السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
🍃🕌🍃🕌🍃🕌🍃🕌🍃
عهد الطاغية الى النعمان بن بشير ان يقوم برعاية ودائع رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) ويصحبهم إلى يثرب وامر بإخراجهم من دمشق ليلا خوفا من الفتنة واضطراب الأوضاع ، وانتهت انباء الكارثة الكبرى الى يثرب قبل وصول السبايا إليها وقد حمل النبأ عبد الملك بن الحارث السلمي بأمر من ابن زياد وقد اخذ يجذ في السير حتى انتهى إليها وقد اعياه السفر فاسرع إلى حاكم المدينة الأشدق وقد لقيه رجل فرابه ما هو فيه من الارتباك فأسرع إليه قائلا : ما الخبر؟
ـ الخبر عند الأمير .
وفطن الرجل لهول الأمر فقال : انا للّه وانا إليه راجعون قتل واللّه الحسين صدقت أمّ سلمة بما نبأت به ؛ ووافى رسول ابن زياد حاكم المدينة فأخبره بمقتل الحسين فاهتز فرحا وسرورا وراح يقول : واعية بواعية عثمان .
وامر الأشدق بإذاعة ذلك بين الناس فهرعوا وقد علاهم البكاء نحو الجامع النبوي ليتعرفوا على تفصيل الحادث الأليم.
واعتلى الطاغية عمرو بن سعيد الأشدق اعواد المنبر وهو يهز اعطافه مسرورا بقتل الامام وقد اظهر احقاده واضغانه فقال : أيها الناس إنها لدمة بلدمة وصدمة بصدمة كم خطبة بعد خطبة حكمة بالغة فما تغني النذر لقد كان يسبنا ونمدحه ويقطعنا ونصله كعادتنا وعادته ولكن كيف نصنع بمن سل سيفه علينا يريد قتلنا الا ان ندفعه عن انفسنا، وقطع عليه عبد اللّه بن السائب خطابه الذي اظهر فيه الشماتة بقتل ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقال له : لو كانت فاطمة حية ورأت رأس الحسين لبكت عليه ، وكان هذا الاستنكار بداية نقد يجابه به والي المدينة وهو يخطب وقد لذعه نقده فصاح به : نحن احق بفاطمة منك ابوها عمنا وزوجها اخونا وامها ابنتنا ولو كانت فاطمة حية لبكت عينها وما لامت من قتله ، وقد شذ الأشدق في قوله عن جميع الاعراف الاجتماعية فقد زعم ان فاطمة لو كانت حية لما لامت قاتل ولدها بل من المؤكد عنده انها تبارك القاتل الأثيم لأن بذلك دعما للحكم الأمري وبسطا لسلطانهم الذي يحمل جميع الاتجاهات الجاهلية.
ان فاطمة لو كانت حية وشاهدت فلذة كبدها على صعيد كربلاء وهو يعاني من الخطوب والكوارث التي لم تجر على أي انسان لذابت نفسها حسرات وقد روى علي عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انه قال : تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بدم فتتعلق بقائمة من قوائم العرش فتقول : يا عدل احكم بيني وبين قاتل ولدي فيحكم لابنتي ورب الجنة
📚الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص415-417.
اللهم صل على محمد وآل محمد
🍃🕌🍃🕌🍃🕌🍃🕌🍃
عهد الطاغية الى النعمان بن بشير ان يقوم برعاية ودائع رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) ويصحبهم إلى يثرب وامر بإخراجهم من دمشق ليلا خوفا من الفتنة واضطراب الأوضاع ، وانتهت انباء الكارثة الكبرى الى يثرب قبل وصول السبايا إليها وقد حمل النبأ عبد الملك بن الحارث السلمي بأمر من ابن زياد وقد اخذ يجذ في السير حتى انتهى إليها وقد اعياه السفر فاسرع إلى حاكم المدينة الأشدق وقد لقيه رجل فرابه ما هو فيه من الارتباك فأسرع إليه قائلا : ما الخبر؟
ـ الخبر عند الأمير .
وفطن الرجل لهول الأمر فقال : انا للّه وانا إليه راجعون قتل واللّه الحسين صدقت أمّ سلمة بما نبأت به ؛ ووافى رسول ابن زياد حاكم المدينة فأخبره بمقتل الحسين فاهتز فرحا وسرورا وراح يقول : واعية بواعية عثمان .
وامر الأشدق بإذاعة ذلك بين الناس فهرعوا وقد علاهم البكاء نحو الجامع النبوي ليتعرفوا على تفصيل الحادث الأليم.
واعتلى الطاغية عمرو بن سعيد الأشدق اعواد المنبر وهو يهز اعطافه مسرورا بقتل الامام وقد اظهر احقاده واضغانه فقال : أيها الناس إنها لدمة بلدمة وصدمة بصدمة كم خطبة بعد خطبة حكمة بالغة فما تغني النذر لقد كان يسبنا ونمدحه ويقطعنا ونصله كعادتنا وعادته ولكن كيف نصنع بمن سل سيفه علينا يريد قتلنا الا ان ندفعه عن انفسنا، وقطع عليه عبد اللّه بن السائب خطابه الذي اظهر فيه الشماتة بقتل ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقال له : لو كانت فاطمة حية ورأت رأس الحسين لبكت عليه ، وكان هذا الاستنكار بداية نقد يجابه به والي المدينة وهو يخطب وقد لذعه نقده فصاح به : نحن احق بفاطمة منك ابوها عمنا وزوجها اخونا وامها ابنتنا ولو كانت فاطمة حية لبكت عينها وما لامت من قتله ، وقد شذ الأشدق في قوله عن جميع الاعراف الاجتماعية فقد زعم ان فاطمة لو كانت حية لما لامت قاتل ولدها بل من المؤكد عنده انها تبارك القاتل الأثيم لأن بذلك دعما للحكم الأمري وبسطا لسلطانهم الذي يحمل جميع الاتجاهات الجاهلية.
ان فاطمة لو كانت حية وشاهدت فلذة كبدها على صعيد كربلاء وهو يعاني من الخطوب والكوارث التي لم تجر على أي انسان لذابت نفسها حسرات وقد روى علي عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انه قال : تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بدم فتتعلق بقائمة من قوائم العرش فتقول : يا عدل احكم بيني وبين قاتل ولدي فيحكم لابنتي ورب الجنة
📚الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص415-417.
تعليق