بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
كما أن للطبيعة فصلٌ تحيا الأرض بنبت بنبطٍ طيب وتزهو بألوان الورود للنفوس فصل تحيا فيه وتتطيب بنسائم الأعمال والطاعات والمستحبات المقربة لخالق السموات والأرضين ..
نعهم لقد أقبل فصل ربيع النفوس بوابل الخير النازل بأمر الملك العزيز الغفور الودود واهب العطايا الرءوف الرحيم ..
بعد غفلة دامت شهوراً كادت فيها كثير من النفوس أن تنسى المنعم عليها بالوجود بانشغالها في ماديات الحياة ها هي ذي شهور الخير الثلاثة قد أقبلت حاملة معها البشرى للنفوس العاملة فيها بإخلاص بالتعويض عما فاتها لا بالمثل بل بمضاعفة الأجر والثواب ..
يبدأ فصل الأعمال الطيبة بشهر رجب الأصب والذي دعانا الله فيه للتخلي عما يشوب نفوسنا من أردان المعاصي لتكون نقية صافية متهيئة للنهل من مائدة الله العظمى ،
بعد تلك الدعوة الطيبة يمد الله في شهرشعبان مائدة ملآى بمقبلات الأعمال الصالحة والمسماة بالتحلية لتستعين بها النفوس على الإقبال وبشراهة على الأكل من مائدة الله الكبرى والتي ستُفرش في شهر رمضان بألوان الزاد وأطيبه المقوية للعقول والقلوب لتقبل بها النفوس مسرعة إلى ما فيه تقوى الله الموصل لمرضاته ، لتتوج في نهاية الفصل بالفرح والسرور على منِّ الله وكرمه اللا محدود ..
نعم: نهنئ النفوس في نهاية فصل الخير بعضها بعضاً بعيدٍ سعيد بما جنت من ثمار طيبة وبما ابتاعت على رب كريم يضاعف الأجر ويعطي بالقليل الكثير ..
تعليق