السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
🍃🕌🍃🕌🍃🕌🍃🕌🍃
روى القطب الراوندي عن الأعمش انّه قال : بينا أنا في الطواف بالموسم اذا رأيت رجلا يدعو و هو يقول : اللهم اغفر لي و أنا أعلم انّك لا تغفر، قال :
فارتعدت لذلك و دنوت منه و قلت : يا هذا أنت في حرم اللّه و حرم رسوله و هذه أيام حرم في شهر عظيم ، فلم تيأس من المغفرة؟.
قال : يا هذا ذنبي عظيم ، قلت: أعظم من جبل تهامة؟.
قال: نعم.
قلت : يوازن الجبال الرواسي؟.
قال : نعم ، فان شئت اخبرتك .
قلت: أخبرني .
قال : أخرج بنا عن الحرم، فخرجنا به .
فقال لي : أنا أحد من كان في العسكر المشؤوم عسكر عمر بن سعد عليه اللعنة ، حين قتل الحسين (عليه السلام) و كنت أحد الاربعين الذين حملوا الرأس الى يزيد من الكوفة فرأينا في الطريق معاجز كثيرة لرأس الحسين ، فلما قدمنا دمشق و دخلنا على يزيد ، ابتدر قاتل الحسين الى يزيد فقال:
املأ ركابي فضة أو ذهبا انّي قتلت الملك المحجّبا
قتلت خير الناس امّا و أبا
فأمر يزيد بقتله ، و قال : علمت انّ حسينا خير الناس أمّا و أبا ، لم قتلته؟.
ثم جعل الرأس في طست و هو ينظر إليه و يظهر الفرح و السرور، فلم يفده نصح الناصحين (كما مرّ).
ثم أمر فأدخل الرأس القبة التي بازاء المجلس الذي يشرب فيه ، و وكلنا بالرأس و كلّ ذلك كان في قلبي (أي ما رآه في الطريق من المعاجز) فلم يحملني النوم في تلك القبة ، فلما دخل الليل وكّلنا أيضا بالرأس ، فلما مضى وهن من الليل سمعت دويّا من السماء فاذا مناد ينادي : يا آدم اهبط ، فهبط أبو البشر و معه كثير من الملائكة، ثم سمعت مناديا ينادي : يا ابراهيم اهبط ، فهبط و معه كثير من الملائكة ، ثم سمعت مناديا ينادي : يا موسى اهبط ، فهبط و معه كثير من الملائكة ، ثم سمعت مناديا ينادي : يا عيسى اهبط ، فهبط و معه كثير الملائكة ، ثم سمعت دويا عظيما و مناد ينادي : يا محمد اهبط ، فهبط و معه خلق كثير من الملائكة فأحدقت الملائكة بالقبة.
ثم انّ النبي دخل القبة و قعد تحت الرأس فانحنى الرمح و وقع الرأس في حجر رسول اللّه، فأخذه و جاء به الى آدم فقال : يا أبي يا آدم! ما ترى ما فعلت امتي بولدي من بعدي؟.
فاقشعرّ لذلك جلدي.
ثم قام جبرئيل فقال : يا محمد انا صاحب الزلازل ، فأمرني لأزلزل بهم الارض و أصيح بهم صيحة واحدة يهلكون فيها .
فقال : لا.
قال : يا محمد دعني و هؤلاء الاربعين الموكلين بالرأس.
قال : فدونك، فجعل ينفخ بواحد واحد (فيحترقون) فدنا منّي فقال : أتسمع و ترى؟.
قال : (فاستغثت بالنبي (صلّى اللّه عليه و آله)).
فقال النبي : دعوه دعوه لا يغفر اللّه له ، فتركني و أخذوا الرأس و ولّوا ، فافتقد الرأس من تلك الليلة فما عرف له خبر.
ولحق عمر بن سعد بالريّ فما لحق بسلطانه و محق اللّه عمره وأهلك في الطريق .
