رداً على مقولة الوهابيَّين عبد الله النفيسي وعثمان الخميس : نحن الأمَّة وأنتم الطائفة!!
ظهر لنا في هذه الأيام اثنان من مشايخ الفتنة من الوهابية وهما : عبد الله النفيسي وعثمان الخميس، وطَعَنا في الشيعة بأنهم طائفة أو فرقة قليلة لا تمثل سوى نسبة قليلة من مجموع المسلمين، فقال عبد الله النفيسي أنَّ الشيعة طائفة لا تشكل أكثر من 12 أو 14 % من مجموع المسلمين، وأنَّ أهل السنة يشكلون على الأقل نسبة 86 %، وقال عثمان الخميس أنَّ الشيعة فرقة منحرفة شاذة لا تمثل 5 % من مجموع المسلمين، وأنَّ أهل السنة يمثلون نسبة 95 %، فتوصَّل من خلال ذلك إلى أنه لا يجوز مقارنة الشيعة بأهل السنة!!!
لذلك سنبين جهلهما في هذا الموضوع من خلال ما قاله أحد كبار علماء السلفية، وهو ابن قيم الجوزية المتوفى سنة 751هـ.
قال ابن قيم الجوزية في (إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ج1 ص116 ط. دار عالم الفوائد) : "وكان محمد بن أسلم الطُّوسي - الإمام المتفق على إمامته مع رتبته _ أتبع الناس للسنة في زمانه، حتى قال: "ما بلغني سنةٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عملت بها، ولقد حرصت على أن أطوف بالبيت راكباً، فما مُكّنت من ذلك".
فسُئل بعض أهل العلم في زمانه عن السّواد الأعظم الذين جاء فيهم الحديث: "إذا أختلف الناس فعليكم بالسواد الأعظم": مَنِ السواد الأعظم؟ فقال: "محمد بن أسلم الطُّوسي هو السواد الأعظم".
وصدق والله؛ فإن العصر إذا كان فيه إمامٌ عارف بالسنة داعٍ إليها، فهو الحجة، وهو الإجماع، وهو السوادُ الأعظم، وهو سبيل المؤمنين التي من فارقها واتبع سواها ولَّاه الله ما تولى، وأصلاه جهنّم، وساءت مصيراً".
وقال في (إعلام الموقعين ج5 ص388-389 ط. دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى، 1423هـ) : "واعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق، وإن كان وحده، وإن خالفه أهل الأرض، قال عمرو بن ميمون الأوْدِيُّ: صحبت معاذاً باليمن، فما فارقتُه حتى واريتُه التُّراب بالشَّام، ثم صحبتُ [من] بعده أفقه الناس عبد الله بن مسعود فسمعته يقول: عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ثم سمعته يوماً من الأيام وهو يقول: سيولى عليكم ولاة يؤخِّرون الصلاة عن مواقيتها، فصلوا الصلاة لميقاتها؛ فهي الفريضة، وصلُّوا معهم فإنها لكم نافلة، قال: قلت: يا أصحاب محمد! ما أدري ما تحدّثون، قال: وما ذاك؟ قلت: تأمرني بالجماعة وتحضني عليها ثم تقول لي: صلِّ الصلاة وحدك وهي الفريضة، وصلِّ الجماعة وهي نافلة، قال: يا عمرو بنَ ميمون: قد كنتُ أظنُّكَ من أفقه أهل هذه القرية، أتدري ما الجماعة؟ قلت: لا، قال: إن جمهور الجماعة هم الذين فارقوا الجماعة، الجماعة ما وافق الحقَّ وإنْ كنتَ وحدَك، وفي لفظ آخر: فضربَ على فخذي وقال: ويحك! إنَّ جمهورَ الناس فارقوا الجماعة، وإن الجماعة ما وافق طاعة الله تعالى.
وقال نُعيم بن حمَّاد: إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد، وإن كنت وحدك، فإنك أنت الجماعة حينئذ، ذكرهما البيهقي وغيره.
