**أترى تجيئ فجيعة بأمض من تلك الفجيعة
فضيلة المحروس
= لا يمكن لعاقلٍ أن يتصور ان اصطحاب الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه نسوته وأطفاله معه إلى كربلاء هو لإلقاء الضرر والتهلكة بهم كما زعمه بعض من المغرضين، ..خاصة وهو الإمام والمعصوم والحجة، الذي لم يسبقه سابق في موضوع الغيرة والشرف والحميّة على أهله أو على سائر العباد ، ..وما فعله سيد الشهداء كان امتثالًا لأمر الهي عظيم لابد منه كما جاء في قوله الشريف .. "شاء الله أن يراني قتيلًا .. وشاء الله أن يراهن سبايا"..
= طفلٌ رضيعٌ طوق بسهم الردى على صدر أبيه الحسين صلوات الله وسلامه عليه ظهيرة عاشوراء ،ونُحِر من الوريد إلى الوريد ، ومات عطشانًا متشحطًا بدمه محتسبًا شهيدًا ، بعد ما فقد أبيه الناصر والمساند والمعين ..أترى تجيئ فجيعة بأمض من تلك الفجيعة لولا انها كانت بعين الله تعالى.
=نبلةُ حرملة بن كاهل الرّجس تهافتت تشق الهواء نحو جِيد طفلٍ صغير مِثل البدر ما بين السحاب ،لم يبلُغ من العُمر الستة أشهر ، بلا ذنبٍ سدى سوى انه طفل أبيه الحسين صلوات الله وسلامه عليهما.. فلا عجب مَن لا دين ولا إيمان له أن يفعل ما يشاء.. "اذا لم تستحِ فاصنع ما شئت."
= كادت الأرض ظهيرة عاشوراء، أن تسيخ بأهلها عدة مرات، غضبًا على هول ما ارتكبته هذه العصابة الأموية الملعونة، بحق عترة رسول الله صلى الله عليه وآله ، لولا دماء الحسين ودماء رضيعه و الدماء الزاكية الطاهرة التي سكنت الخلد، وأبت أن لا تتهاوى على الأرض في ذلك اليوم ، رحمة ورأفة بتلك الأمة المتعوسة التي لا تستحق مثل هذا العطاء العظيم.. " السلام على المُتَشحّطِ دمًا، والمُصْعَدِ بدمهِ إلى السماء،.."
=قتل عبدالله الرضيع صلوات الله وسلامه عليه جريمة كبرى ، لا يمكن ان تُغتفر في رجعة موعودة عند إمام زماننا المنتظر المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، .. الذي سوف يظهر عند ضريح جده الحسين صلوات الله وسلامه عليهما مناديًا ما ذنب هذا الطفل الرضيع المذبوحِ بالنبل في حِجْرِ أبيه وسيثأر له من قاتله.. فيا ترى ماذا سَيجيبه في ذلك اليوم العصيب ذاك الخَلقُ الخؤونُ؟.
= واقعة كربلاء حوت من الروايات والمآسي الأليمة لأطفال الحسين صلوات الله وسلامه عليهم؛ كالطفل الرضيع عبدالله والسيدة رقية والسيدة فاطمة العليلة والسيدة سكينة وكثير مَن شهد من الأطفال في هذه الواقعة ،..هذا فضلًا عن قصة سقوط المُحسن ابن أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليهم من قبل، في مأساة الهجوم الموجع على دارهما دار النبوة والرسالة ،
.. لو استجمع هذا في عملٍ درامي فضائي واسع أو عبر منشورٍ قصصي ملفت جذاب، .. لا شك انه عمل يدخل السرور والرضا على قلب صاحب العصر والزمان المُتفجع ..
" نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم طلب ثأره، مع إمام منصور من آلِ محمدٍ صلى الله عليه وآله..".
تعليق