالى أبداً, بل اتركها وأخرجها من قلبك، لأنّ له مرضعاً في الجنّة وما عليك إلّا أن تشتغل بمحبّتي لتنصرف عن كلّ شيء حتّى عن الأولاد في سبيل ديني. لذلك خاطب الإمام عليه السلام أخته فوراً: "خذي الطفل", ودفعه إليها.



          يقول الخوارزميّ أ في كتاب مقتل الحسين عليه السلام :
          فتقدّم إلى باب الخيمة وقال: "ناولوني عليّاً الطفل حتّى أودّعه", فناولوه الصبيّ فجعل يقبّله ويقول: "ويل لهؤلاء القوم إذا كان خصمهم جدّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم" فبينما الصبيّ في حجره إذ رماه حرملة بن كاهل الأسديّ، لعنه الله، بسهم فذبحه في حجره،





          تعليق


          • #6
            حرارة الإصابة
            لم يمت عبد الله الرضيع (ع) موتاً عادياً، بل كانت طريقة قتله بشعة بكل المقاييس، فلا يمكن لنفس بشرية أن تُقدِم على ما أقدم عليه هؤلاء القوم من التمادي في الغي والعدوان.
            فقد تمّ قتله بسهم يودي بحياة الكبار، فضلاً عن الصغار، وكان موضع السّهم في رقبته الحساسة الغضة الطرية، حيث اخترق السّهم رقبته من الوريد إلى الوريد، وقد استشعر الرضيع ألم السّهم، وبرغم أنه كان أقرب إلى الإغماء، إلا أن حرارة السّهم، أطلقت يده الناعمة لتشقّ القماط ليحضن أباه، وقيل أن السّهم كان مسموماً، وهذا ما يضاعف الألم أكثر وأكثر، فلعنة الله عليهم أجمعين، على الآمر المتسبّب، وعلى القاتل المنفّذ، وعلى الراضي بفعلهم، فقد انسلخوا من حسّ الإنسانية، وتفوقوا على البهائم والسباع، فهم أضل سبيلاً.
            4/ مأساوية الحال
            لقد أمعن القوم في زيادة مصيبة الرضيع (ع)، بأن قتلوه وضرّجوه بدمائه بين يدي والده الذي أراد أن يودّعه، وداع عالم بأنه مقتول بين يدي وحوش الأنس، وإذا به يصاب في ولده الرضيع ويراه مذبوحاً بين يديه وعلى صدره الطاهر، قبل أن يرحل عنه، فسبق الرضيع والده إلى المنية.
            ومازاد على المأساة مأساة هو قتله بمرأى من أمه وعمته وأخواته، أو برؤيتهم له بُعَيد القتل بلحظات وهو ينزف دماً عبيطاً، فتحوّلت حالة انتظارهم سقي ذلك الطفل وارتوائه من الماء لتعود له الحياة وتدبّ في أحشائه العافية، إلى حالة الثكل والفقد الأليم بمشهد دموي يعلق في القلب ولا تنمحي آثاره بكرور الليالي والأيام، ما يدلّ على أن أولئك القوم وأسيادهم لم تبق في قلوبهم أي ذرة من رحمة، ولا صبابة من شفقة، ولا حس إنساني، تحوّلوا إلى شياطين في صورة أنس، ألا لعنة الله عليهم أجمعين.
            مأساة تستدرّ دموع المسيحي
            يقول احد المراجع روى لي أحد الخطباء قصة... يقول فيها:



            كنّا نقيم مجالس العزاء على الحسين (عليه السلام) في بلد أجنبي في صالة نستأجرها كلّ عام، فسألني أحد الأشخاص المسيحيين قائلاً: إنكم تأتون إلى هذه الصالة، وتستأجرونها سنوياً لتبكوا، في حين أن الآخرين يستأجرونها لإقامة مجالس الأعراس والأفراح، فلماذا تفعلون ذلك؟. فقلت له: لأننا في عزاء، فقال: عزاء من؟ فقلت: عزاء سيّدنا وإمامنا وقائدنا. فقال لي: متى أصيب وكيف؟

            فقلت: قبل ألف وأربعمائة عام. فتعجّب من ذلك، وأصابته الدهشة لأننا مازلنا نبكي على رجل مات قبل مئات السنين.
            فقلت له: إنّ مقتله لم يكن عادياً، فلقد قتل مظلوماً وبشكل مأساوي بعد أن دعاه الناس، ووعدوه بالنصرة، فإذا بهم يخذلونه، ويسلمونه للأعداء، ويحيطون به في صحراء قاحلة حيث لا ماء ولا طعام، وحتى طفله الرضيع لم يسقوه شربة من الماء بل رموه بدلاً من ذلك بسهم قاتل!
            يقول الخطيب: وبعد أن شرحت للرجل المسيحي سبب بكائنا على الإمام الحسين (عليه السلام) إذا به يجهش بالبكاء، وتتقاطر دموعه، ويظهر تعاطفه معنا، ثم طلب منا أن نسمح له بأن يشاركنا في العزاء على أبي عبد الله (عليه السلام)"[29].