وقال بعض أئمة الحديث وقد ذكر له السواد الأعظم، فقال: أتدري ما السواد الأعظم؟ هو محمد بن أسلم الطوسي وأصحابه. فمسخ المختلفون الذين جعلوا السواد الأعظم والحجة والجماعة هو الجمهور، وجعلوهم عياراً على السنة، وجعلوا السنة بدعة، والمعروف منكراً لقلة أهله وتفردهم في الأعصار والأمصار، وقالوا: مَنْ شَذَّ شَذَّ الله به في النار، وما عرف المختلفون أنَّ الشَّاذَّ ما خالف الحق وإن كان الناس كلهم عليه إلا واحداً منهم فهم الشاذون، وقد شَذَّ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفراً يسيراً؛ فكانوا هم الجماعة، وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه [كلهم] هم الشاذون، وكان الإمام أحمد وحده هو الجماعة...".
الوثائق
إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ج1 ص116
إعلام الموقعين عن رب العالمين ج5 ص388-389
أقول : إذاً فالسواد الأعظم والإجماع والحجة هو صاحب الحق وإن كان وحده، وإن خالفه أهل الأرض، ومن يعيب على الشيعة بأنهم ليسوا سوى قِلَّة أو فرقة أو طائفة في مقابل أمة، فإنما يعيب عليهم بجهله، فالشيعة لا تعيبهم قِلَّتُهم، فإن كانوا أصحاب الحق فهم السواد الأعظم وهم الإجماع والحجة.
وما يعتقده ابن قيم الجوزية وغيره من المخالفين في محمد بن أسلم الطوسي - المتوفى سنة 242هـ - وأصحابه، هو ما نعتقده في أئمة أهل البيت عليهم السلام وأصحابهم المخلصين رضوان الله عليهم.
فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأصحابه المخلصون كسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود هم السواد الأعظم والحجة والإجماع وإن كانوا قلة، والحسين عليه السلام وأصحابه في كربلاء كانوا هم السواد الأعظم والحجة والإجماع وإن كانوا قلة، وهكذا بقية الأئمة عليهم السلام.
ملاحظة : لم نتعرَّض لمناقشة النسبة المئوية التي ادَّعاها عبد الله النفيسي وعثمان الخميس مع اعتقادنا بأنها نسبة كاذبة لا دليل لهم عليها سوى مجرد الادعاء، ولم نرَ أهمية لمناقشة هذه الدعوى لوضوح كذبها، ويكفينا أنَّ كلاً منهما كذَّب الآخر في نسبته.
ظهر لنا في هذه الأيام اثنان من مشايخ الفتنة من الوهابية وهما : عبد الله النفيسي وعثمان الخميس، وطَعَنا في الشيعة بأنهم طائفة أو فرقة قليلة لا تمثل سوى نسبة قليلة من مجموع المسلمين، فقال عبد الله النفيسي أنَّ الشيعة طائفة لا تشكل أكثر من 12 أو 14 % من مجموع المسلمين، وأنَّ أهل السنة يشكلون على الأقل نسبة 86 %، وقال عثمان الخميس أنَّ الشيعة فرقة منحرفة شاذة لا تمثل 5 % من مجموع المسلمين، وأنَّ أهل السنة يمثلون نسبة 95 %، فتوصَّل من خلال ذلك إلى أنه لا يجوز مقارنة الشيعة بأهل السنة!!!
لذلك سنبين جهلهما في هذا الموضوع من خلال ما قاله أحد كبار علماء السلفية، وهو ابن قيم الجوزية المتوفى سنة 751هـ.
قال ابن قيم الجوزية في (إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ج1 ص116 ط. دار عالم الفوائد) : "وكان محمد بن أسلم الطُّوسي - الإمام المتفق على إمامته مع رتبته _ أتبع الناس للسنة في زمانه، حتى قال: "ما بلغني سنةٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عملت بها، ولقد حرصت على أن أطوف بالبيت راكباً، فما مُكّنت من ذلك".
فسُئل بعض أهل العلم في زمانه عن السّواد الأعظم الذين جاء فيهم الحديث: "إذا أختلف الناس فعليكم بالسواد الأعظم": مَنِ السواد الأعظم؟ فقال: "محمد بن أسلم الطُّوسي هو السواد الأعظم".
وصدق والله؛ فإن العصر إذا كان فيه إمامٌ عارف بالسنة داعٍ إليها، فهو الحجة، وهو الإجماع، وهو السوادُ الأعظم، وهو سبيل المؤمنين التي من فارقها واتبع سواها ولَّاه الله ما تولى، وأصلاه جهنّم، وساءت مصيراً".
