بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البشر جميعاً طُلّاب كمال. مصطلح "طلاب كمال"، بالطبع، ليس مصطلحاً جميلاً، فثمة تعابير أدق وأكثر شعبية؛ كقولنا: البشر يطالبون بكل شيء، ويريدون لأنفسهم الأفضل؛ أفضل لذة، وأفضل فرصة. إنهم لا يشبعون، ويطلبون اللانهاية، ...الخ، اللهم إلا أنْ نأسِرَهم ونمنعهم حتى عن الحد الأدنى، فقد يكتفون، بطبيعة الحال، بهذا الحد الأدنى ويناضلون من أجله. أما إذا تُرك الإنسان طليقاً فما من شيء يقف في وجهه.
🔻 من الجيد جدّاً أن يكون الإنسان "طالباً للكمال"، أو - يتعبير آخر - "مُريداً لكل شيء"؛ وهو تعبير أكثر شعبية، ونحن نستعمله في تخاطبنا.
🔻 إنْ شئتَ إعطاء درس فيما يسمى بالأخلاق فأول درس أخلاقي هو أن تعزّز في المتلقّي صفة "المطالَبة بكل شيء"، والرغبة في المزيد، والسعي وراء أعظم اللذات! فلا ينبغي - في مُستهل طريق التهذيب - تخويف المتهذّب من الطمع، ومن أن لا يشاء إضاعة أية فرصة، ولا التفريط بأيّ لذة، ..الخ، بل لا بد من تحريضه على الطمع. لا يجوز بتاتاً تخويفه من شيء، بل يجب أن نزرع فيه الشجاعة.
🔻 إذا تخلّى المرءُ عن صفة "المطالبة بكل شيء" يكون قد ابتعد عن هويته الإنسانية. فمن، يا ترى، ستُربّي حينئذ؟! فإن هُدِّمت ركائز متطلّبات الإنسان الأساسية والجوهرية فما الذي تود قوله لإنسانٍ جبان قانع بالحد الأدنى؟ إلى أين تريد أَخذَه؟ لن تعود فيه جدوى، فهو إنسان محطَّم.
🔻 ومع أن الإنسان "طالبٌ لكل شيء" يتستَّر معظمُ الناس على هذه الصفة فيهم. كما أن هناك الكثير ممَّن إذا شاءَ تهذيب الناس حاولَ عدم التطرُّق إلى هذا الموضوع بحجة أنّ: "هذا خَطِر للغاية! إذ أتدري ما سيحصل لو طالبَ الإنسان بكل شيء؟ إنه سيتحوّل إلى فرعون!"
🔻 وبالمناسبة فإن خطة الإسلام في تربية الإنسان، في مراحل نضجه العُمْري، هي هكذا بالضبط؛ حيث إن الطفل في السبعة الأولى (وفق هذه الخطة) سيّد: «الْوَلَدُ سَيِّدٌ سَبْعَ سِنِينَ وَعَبْدٌ سَبْعَ سِنِين» (وسائل الشيعة/ ج21/ ص476)؛ أي عليك، مدّةَ سبع سنين، أن لا تخيفه، وأن تقول له: "سمعاً وطاعة". دعه يشعر أنه قوة عظمى، فيَحكُم. بعض الآباء والأمهات يُبَكّرون في تأديب أولادهم، وهذا خطأ! حقّاً لا بد للمرء، في البداية، أن يلمس هذه المطالبة في نفسه ويتذوق حلاوتها، وأن يرى كيف أن أبويه في خدمته!
🔻 بعض الآباء والأمهات يبادرون أطفالَهم مبكّراً بالسؤال: "أتحبّني أم لا؟" لكن لماذا تسأل طفلك هذا السؤال؟! قل له: "أنا أحبك!" حالياً لا تكلّفه بأمر، ولا تفرض عليه شيئاً. إنه الآن أمير! هذا الكلام عميق المغزى للغاية؛ فينبغي، خلال السنوات السبع الأولى، أن يعيش هذه الرحابة في وجوده ويستشعرها، فلا يجوز أن تخيفَه أو تقيّدَه. لا بد لكل إنسان أن يمر بهذه المرحلة ويلمس حالة المطالبة بكل شيء في كيانه.
🔻 إن أحد أسرار ابتغائنا صاحبَ الزمان (أرواحنا له الفداء) ورغبتنا في ظهوره هو أن الحياة في ذلك الزمن سيكون لها طعم آخر؛ إذ سيظهر الإمام(عج) ليكون بمنزلة الأب للمجتمع البشري وسيؤَمِّن للبشر الحياة والمتطلّبات الأولية، فيتحرّروا من سجون احتياجات الحد الأدنى.
