حدثٌ مَهِيب يَفزِع كل فطِين
إشارات هامة مستوحاة من حديث الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه لأبي بصير رضوان الله تعالى عليه : «إن فاطمة عليها السلام لتبكيه وتشهق».
= تسمى الشهق والشهقة في اللغة: هو النفس الذي يُحبس جرّاء مصيبة عظمى ومن ثم يَطلقه الإنسان من أعماقه يسمى شهيقًا، و الشهيق هو: الأنين الشديد المرتفع جدًا، وأما خروج النفس فيسمى زفيرًا، وقد ورد في القرآن الكريم معنى ان لجهنم شهيقًا وزفيرًا.
= حدثٌ غيبيٌ عظيمٌ منقطعُ النظير، يكشفه الإمام الصادق عن حال جدته الطاهرة المعصومة فاطمة الزهراء، ومحنتها بسيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليهما و ما جرى عليه وعلى آله الكرام من مصائب عظيمة وفجيعة في عصر عاشوراء.. اليس المعصوم يَرى ويَسمع ما لا يَراه ويَسمعه عامة الناس؟.
= "لتبكيه وتشهق" أمرٌ مؤلم مهيبٌ، يكشفه الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه وهو مكتئبٌ فزعٌ حزين لأبي بصير، عن حال جدته فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها التي لا زالت بأبي وأمي تشهق وتتألم حتى الساعة على مصيبة ابنها سيد الشهداء ، بقرينة أن كلمة «تشهق»، فعل مضارع يفيد في اللغة الدوام والاستمرار.. فهلا تهافتنا لنصرة أم الحسن التي لم ولا ولن تهدأ شهقتها، حتى ظهور المُرتقّب ابنها الموعود بالثأر لجده الحسين والممهد لدولته البهية.
= تضامنا مع أم الحسن والحسين ومحنتها الكبرى لازالت جميع أهل السموات والملكوت في بكاءٍ وابتهالٍ وتضرعٍ ونحيبٍ حتى اليوم الموعود كما أشار إلى ذلك نبي الرحمة وسراج الأمة على لسان ابنته العقيلة زينب.."فَلَا يَزْدَادُ أَثَرُهُ إِلَّا ظُهُورًا وَأَمْرُهُ إِلَّا عُلُوّا"..
= مِن يَعرف عظمة الصديقة الزهراء البتول صلوات الله وسلامه عليها ووجاهتها عند الله سبحانه وتعالى ، يدرك مليًّا معنى شهقتها المهيبة الشديدة على ابنها الحسين ومصيبته، التي لو أصابنا ذرة من أثرها حسب ذكر الروايات فلا مستقر ولا متاع على هذه الأرض ولساخت بأهلها ولأصبح عاليها سافلها ..
ألَا يَفزع لذلك كل عاقلٍ فَطين؟!.
= من عظم فاجعة الزهراء وشهقتها على ابنها الحسين صلوات الله وسلامه عليهما ،كادت نيران جهنم والبحار أن تَفلُت من زمام تبِعاتها وتصعق كل من على الأرض وتحرق أخضرها على يابسها، لولا إشفاق وتضرع وابتهال خزنتها و أهل العرش وملائكة السماء.. إلهي اجرنا من نارك وغضبك يارب
=من اراد أنْ يفوز بإسعاد أم الحسن والحسين فاطمة صلوات الله وسلامه عليها، في يومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون، فليُكرِمها بنصرة وإقامة شعائر ابنها سيد الشهداء الحسين دون كلٍّ ولا ملل ،وأذاعتها على أوسع وأكبر نطاق يمكن، فلا تقصر في ذلك أيها المُوالي المُحب.. وصدق المولى تعالى { لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ..}..