وقال في (إعلام الموقعين ج5 ص388-389 ط. دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى، 1423هـ) : "واعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق، وإن كان وحده، وإن خالفه أهل الأرض، قال عمرو بن ميمون الأوْدِيُّ: صحبت معاذاً باليمن، فما فارقتُه حتى واريتُه التُّراب بالشَّام، ثم صحبتُ [من] بعده أفقه الناس عبد الله بن مسعود فسمعته يقول: عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ثم سمعته يوماً من الأيام وهو يقول: سيولى عليكم ولاة يؤخِّرون الصلاة عن مواقيتها، فصلوا الصلاة لميقاتها؛ فهي الفريضة، وصلُّوا معهم فإنها لكم نافلة، قال: قلت: يا أصحاب محمد! ما أدري ما تحدّثون، قال: وما ذاك؟ قلت: تأمرني بالجماعة وتحضني عليها ثم تقول لي: صلِّ الصلاة وحدك وهي الفريضة، وصلِّ الجماعة وهي نافلة، قال: يا عمرو بنَ ميمون: قد كنتُ أظنُّكَ من أفقه أهل هذه القرية، أتدري ما الجماعة؟ قلت: لا، قال: إن جمهور الجماعة هم الذين فارقوا الجماعة، الجماعة ما وافق الحقَّ وإنْ كنتَ وحدَك، وفي لفظ آخر: فضربَ على فخذي وقال: ويحك! إنَّ جمهورَ الناس فارقوا الجماعة، وإن الجماعة ما وافق طاعة الله تعالى.
وقال نُعيم بن حمَّاد: إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد، وإن كنت وحدك، فإنك أنت الجماعة حينئذ، ذكرهما البيهقي وغيره.
وقال بعض أئمة الحديث وقد ذكر له السواد الأعظم، فقال: أتدري ما السواد الأعظم؟ هو محمد بن أسلم الطوسي وأصحابه. فمسخ المختلفون الذين جعلوا السواد الأعظم والحجة والجماعة هو الجمهور، وجعلوهم عياراً على السنة، وجعلوا السنة بدعة، والمعروف منكراً لقلة أهله وتفردهم في الأعصار والأمصار، وقالوا: مَنْ شَذَّ شَذَّ الله به في النار، وما عرف المختلفون أنَّ الشَّاذَّ ما خالف الحق وإن كان الناس كلهم عليه إلا واحداً منهم فهم الشاذون، وقد شَذَّ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفراً يسيراً؛ فكانوا هم الجماعة، وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه [كلهم] هم الشاذون، وكان الإمام أحمد وحده هو الجماعة...".
الوثائق
إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ج1 ص116
إعلام الموقعين عن رب العالمين ج5 ص388-389
أقول : إذاً فالسواد الأعظم والإجماع والحجة هو صاحب الحق وإن كان وحده، وإن خالفه أهل الأرض، ومن يعيب على الشيعة بأنهم ليسوا سوى قِلَّة أو فرقة أو طائفة في مقابل أمة، فإنما يعيب عليهم بجهله، فالشيعة لا تعيبهم قِلَّتُهم، فإن كانوا أصحاب الحق فهم السواد الأعظم وهم الإجماع والحجة.
وما يعتقده ابن قيم الجوزية وغيره من المخالفين في محمد بن أسلم الطوسي - المتوفى سنة 242هـ - وأصحابه، هو ما نعتقده في أئمة أهل البيت عليهم السلام وأصحابهم المخلصين رضوان الله عليهم.
فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأصحابه المخلصون كسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود هم السواد الأعظم والحجة والإجماع وإن كانوا قلة، والحسين عليه السلام وأصحابه في كربلاء كانوا هم السواد الأعظم والحجة والإجماع وإن كانوا قلة، وهكذا بقية الأئمة عليهم السلام.
ملاحظة : لم نتعرَّض لمناقشة النسبة المئوية التي ادَّعاها عبد الله النفيسي وعثمان الخميس مع اعتقادنا بأنها نسبة كاذبة لا دليل لهم عليها سوى مجرد الادعاء، ولم نرَ أهمية لمناقشة هذه الدعوى لوضوح كذبها، ويكفينا أنَّ كلاً منهما كذَّب الآخر في نسبته.
تعليق