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البشر جميعاً طُلّاب كمال. مصطلح "طلاب كمال"، بالطبع، ليس مصطلحاً جميلاً، فثمة تعابير أدق وأكثر شعبية؛ كقولنا: البشر يطالبون بكل شيء، ويريدون لأنفسهم الأفضل؛ أفضل لذة، وأفضل فرصة. إنهم لا يشبعون، ويطلبون اللانهاية، ...الخ، اللهم إلا أنْ نأسِرَهم ونمنعهم حتى عن الحد الأدنى، فقد يكتفون، بطبيعة الحال، بهذا الحد الأدنى ويناضلون من أجله. أما إذا تُرك الإنسان طليقاً فما من شيء يقف في وجهه.
🔻 من الجيد جدّاً أن يكون الإنسان "طالباً للكمال"، أو - يتعبير آخر - "مُريداً لكل شيء"؛ وهو تعبير أكثر شعبية، ونحن نستعمله في تخاطبنا.
🔻 إنْ شئتَ إعطاء درس فيما يسمى بالأخلاق فأول درس أخلاقي هو أن تعزّز في المتلقّي صفة "المطالَبة بكل شيء"، والرغبة في المزيد، والسعي وراء أعظم اللذات! فلا ينبغي - في مُستهل طريق التهذيب - تخويف المتهذّب من الطمع، ومن أن لا يشاء إضاعة أية فرصة، ولا التفريط بأيّ لذة، ..الخ، بل لا بد من تحريضه على الطمع. لا يجوز بتاتاً تخويفه من شيء، بل يجب أن نزرع فيه الشجاعة.
🔻 إذا تخلّى المرءُ عن صفة "المطالبة بكل شيء" يكون قد ابتعد عن هويته الإنسانية. فمن، يا ترى، ستُربّي حينئذ؟! فإن هُدِّمت ركائز متطلّبات الإنسان الأساسية والجوهرية فما الذي تود قوله لإنسانٍ جبان قانع بالحد الأدنى؟ إلى أين تريد أَخذَه؟ لن تعود فيه جدوى، فهو إنسان محطَّم.
🔻 ومع أن الإنسان "طالبٌ لكل شيء" يتستَّر معظمُ الناس على هذه الصفة فيهم. كما أن هناك الكثير ممَّن إذا شاءَ تهذيب الناس حاولَ عدم التطرُّق إلى هذا الموضوع بحجة أنّ: "هذا خَطِر للغاية! إذ أتدري ما سيحصل لو طالبَ الإنسان بكل شيء؟ إنه سيتحوّل إلى فرعون!"
🔻 وبالمناسبة فإن خطة الإسلام في تربية الإنسان، في مراحل نضجه العُمْري، هي هكذا بالضبط؛ حيث إن الطفل في السبعة الأولى (وفق هذه الخطة) سيّد: «الْوَلَدُ سَيِّدٌ سَبْعَ سِنِينَ وَعَبْدٌ سَبْعَ سِنِين» (وسائل الشيعة/ ج21/ ص476)؛ أي عليك، مدّةَ سبع سنين، أن لا تخيفه، وأن تقول له: "سمعاً وطاعة". دعه يشعر أنه قوة عظمى، فيَحكُم. بعض الآباء والأمهات يُبَكّرون في تأديب أولادهم، وهذا خطأ! حقّاً لا بد للمرء، في البداية، أن يلمس هذه المطالبة في نفسه ويتذوق حلاوتها، وأن يرى كيف أن أبويه في خدمته!
🔻 بعض الآباء والأمهات يبادرون أطفالَهم مبكّراً بالسؤال: "أتحبّني أم لا؟" لكن لماذا تسأل طفلك هذا السؤال؟! قل له: "أنا أحبك!" حالياً لا تكلّفه بأمر، ولا تفرض عليه شيئاً. إنه الآن أمير! هذا الكلام عميق المغزى للغاية؛ فينبغي، خلال السنوات السبع الأولى، أن يعيش هذه الرحابة في وجوده ويستشعرها، فلا يجوز أن تخيفَه أو تقيّدَه. لا بد لكل إنسان أن يمر بهذه المرحلة ويلمس حالة المطالبة بكل شيء في كيانه.
🔻 إن أحد أسرار ابتغائنا صاحبَ الزمان (أرواحنا له الفداء) ورغبتنا في ظهوره هو أن الحياة في ذلك الزمن سيكون لها طعم آخر؛ إذ سيظهر الإمام(عج) ليكون بمنزلة الأب للمجتمع البشري وسيؤَمِّن للبشر الحياة والمتطلّبات الأولية، فيتحرّروا من سجون احتياجات الحد الأدنى.
تعليق