            تعليق


            • #7
              عمق الجريمة وثقافة الإجرام
              جريمة قتل الطفل الرضيع (ع) على أرض كربلاء لها أبعاد فكرية وثقافية عامة، تجعلها من حيث النوع جريمة عميقة، فإن المداليل الثقافية مهمة في معرفة نوع الجريمة، وفي الجريمة التي نحن بصدد الحديث عنها، تحمل بين طياتها إضافة إلى ألأبعاد الأخلاقية التي ذكرناها، بعدين آخرين، أكثر أهمية مما ذكر، وهما بعد انتهاك حقوق الطفولة، وبعد التعدّي على ذرية رسول الله (ص)، وفي هذا القسم نسلط الضوء على هذين البعدين:
              1/ انتهاك الطفولة
              من أوضح الانتهاكات التي لا يمكن أن تبرّر بأي حال من الأحوال، هي انتهاك حقوق الأطفال، لأنهم النفوس البريئة التي لم تع ما يجري حولها من الأحداث، وليست قادرة على اختيار مواقف لها، فهي في طور النمو، فلم يجب عليها تكليف، ولا تُعزى إليها مهام، فهي أحوج ما تحتاج إليه الرعاية من قبل المحيطين بها كالوالدين، بل وسائر أطراف المجتمع هم مسئولون عن سلامة ورعاية الطفولة، لكي تأخذ حقها في النمو وسط مجتمع صالح.
              وقد جاءت الرسالة الإسلامية لتشرّع لهذا المسار وتدعم حق الطفولة في الرعاية والعيش بسلام، فعن النبي (ص): "الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين.."[30].
              وجاء عن أبي عبد الله (ع): "دع ابنك يلعب سبع سنين، ,ألزمه نفسك سبع سنين.."[31]. ودعه هنا أي لا تلزمه بعمل يؤثر على حقوقه الطبيعية في النمو، ولا تعكر صفو براءة الطفولة بالقسر والإلزام بما يشق عليه.
              وقد ورد من أخلاق النبي (ص) أنه يراعي لأولاد الآخرين حتى في الصلاة، فعن أبي عبد الله (ع) قال: "صلّى رسول الله (ص) بالناس الظهر فخفّف في الركعتين الأخيرتين فلما انصرف قال الناس: هل حدث في الصلاة شيء؟
              قال: وما ذاك؟
              قالوا: خفف الركعتين الأخيرتين، فقال لهم: أو ما سمعتم صراخ الصبي"[32].
              فالنبي (ص) يستشعر بكاء الصبي الذي يحتاج إلى صدر أبيه وحنانه، فيقوم بتخفيف الصلاة التي هي عمود الدين، لكي يعلّم الناس أهمية أن يحصل الطفل على حقوقه كاملة دون أن ينقصها شيء.
              وجاء القرآن الكريم مشرّعاً ومؤكداً على حقوق الطفل في آياته الشريفة، كما في قول الله عزّ وجل: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[33].
              وقد جعل الإسلام الكثير من حقوق الطفل ليرعاها الوالدان، ومنها تغذيته، وتعليمه ما ينفعه في الدنيا والآخرة، وتدريبه على المهارات الحياتية، ودعاه إلى ما يوجب حمايته غيبياً كأن يعقّ عنه بذبيحة عند ولادته، لمزيد من الحماية الغيبية، وغيرها الكثير.
              وفي الجانب القانوني العام استشعرت الدول بأهمية أن تعمل على كفالة حقوق الطفل ورعايته، "وعقد أول مؤتمر للعناية بالأطفال في الولايات المتحدة عام 1909م"[34]، وكذلك إعلان جنيف لحقوق الطفل عام 1934م، والمعترف به في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقد صدرت اتفاقية حقوق الطفل عام 1989م، "وقد احتوت الاتفاقية على 54 مادة، شملت جميع حقوق الإنسان من مدنية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، إذ تقر الاتفاقية بعدم إمكان فصل التمتع بحق من الحقوق دون غيره، وتؤكد أن ما يحتاجه الطفل من حرية لتنمية قدراته العقلية والأخلاقية والروحية يتطلب أموراً، من بينها العيش في بيئة سليمة وآمنة، مع توفير للرعاية الطبية ومعايير دنيا للغذاء والكساء والمأوى.."[35].
              النقاط البارزة في اتفاقية حقوق الطفل
              لكل طفل حق أصيل في الحياة وتكفل الدول الأطراف إلى أقصى حد ممكن بقاء الطفل ونموه.
              تكفل الدول أن يتمتع كل طفل بكامل حقوقه دون التعرّض لتمييز أو التفرقة أيا كان نوعها.
              تكفل الدول جمع شمل الأسر بتيسيرها لأفراد هذه الأسر السفر داخل حدودها أو خارجها.
              تقع على عاتق الوالدين المسؤولية الأولى في تربية الطفل وتقدم الدول لهما المساعدة اللازمة وتكفل تطوير مؤسسات رعاية الطفل.
              تكفل الدول حماية الطفل من الضرر والإهمال البدني أو العقلي بما في ذلك الإساءة الجنسية أو الاستغلال الجنسي.
              للطفل الحق في أعلى مستوى ممكن بلوغه من الصحة.
              تبذل الدول قصارى جهدها للقضاء على عمليات اختطاف الأطفال والاتجار بهم.
              لا ينبغي إشراك أي طفل دون الخامسة عشر في أعمال حربية، وتوفر للأطفال الذين هم عرضة لنزاع مسلّح حماية خاصة[36].
              فمن ذلك الوعي الحقوقي للطفل الذي أولاه الإسلام أهمية في تشريعاته وتوجيهاته، ومن الشعور الفطري والإنساني الذي دعاهم لكتابة اتفاقيات حقوقية تخصّ الطفل، ذلك الوعي يبيّن لنا مدى عمق الجريمة التي ارتكبها بنو أمية متمثلة في جيش يزيد بقيادة عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد، ومشاركة العديد من القتلة وأصحاب النفوس المريضة، كحرملة بن كاهل الذي قام بتسديد سهمه عامداً نوح عنق الطفل عبد الله الرضيع ابن الإمام الحسين (ع)، بل لم يكن الرضيع هو الطفل الوحيد الذي قتل في كربلاء، فقد قتل ابن العشر سنين والأقل منه والأكثر.
              إن تسالم البشرية من خلال الاستجابة إلى فطرتها في شأن براءة الطفولة وعدم استحقاقها لأي شكل من أشكال الاعتداء، تبين لنا عمق جريمة قتل الرضيع، ومن جانب آخر تثبت لنا مدى وحشية مرتكبي الجريمة، وتعرّفنا بنوع ثقافتهم الدموية، التي لا تعرف أي معنى لقيمة دينية أو إنسانية.