📚المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص616
اللهم صل على محمد وآل محمد
🍃🕌🍃🕌🍃🕌🍃🕌🍃
روى القطب الراوندي عن الأعمش انّه قال : بينا أنا في الطواف بالموسم اذا رأيت رجلا يدعو و هو يقول : اللهم اغفر لي و أنا أعلم انّك لا تغفر، قال :
فارتعدت لذلك و دنوت منه و قلت : يا هذا أنت في حرم اللّه و حرم رسوله و هذه أيام حرم في شهر عظيم ، فلم تيأس من المغفرة؟.
قال : يا هذا ذنبي عظيم ، قلت: أعظم من جبل تهامة؟.
قال: نعم.
قلت : يوازن الجبال الرواسي؟.
قال : نعم ، فان شئت اخبرتك .
قلت: أخبرني .
قال : أخرج بنا عن الحرم، فخرجنا به .
فقال لي : أنا أحد من كان في العسكر المشؤوم عسكر عمر بن سعد عليه اللعنة ، حين قتل الحسين (عليه السلام) و كنت أحد الاربعين الذين حملوا الرأس الى يزيد من الكوفة فرأينا في الطريق معاجز كثيرة لرأس الحسين ، فلما قدمنا دمشق و دخلنا على يزيد ، ابتدر قاتل الحسين الى يزيد فقال:
املأ ركابي فضة أو ذهبا انّي قتلت الملك المحجّبا
قتلت خير الناس امّا و أبا
فأمر يزيد بقتله ، و قال : علمت انّ حسينا خير الناس أمّا و أبا ، لم قتلته؟.
ثم جعل الرأس في طست و هو ينظر إليه و يظهر الفرح و السرور، فلم يفده نصح الناصحين (كما مرّ).
ثم أمر فأدخل الرأس القبة التي بازاء المجلس الذي يشرب فيه ، و وكلنا بالرأس و كلّ ذلك كان في قلبي (أي ما رآه في الطريق من المعاجز) فلم يحملني النوم في تلك القبة ، فلما دخل الليل وكّلنا أيضا بالرأس ، فلما مضى وهن من الليل سمعت دويّا من السماء فاذا مناد ينادي : يا آدم اهبط ، فهبط أبو البشر و معه كثير من الملائكة، ثم سمعت مناديا ينادي : يا ابراهيم اهبط ، فهبط و معه كثير من الملائكة ، ثم سمعت مناديا ينادي : يا موسى اهبط ، فهبط و معه كثير من الملائكة ، ثم سمعت مناديا ينادي : يا عيسى اهبط ، فهبط و معه كثير الملائكة ، ثم سمعت دويا عظيما و مناد ينادي : يا محمد اهبط ، فهبط و معه خلق كثير من الملائكة فأحدقت الملائكة بالقبة.
ثم انّ النبي دخل القبة و قعد تحت الرأس فانحنى الرمح و وقع الرأس في حجر رسول اللّه، فأخذه و جاء به الى آدم فقال : يا أبي يا آدم! ما ترى ما فعلت امتي بولدي من بعدي؟.
فاقشعرّ لذلك جلدي.
ثم قام جبرئيل فقال : يا محمد انا صاحب الزلازل ، فأمرني لأزلزل بهم الارض و أصيح بهم صيحة واحدة يهلكون فيها .
فقال : لا.
قال : يا محمد دعني و هؤلاء الاربعين الموكلين بالرأس.
قال : فدونك، فجعل ينفخ بواحد واحد (فيحترقون) فدنا منّي فقال : أتسمع و ترى؟.
قال : (فاستغثت بالنبي (صلّى اللّه عليه و آله)).
فقال النبي : دعوه دعوه لا يغفر اللّه له ، فتركني و أخذوا الرأس و ولّوا ، فافتقد الرأس من تلك الليلة فما عرف له خبر.
ولحق عمر بن سعد بالريّ فما لحق بسلطانه و محق اللّه عمره وأهلك في الطريق .
📚المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص616
تعليق