الثقافة العاشورائية... بين المنهج والتطبيق |
إن الثقافة الحسينية هي ثقافة الحق، وهي ثقافة الموقف الإنساني الجليل الرافض لأي خطأ يمضي باتجاه الظلم عمدا، أو الذي يقود الى التجاوز على حقوق الآخر، مهما صَغُرَتْ هذه الحقوق أو عَظُمتْ، لذا نقول إن فحواها مستمَد من جوهر الموقف الحسيني الرافض للظلم، كان من يكون مصدره، وأياً كان نوعه أو حجمه، هذا هو التفسير الأوضح والأبسط لثقافة عاشوراء، لأن هذه المفردة – عاشوراء- تنتمي للحسين عليه السلام لفظا وجوهرا، وطالما عرف الانسان معناها وانتماءها وجوهرها وفحواها عموما، وهو واضح كل الوضوح، فتبقى قضية التطبيق، أي تحويل الثقافة العاشورائية الحسينية من معناها وجوهرها العظيم الى حيّز الفعل الانساني الملموس باليد والمرئي بالعين والمسموع بالاذن، فلا يكفي أبدا أن أدّعي الانتماء لجوهر الفكر الحسيني ولا أعمل به، ولا يجوز قط أن أتبجّح بالثقافة العاشورائية ولا ألتزم بضوابطها وأعمل في هديها، فمَنْ هذا الذي يقول إنني لا أعرف ماذا تريد مني هذه الثقافة؟ ومن هذا الذي يقول إنني لا أعرف لماذا قدّم الحسين روحه فداءا للناس، مسلمين أو غيرهم، ومن هذا الذي يحاول أن يدس رأسه في الرمال حتى يحمي نفسه من صوت الحسين عليه السلام، وهو يصرخ بالحق وفعل الحق، والانتصار للحق، طالما بقيت أنفاس كائن ما على الارض؟؟؟. كلنا نعرف ماذا يريد الحسين عليه السلام، لاسيما الأقربون، أما الأبعدون فهم يعرفون ذلك أيضا. ولكننا كل من يدّعى الموالاة، يقع عليه العبء الأعظم، في تطبيق ثقافة عاشوراء بفحواها الذي رسمه الامام الحسين بنفسه وروحه العظيمة، وتضحياته الجسام بذويه وأصحابه، بل بما حملت الدنيا من مآثر ومصالح وملذات وسواها، لهذا لا يُقبل من أحدنا جهلَهُ للفكر الحسيني، ومن باب أولى، أن لا يُقبل ممن يدّعي الانتماء لعاشوراء فكرا وسلوكا، أن يظلم الآخرين، وأن يتجاوز على حقوقهم، فهل يحدث مثل هذا الكلام على ارض الواقع، نعم هناك مسؤولون كبارا وصغارا، هناك موظفون عسكريون ومدنيون، هناك أطباء ومعلمون تربويون، وهناك باعة متنوعون، هناك تجار ومهنيون، هناك كتبة وإعلاميون، هناك وهناك وهناك الكثير، يعرفون ثقافة عاشوراء حق معرفتها، ويعرفون ما يريده الحسين عليه السلام. لكنهم يفضلون الاقوال على الاعمال والافعال، فتجدهم يحبون الحسين ويظلمون الناس، وتجدهم يتشبثون بثقافة عاشوراء وهم جاهلون لا يعرفون من هذه الثقافة سوى مظهرها، أما جوهرها الانساني وتطبيقها فهم بعيدون عنه كل البعد، وهكذا فإننا مطالبون، وأقصد الموالين أولا ثم عامة الناس، حتى من غير المسلمين، بأن نطبّق ثقافة الامام الحسين في حياتنا، وأول بنود هذه الثقافة، لا تظلم أحدا، ولا تتجاوز على حقوقه، وكن داعية خير وأمل ومحبة وجمال، كما كان سبط النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم. 🌐🌐🌐🌐🌐🌐🌐🌐🌐🌐 🌐🌐🌐🌐🌐 |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
🔮"الثقافة العاشورائية.. بين المنهج والتطبيق" 🔮🔮
تقليص
X
-
🔮"الثقافة العاشورائية.. بين المنهج والتطبيق" 🔮🔮
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
تعليق