              تعليق


              • #8
                / التعدّي على ذرية النبي (ص)
                وما يضيف إلى جريمة قتل الرضيع معنى أعمق، هو انتساب الرضيع إلى النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، فهو من أشرف سلالة على وجه الأرض، حيث فضلهم الله تعالى على العالمين، وطهرهم تطهيراً، وإن قتل الرضيع من سلالتهم الطاهرة، لهو تعد على أصل المنبت، وإساءة إلى النبي وأهل بيته.
                وإن هذا الجانب لا يقلل من انتهاك حقوق الأطفال الآخرين، وإنما يضيف مداليل أخرى لهذه المصيبة، وهي حالة الكراهية والانتقام من الرسول (ص) في أهل بيته الطاهرين، وهذه الجنبة تعطي هذه المصيبة ما لن تجدها في غيرها من المصائب أبداً، باعتبار أن نبي الإسلام محمد بن عبد الله (ص) هو الذي جاءهم بالرسالة التي انتشلتهم من وحل الجاهلية إلى عز الإسلام، وأن رسول الله (ص) هو أعظم رجل في التاريخ، وكل المسلمين يعتقدون أنه الأعظم في المخلوقات على الإطلاق، فكان من الواجب حفظه في أهل بيته وفي ولده، لأن المرء يكرم في ولده.
                وقد أوصى النبي (ص) المسلمين أن يحفظوه في ولده، أن يحترموا ذريته التي عرفها كل المسلمين بأنها منحصرة في ذرية الإمام علي (ع) وفاطمة (ع) بنت رسول الله (ص)، وأن الطفل الرضيع (ع) هو ابن سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله، وهو من أجلى المصاديق وأوضحها في وصايا النبي (ص)، ولا يمكن لأي معاند أن يدّعي خلاف ذلك، فهو لم يكن كبيراً حتى يمكن أن يلفّق له تهماً أو يؤخذ بجريمة مدّعاة، فطفولته وسلالته تشهدان له، وتزكيانه.
                ومما قال رسول الله (ص): "من صنع إلى أحد من أهل بيتي يداً كافيته به يوم القيامة"[37].
                وقال رسول الله (ص): أنا شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاءوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند الضيق، ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شرّدوا"[38].
                وجاء في كتاب صحيح البخاري، عن النبي (ص): "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم"










