بسم الله الرحمن الرحيم
يقول آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي [طاب ثراه] :
صرّح الكتاب في كثير مِن آياته الكريمة ، بأنّ محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أمّيٌّ ، وقد جهر النبيّ بهذه الدعوى بين مَلأ مِن قَومه وعشيرته ، الذين نشأ بين أظهرهم ، وتربّى في أوساطهم ، فلم يُنكر أحد عليه هذه الدعوى ، وفي ذلك دلالة قطعية على صِدقه فيما يدّعيه .
ومع أمّيّته ، فقد أتى في كتابه مِن المعارف بما أبهر عقول الفلاسفة ، وأدهش مفكّري الشرق والغرب منذ ظهور الإسلام إلى هذا اليوم ، وسيبقى موضعاً لدهشة المفكّرين ، وحَيْرتهم إلى اليوم الأخير ، وهذا مِن أعظم نواحي الإعجاز
ولنتنازل للخصوم عن هذه الدعوى ، ولنفرض أنّ محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لم يكن أمّيّاً ، ولنتصوّره قد تلقّن المعارف ، وأخذ الفنون والتاريخ بالتعليم ، أفليس لازمُ هذا ، أنّه اكتسب معارفه وفنونه مِن مثقّفي عصره ، الذين نشأ بين أظهرهم ؟ ونحن نرى هؤلاء الذين نشأ محمّدٌ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بينهم ، منهم وثنيّون يعتقدون بالأوهام ، ويؤمنون بالخرافات ، وذلك ظاهر .
ومنهم كتابيّون يأخذون معارفهم وتأريخهم وأحكامهم مِن كتُب العهدَين ، التي ينسبونها إلى الوحي ، ويُعزونها إلى الأنبياء .
وإذا فرضنا أنّ محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أخذ تعاليمه مِن أهل عصرِه ، أفليس لازمُ هذا أنْ ينعكس على أقواله ومعارفه ظِلال هذه العقائد ، التي اكتسبها مِن معلّميه ومُرشديه ، ومِن هذه الكتُب التي كانت مصدر ثقافته وعلومه ؟
ونحن نرى مخالفة القرآن لكتُب العهدَين في جميع النواحي ، وتنزيهه لحقائق المعارف عن الموهومات الخرافية ، التي ملأتْ كتُب العهدَين وغيرها من مصادر التعلّم في ذلك العصر.
__________________________________
البيان في تفسير القرآن
يقول آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي [طاب ثراه] :
صرّح الكتاب في كثير مِن آياته الكريمة ، بأنّ محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أمّيٌّ ، وقد جهر النبيّ بهذه الدعوى بين مَلأ مِن قَومه وعشيرته ، الذين نشأ بين أظهرهم ، وتربّى في أوساطهم ، فلم يُنكر أحد عليه هذه الدعوى ، وفي ذلك دلالة قطعية على صِدقه فيما يدّعيه .
ومع أمّيّته ، فقد أتى في كتابه مِن المعارف بما أبهر عقول الفلاسفة ، وأدهش مفكّري الشرق والغرب منذ ظهور الإسلام إلى هذا اليوم ، وسيبقى موضعاً لدهشة المفكّرين ، وحَيْرتهم إلى اليوم الأخير ، وهذا مِن أعظم نواحي الإعجاز
ولنتنازل للخصوم عن هذه الدعوى ، ولنفرض أنّ محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لم يكن أمّيّاً ، ولنتصوّره قد تلقّن المعارف ، وأخذ الفنون والتاريخ بالتعليم ، أفليس لازمُ هذا ، أنّه اكتسب معارفه وفنونه مِن مثقّفي عصره ، الذين نشأ بين أظهرهم ؟ ونحن نرى هؤلاء الذين نشأ محمّدٌ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بينهم ، منهم وثنيّون يعتقدون بالأوهام ، ويؤمنون بالخرافات ، وذلك ظاهر .
ومنهم كتابيّون يأخذون معارفهم وتأريخهم وأحكامهم مِن كتُب العهدَين ، التي ينسبونها إلى الوحي ، ويُعزونها إلى الأنبياء .
وإذا فرضنا أنّ محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أخذ تعاليمه مِن أهل عصرِه ، أفليس لازمُ هذا أنْ ينعكس على أقواله ومعارفه ظِلال هذه العقائد ، التي اكتسبها مِن معلّميه ومُرشديه ، ومِن هذه الكتُب التي كانت مصدر ثقافته وعلومه ؟
ونحن نرى مخالفة القرآن لكتُب العهدَين في جميع النواحي ، وتنزيهه لحقائق المعارف عن الموهومات الخرافية ، التي ملأتْ كتُب العهدَين وغيرها من مصادر التعلّم في ذلك العصر.
__________________________________
البيان في تفسير القرآن