                تعليق


                • #9



                  اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم ....

                  اللهُمَّ الْعَنْ أوّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَآخِرَ تَابِع لَهُ عَلَى ذلِكَ ، اللهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلام وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ. اللهُمَّ الْعَنْهم جَميعاً

                  اللهمَّ خُصَّ أنْتَ أوّلَ ظالم بِاللّعْنِ مِنِّي ، وَابْدَأْ بِهِ أوّلاً ، ثُمَّ الثَّانِي ، وَالثَّالِثَ وَالرَّابِع ، اللهُمَّ الْعَنْ يزِيَدَ خامِساً



                  عبد الله الرضيع إبن الإمام الحسين

                  إسمه ونسبه :
                  عبد الله بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب .

                  أمّه الرباب بنت القيس الكلبية .

                  قصة شهادته :
                  عاد الإمام الحسين إلى المخيم يوم عاشوراء وهو منحني الظهر ، وإذا بعقيلة بني هاشم زينب الكبرى إستقبلَتهُ بِعبدِ الله الرضيع قائلةً : أخي ، يا أبا عبد الله ، هذا الطفل قد جفَّ حليب أُمِّه ، فاذهب به إلى القوم ، عَلَّهُم يسقوه قليلاً من الماء .

                  فخرج الإمام الحسين إليهم ، وكان من عادته إذا خرج إلى الحرب ركب ذا الجناح ، وإذا توجه إلى الخطاب كان يركب الناقة .

                  ولكن في هذه المَرَّة خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع ، وكان يظلله من حرارة الشمس .

                  فصاح : أيها الناس ، فَاشْرَأَبَّتْ الأعناق نحوه ، فقال :
                  أيُّها الناس ، إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار .

                  فاختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم من قال : لا تسقوه ، ومنهم من قال : أُسقوه ، ومنهم من قال : لا تُبقُوا لأهل هذا البيت باقية .

                  عندها إلتفت عُمَر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي لعنهما الله وقال له : يا حرملة ، إقطع نزاع القوم .

                  يقول حرملة الملعون : فهمت كلام الأمير ، فَسَدَّدتُ السهم في كبد القوس ، وصرت أنتظر أين أرميه .

                  فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل ، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين كأنها إبريق فِضَّة .

                  فعندها رميتُهُ بالسهم ، فلما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدة الظمأ ، فلما أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قِماطِهِ واعتنق أباه الحسين ، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح ، فَيَالَهَا من مصيبة عظيمة .

                  وعندئذٍ وضع الحسين يده تحت نَحرِ الرضيع حتى امتلأت دماً ، ورمى بها نحو السماء قائلا :

                  اللَّهم لا يَكُن عليك أَهْوَنُ مِن فَصِيلِ نَاقةِ صَالح ، فعندها لم تقع قطرة واحدة من تلك الدماء المباركة إلى الأرض ، ثم عاد به الحسين إلى المخيم .

                  فاستقبلَتهُ سُكينة وقالت : أَبَة يا حسين ، لعلَّك سقيتَ عبدَ الله ماءً وأتيتنا بالبقية ؟

                  قال : بُنَي سكينة ، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريد إلى الوريد .
                  السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى أبي الفضل العباس أخو الحسين وعلى الحوراء زينب أخت الحسين

                  السلام على الطفل الشهيد عبدالله الرضيع


                  🌐🌐🌐🌐🌐🌐🌐🌐
                  🌐🌐🌐🌐🌐



                  تعليق


                  • #10
                    على مثل الحسين





                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X